اليسار الصهيوني «قبيلة منقرضة»

اليسار الصهيوني هو «سبط منقرض» ولا تزيد قوته في الكنيست عن حوالي 10 مقاعد. والتطرف في إسرائيل بلغ لدرجة أصبحت فيها كلمة يسار تعتبر "لعنة". هذا ما خلصت إليه مقالة للمحررة في صحيفة "هآرتس" رويت هخت.

 اليسار الصهيوني «قبيلة منقرضة»

 اليسار  الصهيوني هو «قبيلة منقرضة» ولا تزيد قوته في الكنيست عن حوالي 10 مقاعد. والتطرف في إسرائيل بلغ لدرجة أصبحت فيها كلمة يسار تعتبر 'لعنة'. هذا ما خلصت إليه مقالة للمحررة في صحيفة 'هآرتس'، رفيت هخت.

 وكتبت: 'في الانتخابات الأخيرة لم يحقق اليمين نجاحا فحسب بل أحكم سيطرته ووطدها وسحق اليسار الصهيوني وقاد لانقراضه'. وأضافت: 'من يعزي نفسه بتراجع قوة البيت اليهودي ويرى في ذلك مؤشرا على تراجع اليمين المتطرف فهو مخطئ ويرفض الاعتراف بالحقيقة، وهي أن نزوح الليكود نحو اليمين بشكل مطرد  قلل من الحاجة لوجود البيت اليهودي. كما أن نتنياهو سجل في الأيام الأخيرة لحملته الانتخابية ذروة جديدة في مسيرة الليكود التي قادها شارون وعيزر فايتسمان لدمج حيروت بأنصار أرض إسرائيل الكاملة'.

وتابعت: 'نتنياهو أعلن بأنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية، والمستوطنون الذين ينتمون للصهيونية الدينية والذين يعتبرون أنصار بينيت الطبيعيين انتخبوه دون عائق أيدولوجي، حتى لو تحفظوا منه شخصيا'.

وأضافت: من يعقد الآمال على موشي كحلون فهو بذلك ينسى تمرد فك الارتباط عن غزة، ويتجاهل تصريحاته المتشددة خلال الحملة الانتخابية بأنه لن يجلس في حكومة تعتمد على العرب. أما يائير لابيد الذي يخرج أحيانا بتصريحات ضد بؤرة استيطانية معينة على اعتبار أنها تلتهم الأموال المخصصة لمصوتيه، لكنه لم يصدر عنه موقفا مبدئيا ضد الاحتلال، وهو الذي بدأ حملته الانتخابية السابقة في مستوطنة أرئيل، ويؤمن بأن القدس هي قيمة'

وتمضي قائلة: 'في حزب العمل أيضا لم يتطرقوا للاحتلال وللحاجة الملحة لإنهائه - لا خلال الحملة ولا قبل ذلك بسنوات. هم فضلوا احتضان الحائط الغربي عوضا عن الإعلان جهارا بأن القدس بطبيعة الحال مقسمة وأنها هكذا كانت دوما'.

 وتابعت: 'الحريديم لا تعنيهم تلك المواضيع، لكن الشارع الحريدي كتيار 'حاباد' غير الممثل والجمهور اللتواني والحاسيدي الممثل في يهدوت هتوراة – هو جمهور يميني بشكل واضح. ومسارعة أرييه درعي  للإعلان قبل الانتخابات بأنه سيوصي بنتنياهو لتشكيل الحكومة، تعكس إرادة مصوتي 'شاس'.

وخلصت إلى أن عدد مقاعد اليسار في الكنيست قليل جدا، وقالت: 'فضلا عن المقاعد الخمسة لحزب ميرتس، إذا أضفنا إليهم أفرادا من حزب العمل مثل ستاف شابير، ميراف ميخائيلي ويوسي يونا أو حتى تسيبي ليفني، سنصل بصعوبة  لعدد من منزلتين. وهذا هو الوزن الحقيقي لليسار الصهيوني'.

 ومضت قائلة: 'من لا يقتنع بهذا التحليل ، مدعو للخروج من تل أبيب والشارون (منطقة المركز) وحيفا، والالتقاء بالطلاب في المدارس ومع الناس في الشارع ليرى شبانا تتملكهم حمى القومجية والخوف وكراهية العرب، حتى أصبحت  كلمة يساري في تلك الأماكن لعنة أو تعبير عن اضطراب نفسي.

 واختتمت بالقول: 'هذا التطرف ضيق الخناق على اليسار الصهيوني،  وهو القبيلة التي خرجت مهزومو في هذه الانتخابات، بل منقرضة'.

التعليقات