"قرار أورانج بمقاطعة إسرائيل نتيجة ضغوطات قطرية"

صحيفة: المعلومات المتوفرة لدى رؤساء شركة بارتنر الإسرائيلية تفيد بأن قرار أورانج لم يكن لاعتبارات تجارية وإنما كان رضوخا للضغوطات العربية وبالأساس الضغوطات القطرية

ريشار

تحمل إسرائيل بسياسيها وإعلامها مسؤولية قرار شركات عالمية مقاطعتها أو سحب استثماراتها منها إلى “كل الدنيا” سوى سياساتها العنصرية الاحتلالية، وتتجاهل “نصائح” الدول الصديقة لها بأن سياستها هي سبب العزلة وتآكل مكانتها الدولية. ويبدو أن السعي الإسرائيلي لإيجاد متهم أو مذنب مناوب بدفع شركة أورانج الفرنسية للتراجع عن تعاقدها مع شركة بارتنر الإسرائيلية أوصلها إلى دولة قطر بعد أن روج الإعلام الإسرائيلي أن سبب القرار هو العداء للسامية.

وفي هذا السياق، 'انفردت' صحيفة 'يسرائيل هيوم' المقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والتي يملكها الملياردير الأميركي شيلدون أدلسون، بنبأ مفاده أن قرار شركة أورانج الفرنسية الأخير جاء نتيجة توطيد العلاقات التجارية بين الشركة الأم، فرانس تلكوم، ودولة قطر وذلك بفضل وساطة رجل الأعمال القطري فهد بن غانم آل ثاني.

وكتب محرر الشؤون العربية والدولية في الصحيفة، السفير السابق في موريتانيا بوعاز بيسموت، أن علاقات شركة فرانس تلكوم التجارية توطدت مؤخرا مع دول عربية عدة بعد توقيعها اتفافيات تجارية في المغرب وتونس والعراق والسعودية تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار.

وذكرت الصحيفة أن المعلومات المتوفرة لدى رؤساء شركة بارتنر الإسرائيلية تفيد بأن قرار أورانج لم يكن لاعتبارات تجارية بحتة، وإنما كان رضوخا للضغوطات العربية وبالأساس الضغوطات القطرية، إذ من المقرر أن توقع الشركة اتفاقية جديدة بقيمة مليار دولار.

ويأتي الاتهام لقطر في هذه الصحيفة المناصرة لنتنياهو  بهدف الترويج في الرأي العام الإسرائيلي بأن خطر المقاطعة ليس بسبب سياسات حكومة الليكود التي يرأسها نتنياهو، وإنما بسبب العرب وقطر تحديداً، التي طالما ربطتها إسرائيل عبر صحفها وإعلامها بصفة “دعم الإرهاب” في غزة. وعلى الرغم من أن قرار أورانج واجه إدانة واسعة من مختلف التيارات السياسية في إسرائيل ولدى معظم الكتاب الصحافيين، إلا أن أهم الكتاب الصحافيين في إسرائيل أكدوا أن أفضل طريقة “لوقف كرة الثلج المتدحرجة”، أي المقاطعة، هو تغيير سياسة نتنياهو اليمينية التعنتية والصدامية ولو من خلال إجراء مفاوضات “غير جدية” مع السلطة الفلسطينية، بهدف سحب الذريعة من دعاة المقاطعة.

كما من اللافت أن بيسموت، معد الخبر، يتواجد في لاس فيجاس الأميركية حيث عقد مالك الصحيفة ورجال أعمال يهود من أنصار إسرائيل قمة طارئة لمواجهة حملة المقاطعة، أي أن من المحتمل أن تكون هذه التسريبات عن الدور العربي والقطري هي السائدة في تقديرات منظمي المؤتمر الداعمين لإسرائيل.

وحاول رئيس مجلس إدارة شركة أورانج، ستيفان ريشار،  التراجع عن تصريحاته حول مقاطعة إسرائيل، وأكد أمس  لوكالة فرانس برس أن الشركة 'موجودة في إسرائيل لتبقى'، نافيا مجددا انسحاب شركته من إسرائيل ومعربا عن «أسفه» للجدل الذي أثاره.  وأعرب ريشار عن 'الأسف الشديد' حول 'الجدل' الذي أثارته تصريحاته هذا الأسبوع حول انتهاء ترخيص استخدام العلامة التجارية 'بمجرد أن يصبح ذلك ممكنا بموجب العقد' والذي يجيز لشركة بارتنر الإسرائيلية استخدام علامة أورانج في إسرائيل والتي تم تفسيرها على أنها رغبة في رحيل المجموعة.

وأكد ريشار أن مجموعته 'لا تدعم أي شكل من أشكال المقاطعة في إسرائيل أو في أي مكان من العالم'.

من جابنها، قالت شركة بارتنر إن تصريحات ريشار تضليلية، وأوضحت أنها “لم نتلق أي توجه رسمي من قبل فرانس تلكوم حتى اليوم”، وأضافت أن ريشار يتهرب من توجهات الشركة بالتحدث إليه مباشرة.

التعليقات