ريفلين يدعو لعودة "رمزية" لمهجري إقرث وبرعم

ويؤكد أنه لا يمكن فرض التجنيد للجيش على المواطنين العرب، ولا الخدمة الوطنية أيضا* ويقول إن حل الدولتين غير قابل للتطبيق لأنه لا يمكن أن يقبل الفلسطينيون به

ريفلين يدعو لعودة

دعا الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، حكومة إسرائيل إلى إعادة مهجري قريتي إقرث وبرعم إلى قريتيهما "بصورة رمزية"، فيما اعتبر أن حل الدولتين غير قابل للتطبيق وأن الفلسطينيين لن يقبلوا به لأنه يرسخ وجود دولة عظمى، هي إسرائيل، مقابل حكم ذاتي ناقص للفلسطينيين.

وقال ريفلين في مقابلة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت" ونشرتها اليوم، الجمعة، إنه "منذ أن انتخبت للكنيست في المرة الأولى، عام 1988، سألت لماذا لا نصحح الظلم الذي ارتكب في إقرث وبرعم في العام 1948. لقد كان يسكن في القريتين عرب مسيحيون، وهم مواطنو إسرائيل حينذاك واليوم. وأمرهم الجيش بإخلاء القريتين لعدة أيام، لأسباب أمنية، ووعدهم بأنه سيسمح لهم بالعودة بعد وقت قصير. ولم يتم الإيفاء بهذا الوعد حتى اليوم".

وأضاف ريفلين أن رئيس حكومة إسرائيل الأسبق، مناحيم بيغن، "دعا على مدار سنوات طويلة إلى تصحيح الظلم. وعندما صعد إلى الحكم وطلب إصدار أمر بعودتهم، اصطدم بالمؤسسة (السياسية والأمنية الإسرائيلية) التي أوضحت له أنه يحظر القيام بأمر كهذا، ولماذا سابقة إقرث وبرعم قد تفتح بابا إلى عشرات القرى، بل مئات القرى (المهجرة). وقد شكلنا أثناء ولاية بيغن لجنة قررت عودة رمزية. وهذا لم ينفذ أيضا".

وتابع ريفلين أنه "عندما توليت منصب وزير في حكومة (أريئيل) شارون، قلت إنه حان الوقت لتصحيح الظلم. وأريك قال لا، هذه سابقة خطيرة. واعتاد أن يقول لي، نحن لسنا مدينين لهم بشيء. وقلت له إن إعادتهم سيكون فخرا لدولة إسرائيل. إعادتهم سترسخ مكانتنا كدولة أخلاقية وتتطلب اعتراف العالم بأخلاقيتها".

وأضاف "أنني أدعو حكومة إسرائيل إلى إيجاد طريق لكي تبين للعالم كله أننا نفي بالوعود تجاه اليهود والعرب والمسيحيين والمسلمين. وهناك وعود لا توجد إمكانية للإيفاء بها. وهذا الوعد بالإمكان الإيفاء به، وهو أخلاقي ومنطقي". وقال ريفلين إنه يعتزم زيارة القريتين المهجرتين.

وتطرق ريفلين إلى تجنيد العرب للجيش الإسرائيلي، وقال إن "أصدقائي العرب قالوا لي مرارا وتكرارا، أنت تدرك واجبك كأغلبية، لكن لأسفنا ليس الجميع يدرك ذلك. ولدينا معضلة بين الرغبة بأن نكون مخلصين للدولة التي نعيش فيها ولدينا تمثيل في الكنيست، وبين الإخلاص لشعبنا".

وأردف أنه "اعتدت على القول لهم إنني أفهم لماذا أعفيناكم من الخدمة في الجيش، لكن لماذا لا تنفذوا واجبكم للدولة من خلال الخدمة الوطنية؟ وأجابوا، أن ’الوطنية’ لكم وليس لنا. ونحن لسنا مستعدين للخدمة في الخدمة الوطنية. وقلت لهم إنه فهمت...".

وعبر ريفلين بصورة دائمة عن رفضه لحل الدولتين، وصرح أنه يؤيد ضم الضفة الغربية لإسرائيل وإعطاء قسم من الفلسطينيين الجنسية الإسرائيلية. وفي رده على سؤال حول ما إذا لا يزال يحمل نفس الأفكار، قال "إنني أؤمن إيمانا قاطعا بأنه يجب إيجاد حل لإنهاء المأساة بيننا وبين الفلسطينيين بصورة تسمح لدولة إسرائيل بالوجود ولعرب إسرائيل بالعيش إلى جانبنا. وهذه الأمور تستوجب حدودا مفتوحة".

واعتبر ريفلين أن "فقط تفهم كلا الجانبين بأنهما خلقا ليعيشا سوية سيضع حدا لما أسميه المأساة اليهودية – الإسلامية، المأساة الإسرائيلية – الفلسطينية... هل بإمكان دولة ثنائية القومية أن تحقق تعريفنا كدولة يهودية؟ لست متأكدا. ومن شأن دولة ثنائية القومية أن تلغي الامتياز الوحيد الذي تعهدنا به كشعب يهودي، وهو حق العودة إلى البلاد للشعب اليهودي فقط".

ورأى ريفلين أنه "بإمكان الكنيست الموافقة على حل الدولتين، لكن الفلسطينيين لن يوافقوا عليه أبدا. وأنا أستبعد رؤية الفلسطينيين، الذين أحترمهم جدا، يوافقون على أن يكون لدينا مطار بن غوريون، اف-15، اف-16، اف-35، وهم يكتفون بمطار الدهانية في غزة. ونحن باستعلائنا غير المحدود تجاه الفلسطينيين، نعتقد أن بإمكانهم أن يقبلوا بحل الدولتين، فيما إحدى الدولتين هي دولة عظمى والأخرى هي حكم ذاتي ناقص. فقط أولئك الذي يحلمون أحلام اليقظة بإمكانهم أن يصدقوا هذه الإمكانية". 

التعليقات