مصيدة نتنياهو: هرتسوغ "ورقة تين" من دون انضمامه للحكومة

حاييم رامون: نتنياهو لا يتردد باستخدام تكتيك ماكر من أجل تحقيق غايته الإستراتيجية... وقد نجح حتى الآن في كبح ما يراه أنه الأسوأ وهو قيام دولة فلسطينية مستقلة وفقدان أرض الآباء. وليس هذا وحسب، فقد ضاعف عدد المستوطنين خارج الكتل الاستيطان

مصيدة نتنياهو: هرتسوغ

نتنياهو وهرتسوغ في الكنيست أمس (أ.ف.ب.)

يُعيب العديد من المحللين الإسرائيليين على بنيامين نتنياهو أن الدافع الأساسي لأدائه السياسي هو رغبته في البقاء الحكم والتمتع بنعمه، ويركزون على نقاط ضعفه في هذه الناحية. لكن الوزير وعضو الكنيست السابق حاييم رامون، وهو أحد الدهاء السياسيين الإسرائيليين، يرى، في مقال نشره في صحيفة 'يديعوت أحرونوت' اليوم الجمعة، أن التعامل مع نتنياهو بهذا الشكل يجافي الحقيقة.

وكتب رامون، القيادي السابق في حزب العمل الإسرائيلي، أن 'نتنياهو عقائدي ومستعد لامتصاص ضربات شديدة من أجل أن يبقى مخلص لمبادئه... إنه مخلص لأرض إسرائيل الكاملة. ونتنياهو كافح طوال السنين من أجل الحفاظ على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) تحت السيطرة الإسرائيلية. وهو يعرف جيدا ثمن عزلة إسرائيل الدولية، ولكن من أجل الدفاع عن إيمانه، فإنه لا يرتدع من مواجهات سياسية مليئة بالمخاطر على إسرائيل وعليه شخصيا'.

وأضاف رامون أن 'نتنياهو لا يتردد باستخدام تكتيك ماكر من أجل تحقيق غايته الإستراتيجية... وقد نجح حتى الآن في كبح ما يراه أنه الأسوأ – وهو قيام دولة فلسطينية مستقلة وفقدان أرض الآباء. وليس هذا وحسب، فقد ضاعف عدد المستوطنين خارج الكتل الاستيطانية بهدف منع احتمال مستقبلي للدولتين'.

وأشار رامون إلى أن نتنياهو يتعرض إلى ضغوط كبيرة، ويطالب بتأييد حل الدولتين وأن يجمد البناء في المستوطنات ويبدي ليونة في المفاوضات مع الفلسطينيين. وإزاء هذه الضغوط، يحاول نتنياهو خلق أجندات جديدة من أجل كسب الوقت. 'وهكذا، على سبيل المثال، أنزل على حلبة المفاوضات مطلبه بأن يعترف الفلسطينيون بإسرائيل كدولة يهودية. ورفض أبو مازن يخدم جيدا تكتيك المماطلة الذي يمارسه نتنياهو. ولو رد الفلسطينيون بالإيجاب ’لا سمح الله’، لاضطر نتنياهو إلى صياغة مطلب مبتكر جديد. وكما شهد عليه والده البروفيسور بنتسيون نتنياهو: ’هو لا يؤيد حل الدولتين، إنه يؤيد شروطا كتلك التي لن يوافق عليها الفلسطينيون أبدا’'.

ولفت رامون إلى أن 'نتنياهو ينمي بحرص أسلوب ’ورقة التين’ السياسية. لقد سمح لتسيبي ليفني بأن تقود المفاوضات مع الفلسطينيين، لكنه فرض عليها أيضا حارس شخصي بشخص مؤتمنه يتسحاق مولخو. وكلف شمعون بيرس ببعثات سياسية، لكنه اهتم بأن يوضح أيضا أن آراء الرئيس لا تلزم رئيس الحكومة'.

لقد نجح نتنياهو في إيصال تكتيك 'ورقة التين' إلى أرقام قياسية مثيرة للإعجاب، وفقا لرامون. 'وبإمكانه أن يصور نفسه أمام زعماء العالم كأنه مستعد حقا وصدقا لتسوية تاريخية مع الفلسطينيين. وهو يستند بذلك إلى حقيقة أن أشخاصا لا أحد يشك بالتزامهم للسلام عملوا تحت قيادته. وبالطبع، ليفني وبيرس وآخرين لا يتطوعون لكي يستخدمهم نتنياهو كورقة تين. إنهم يتجندون لأنهم يقعون في الشبكة (المصيدة) التي نصبها نتنياهو لهم، ومن خلال استغلال أملهم الساذج بأن ’الأمر مختلف هذه المرة، نتنياهو جدي الآن’. ولأسفهم، يكتشفون أن نتنياهو جدي فعلا، جدي جدا بكل ما يتعلق بالدفاع عن أيديولوجيته، وهي الحفاظ على كل مناطق أرض إسرائيل'.

وأضاف رامون أن نتنياهو 'يخلق الانطباع بأنه معني بضم يتسحاق هرتسوغ وحزبه إلى الحكومة. وقد أبقى وزارة الخارجية شاغرا لحين انضمام هرتسوغ إليه. وحتى أنه يحرص على أن تبقي الاتفاقيات الائتلافية ثغرة تسمح بانضمام المعسكر الصهيوني'.

وأردف أنه 'الآن، عندما يطالب زعماء أجانب نتنياهو بالتحرك نحو تسوية مع الفلسطينيين، سيسمعون منه الإجابة التالية: ’أنا ملتزم بخطاب بار ايلان ومعني بتسوية تاريخية مع الفلسطينيين، لكن فقط إذا دخل هرتسوغ إلى حكومتي سأتمكن من التقدم نحو تسوية من دون أن ينهار ائتلافي. رجاء، مارسوا ضغوطا عليه وعلى حزبه لكي ينضم إليّ’'.

ويعني ذلك أن 'نتنياهو حول هرتسوغ إلى ورقة تين سياسية حتى بدون انضمامه للحكومة'. وفي المقابل، أضاف رامون، فإن بإمكان نتنياهو أن يهدد شركائه في الحكومة بأنه سيضم 'المعسكر الصهيوني' وأنه لن يكون متعلق بهم.

ورأى رامون أنه طالما أن هرتسوغ مستمر في إثارة الانطباع بأنه مستعد للانضمام لحكومة نتنياهو، فإنه يخدم نتنياهو. وطالب رامون هرتسوغ باتخاذ قرار واضح بأن حزبه لن ينضم إلى الحكومة.  

   

التعليقات