"دعوة للتفكير مجددا بحل الدولة الواحدة فدرالية أو كانتونية.."

اعتبر الكاتب أ. ب. يهوشوع أن الدورين اللذين يقومان بهما كل من معسكر السلام والمعسكر القومي في إسرائيل يؤديان إلى شلل سياسي لا يمكن معه إنهاء الصراع، وأن استمرار التفكير بحل الدولتين سيؤدي إلى استمرار الاحتلال، بالنتيجة

"دعوة للتفكير مجددا بحل الدولة الواحدة فدرالية أو كانتونية.."

اعتبر الكاتب أ. ب. يهوشوع أن الدورين اللذين يقومان بهما كل من 'معسكر السلام' و'المعسكر القومي' في إسرائيل يؤديان إلى شلل سياسي لا يمكن معه إنهاء الصراع، وأن استمرار التفكير بحل الدولتين سيؤدي إلى استمرار الاحتلال، بالنتيجة.

ولا يتوانى الكاتب عن الدعوة إلى التفكير مجددا بحل الدولة الواحدة، باعتبار أن التفكير قد يقود إلى أفكار جديدة، فدرالية أو كانتونية، ولكنه لا يقول إن استبعاد حل الدولتين يعني دولة واحدة، والدولة الواحدة تعني تغيير طابع الدولة ونظامها، وإذا كانت ديمقراطية فإن ذلك يعني تحقيق المساواة والعدالة للجميع، وإلا فهي دولة أبرتهايد.

وكتب أنه قبل نحو شهر نظم في جامعة 'بار إيلان' يوم دراسي حاول تلخيص فك الارتباط المدني والعسكري من قطاع غزة، بعد 10 سنوات من إنجازه، والذي نفذ تحت قيادة رئيس الحكومة في حينه، أرئيل شارون. شارك في اليوم الدراسي عدد من مهندسي فك الارتباط، بمن فيهم القائد العسكري للحملة، الجنرال غرشون هكوهين، وعدد من المستوطنين الذين تم إخلاؤهم من مستوطنات 'غوش قطيف' التي كانت مقامة على أراضي قطاع غزة، وأحد حاخامات 'غوش إيمونيم' الذي رافق عملية الإخلاء منذ بدايتها، في حين أن غالبية الجمهور الذي غصت بهم القاعة كان معاديا بغالبيته لفك الارتباط، كما أن الغالبية كانوا من معتمري القبعات الدينية.

ووجهت الدعوة للكاتب أ. ب. يهوشوع، لإلقاء كلمة، قال فيها إن 'وزير الأمن يعالون قال قبل فترة إنه لا أمل في أن يتحقق السلام أو تسوية مع الفلسطينيين في حياته. وأنا أقول إنه في حال استمرت السياسة الإسرائيلية على ما هي عليه اليوم، فإنه يمكنه أن يكون واثقا بأن السلام لن يتحقق أيضا في عهد أبنائه وأحفاده'.

ويضيف الكاتب، أن الجمهور، الذي لم يرق له هذا التصريح، يدعم بغالبيته توسيع المستوطنات وعدم الانسحاب من الضفة الغربية. كما يتمسك بالرأي القائل إنه لا يوجد لإسرائيل شريك في المفاوضات في الجانب الفلسطيني، وأنه لا يوجد أي ضرورة لهذا الشريك.

ويتساءل الكاتب عن سبب غضب الجمهور وشعوره بخيبة الأمل عندما يشاركهم شخص محسوب على 'معسكر السلام' عدم إيمانهم بالسلام، ليخلص إلى نتيجة ان الغضب نابع من حقيقة أنه في نظر الجمهور 'عندما يتخلى شخص متماثل مع معسكر السلام أيضا عن الأمل بالسلام مع الفلسطينيين، فإنه يخون رسالته، وكأنما وظيفة معسكر السلام في وسط الجمهور الإسرائيلي هي التمسك بالأمل والإيمان بالسلام مع الفلسطينيين، في حين أن وظيفة 'المعسكر القومي' نفي الواقعية شبه المطلقة لهذا الأمل'.

ويضيف أنه بمفهوم معين، فإن هناك جهازا موازيا في 'معسكر السلام'، حيث أن هناك رغبة في الإيمان بالسلام وجاهزية الفلسطينيين لقبول حل الدولتين، ولكن من ناحية أخرى، يلقى على عاتق اليمين دور شرح إلى أي مدى يستحيل إخلاء المستوطنات، ويستحيل تقسيم القدس، وشرح حجم المخاوف من تكرار عدوانية حركة حماس. وبالنتيجة فإن دور اليمين هو شرح ماذا سيحصل في حال قيام دولة فلسطينية والتي سيتدفق إليها عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين من سورية العراق.

ولذلك، بحسب الكاتب، يوجد أهمية لمناقشة حل الدولة الثنائية القومية بشكل جدي، حيث من الممكن أن تنشأ أفكار جديدة بالنتيجة، مثل الفدرالية مع الأردن أو بدونها، أو الكانتونية مثل سويسرا، وغيرها.

ويضيف أيضا أن فكرة 'أرض إسرئيل الكاملة' مع إعطاء مواطنة إسرائيلية للفلسطينيين الذين يرغبون بها، مثلما يرسم ذلك رئيس الدولة رؤوفين ريفلين بخطوط عامة، من شأنه أن يهز عدة مسلمات وأن يثير أفكارا جديدة، لأن اليمين يدعو لـ'حل الدولتين من خلال توسيع المستوطنات، بينما يسعى اليسار إلى الدفع بمعادلة مماثلة على أساس تقسيم غير ممكن للقدس، والحفاظ على الكتل الاستيطانية التي تفقس، في حين يعرقل الفلسطينيون بسلبيتهم أي تقدم في المفاوضات'.

تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الحديث عن ريفلين هو إشارة إلى تصريحات سابقة له، قال فيها إنه يجد صعوبة في رؤية الفلسطينيين يوافقون على أن يكون لإسرائيل مطار مثل مطار اللد وطائرات 'أف 15' و'أف 16' و'أف 35' في حين سيكتفون بمطار الدهنية. كما قال إن الإسرائيليين يعتقدون أنه يمكن للفلسطينيين قبول حل الدولتين، بحيث تكون الأولى دولة عظمى قادرة في حين أن الثانية تكون دون الحكم الذاتي.

ويقول يهوشوع أيضا إنه 'يجب ألا ننسى أنه إلى حد ما، فإن دولة إسرائيل في حدود الخط الأخضر هي دولة ثنائية القومية، كما يجب ألا ننسى أنه في سنوات سابقة فإن فكرة  الثنائية القومية ليست غريبة عن قطاعات واسعة في الصهيونية، سواء الاشتراكية أم اليمينية الليبرالية، كما أنها لا تزال مزروعة عميقا في وعي غالبية الفلسطينيين'.

وينهي الكاتب مقالته بالقول إنه منذ اليوم السادس لحرب 1967 فإنه يتمسك بالرأي بأنه 'يجب علينا أن نقترح على الفلسطينيين دولة خاصة بهم. ولا أزال أتمسك بهذا الرأي مدة تزيد عن 48 عاما. ولكن من المؤلم جدا التفكير بأنه مع هذا الرأي، الصائب سياسيا وأخلاقيا، فإن الاحتلال سيستمر ويتعمق لسنوات أخرى كثيرة، ولن يتوقف الإرهاب، ولن يلوح السلام في الأفق، وإنما سيتغطى بغبار سوري أصفر'.

التعليقات