"فشلت عملية الاغتيال ليكتشف أن الاغتيال غير مجد"

إيتان كان ضمن المجموعة التي شاركت في عملية الاغتيال الفاشلة لعلي حسن سلامة، وراح ضحيتها شاب جزائري

بعد وفاته كشف النقاب عن جزء من حياة أحد ضباط الموساد، أفراهام غيمر (إيتان)، الذي شارك في عملية الاغتيال الفاشلة لعلي حسن سلامة، وراح ضحيتها شاب جزائري/مغربي، ما اضطره إلى الاستقالة من الموساد بعد أن قضى حكما بالسجن في النرويج، والانشغال بزراعة الزهور، ليكتشف لاحقا أنه 'لا جدوى من عمليات الاغتيال'.

وفي تقرير نشرته صحيفة 'هآرتس'، اليوم الجمعة، جاء أن أفراهام جيمر ( إيتان) اعتقل في صيف عام 1973 في النرويج، وذلك بعد أن شارك في عملية الموساد التي قتل فيها النادل الجزائري أحمد بوشيقي (يحمل جواز سفر مغربي) في مدينة ليلهامر، وذلك باعتقاد أنه علي حسن سلامة، أحد قادة منظمة 'أيلول الأسود' التي نفذت عملية ميونيخ في أيلول/ سبتمبر عام 1972، وقتل فيها 11 إسرائيليا.

وحاول إيتان التخفي تحت اسم 'ليسلي أورباوم'، وهو معلم من مدينة ليدز في بريطانيا، سمح للموساد باستخدام اسمه للعملية، ولكن السلطات النرويجية اعتقلته مع خمسة آخرين، وكشفت تفاصيله الشخصية أمام وسائل الإعلام.

ولد إيتان في 'نس تسيونا' عام 1937، قبل سنة من مقتل والده زليج أحد عناصر عصابات الهاجاناه من قبل المقاومة الفلسطينية. وفي العام 1955 تجند لوحدة المظليين '890'، وشارك في الإنزال في ممر متلا عام 1956. بعد ذلك انضم إلى الشاباك في 'ملاحقة الدبلوماسيين من أوروبا الشرقية'، وأوكل بداية بملاحقة الجاسوس الإسرائيلي يسرائيل بار، الذي تجسس لصالح الاتحاد السوفييتي، واعتقل عام 1961.

ولاحقا، انضم إيتان إلى الموساد، في وحدة العمليات الخاصة التي أطلق عليها 'قيسارية'. وسافر عام 1965 مع عائلته إلى باريس، حيث قام بتفعيل عميلة الموساد المعروفة سيلفيا رفائيل، ثم ارتقى في المؤسسة ليصبح ضابط عمليات.

وبعد عملية ميونيخ، 1972، بدأت إسرائيل بملاحقة مخططي ومنفذي العملية. وتوجه إيتان في تموز/ يوليو 1973 إلى النرويج مع عدد من عناصر الموساد، بينهم: ميكي هراري قائد وحدة 'قيسارية'، وسيلفيا رفائيل، وذلك بعد وصول معلومات، تبين أنها خاطئة، بشأن وجود علي حسن سلامة هناك.

تقول زوجة إيتان إنه شعر أن تشخيص سلامة إشكاليا، حيث كان الحديث عن أحمد بوشيقي الذي يشبهه، في حين ادعى باقي عناصر الموساد أنه سلامة. وفي النهاية اتخذ القرار باغتياله.

ورغم أن وحدة الاغتيال تمكنت من الهرب، إلا أن إيتان اعتقل مع خمسة آخرين من عناصر الموساد، وقدموا للمحاكمة، في أحد أكبر القضايا التي اعتبرت 'فضيحة'  لإسرائيل، وللموساد بشكل خاص. وفي حينه حكم على إيتان بالسجن مدة 5.5 سنوات، ولكن أطلق سراحه بعد أقل من سنتين.

وبعد عودته إلى البلاد، قدم استقالته من الموساد. وبحسب زوجته فقد كان 'غاضبا ومحبطا بسبب عدم تشكيل لجنة تحقيق في تسلسلات الأحداث في عملية الاغتيال'. غير اسم عائلته إلى  من 'جيمر' إلى'إيتان' وانتقل إلى العمل في زراعة الزهور.

وتقول زوجته إنه غير آراؤه لاحقا، وبات يعتقد أنه 'ليس واثقا من جدوى عمليات الاغتيال' باعتبار أن عمليات الاغتيال ستكون متبادلة.

في النهاية، استشهد علي سلامة عام 1979، وتوفيت رفائيل عام 2005، وتوفي هراري عام 2014، وتوفي إيتان في حزيران/يونيو الماضي.

التعليقات