أين ومتى؟ الرد على اغتيال القنطار آت

انتظرت أجهزة الأمن الإسرائيلية طوال يوم أمس الاثنين، خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، الذي كان مقررًا في الساعة الثامنة والنصف مساء، في أعقاب اغتيال سمير القنطار في دمشق

أين ومتى؟ الرد على اغتيال القنطار آت

تشييع سمير القنطار في بيروت ، أمس (أ ف ب)

انتظرت أجهزة الأمن الإسرائيلية طوال يوم أمس الاثنين، خطاب الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، الذي كان مقررًا في الساعة الثامنة والنصف مساء، في أعقاب اغتيال سمير القنطار في دمشق، بحسب صحيفة 'هآرتس'، لمعرفة وجهة الحزب وحجم الرد المتوقع. لكن نصر الله تطرق باقتضاب للجريمة، وقال إن من حق حزب الله اختيار الزمان والمكان المناسبين للرد.

ولم يوضح الأمين العام لحزب الله أي تفاصيل عن الرد ولا حجمه أو مكانه، وهل سيرتقي الرد لمستوى يمكن أن يشعل حربًا مع إسرائيل أم لا، إذ يقول محلل الشؤون العسكرية في صحيفة 'هآرتس' العبرية، عاموس هرئيل، إنه من المرجح أن لا يشعل الرد حربًا، لأن حزب الله دعا خلال نعي القنطار إلى الرد بحكمة وعقلانية، لكن الرد آت بالتأكيد، لأن نصر الله نفذ وعيده في كل مرة توعد فيها إسرائيل بالرد.

وهذه المرة الثانية خلال هذا العام التي تنسب فيها لإسرائيل عملية اغتيال لأعضاءفي  حزب الله في سورية، ففي مطلع العام، جرى اغتيال القيادي في حزب الله، جهاد عماد مغنية، مع جنرال إيراني وخمسة جنود آخرين في القنيطرة قرب الحدود السورية - الإسرائيلية، ولم يظهر نصر الله بعدها ليلقي خطابًا، في حين أصدر الحزب تصريحات تتوعد إسرائيل بالرد، وبالفعل، جاء الرد بعد ١٠ أيام بصاروخ مضاد للدروع استهدف دورية إسرائيلية على الحدود، وأسفر عن مقتل ضابط وجندي من وحدة 'غفعاتي'.  

ويقول هرئيل إن سمير القنطار ليس بمقام مغنية عسكريا بالنسبة لحزب الله، على الرغم من بطولاته التي يتغنى بها حزب الله، ومن المرجح أنه لم يعمل ضمن خلايا حزب الله في السنة الأخيرة. 'بحسب مصادر مختلفة، قرر حزب الله تحديد العلاقة مع القنطار قبل سنة، بسبب فشل الأخير وخليته بتحقيق إنجازات ملموسة على الأرض في الجولان، ومنذ ذلك الوقت يعمل القنطار تحت راية الحرس الثوري الإيراني في سورية ولبنان'.

ومع ذلك، لم يتنكر حزب الله للقنطار، بل اعتبره أحد أبطاله إذ قال نصر الله إن القنطار 'واحد منا'، واعتبرته إسرائيل أنه كان قنبلة موقوتة، من الممكن أن تنفجر في أي لحظة، وادعت أن اغتياله جاء خلال التحضير لعملية كبيرة ضد إسرائيل في الجولان السوري المحتل، وأنه كان يشكل خلية عسكرية هناك، لكن دون أن تعلن مسؤوليتها عن اغتياله.

ويستنتج من التجارب والعمليات السابقة لإسرائيل ضد حزب الله، أن التنظيم يحافظ على قوة ردع بدرجة معينة مع إسرائيل، وبعد كل عملية إسرائيلية يأتي رد حزب الله. ولهذا، من الصعب استبعاد احتمال رد عسكري على اغتيال القنطار، رغم أن نصر الله استعمل مصطلح الزمان والمكان المناسبين. 

ولا يمكن اعتبار القذائف الصاروخية الثلاثة التي سقطت في الجليل الغربي بعد يوم من اغتيال القنطار ردًا على الاغتيال، إذ لم يتبن التنظيم إطلاقها، وأعلنت الجبهة الشعبية-القيادة العامة مسؤوليتها عنها، وهو التنظيم الذي كان القنطار منتميًا إليه حين نفذ العملية في إسرائيل وأسر على أثرها. 

والرد اللبناني أو السوري على اغتيال القنطار، بحسب هرئيل، متعلق بإيران بالدرجة الأولى، وغير معروف بعد إذا كان الرد من حزب الله بشكل مباشر أو من خلية القنطار التي كان يشكلها في الجولان، ومن المرجح أن يتخذ القرار النهائي في طهران لسببين، الأول أن القنطار كان ينشط بالتنسيق مع الإيرانيين وليس حزب الله في السنة الأخيرة، والثاني أنه لإيران عدة مصالح وتوازنات في المنطقة، منها العلاقات مع الدول الكبرى بعد الاتفاق النووي، إبقاء الأسد في السلطة وانتخاب رئيس للبنان. 

وبحسب هرئيل، من الواضح أن هذه الأسباب مهمة لدى إيران أكثر من اغتيال القنطار، في الوقت الذي تستطيع إسرائيل التنفس بعمق لأن كل التقارير لم تفد بوجود قتلى من الحرس الثوري الإيراني كانوا مع القنطار لحظة اغتياله.

ومن الواضح أن إسرائيل اتخذت تدابير أمنية على حدودها الشمالية، بناء على تجارب الماضي، إذ قللت من الدوريات العسكرية على الحدود حتى لا يتهدف حزب الله أحدها كما فعل في المرة السابقة، ويبدو أن إسرائيل تتوقع هذه المرة ردًا أكثر قوة.

التعليقات