محللون: إشكالية تعيين ليبرمان وزير أمن

قصة تعيين ليبرمان وزيرا للأمن والإطاحة بيعلون وُلدت في أعقاب إعدام الجندي القاتل للشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف* نتنياهو يخاطر بالأمن القومي بصورة غير معقولة وسيدفع الثمن الفلسطينيون لأن يد أحدهم ستكون خفيفة على الزناد

محللون: إشكالية تعيين ليبرمان وزير أمن

رأى محللون عسكريون إسرائيليون أن ثمة إشكالية في تعيين رئيس حزب 'يسرائيل بيتينو'، أفيغدور ليبرمان، وزيرا للأمن، وذلك بعد تردد أنباء اليوم، الأربعاء، عن اتفاق وشيك بينه وبين رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، يقضي بانضمامه وحزبه للحكومة وإقالة وزير الأمن الحالي، موشيه يعلون، وتعيين ليبرمان مكانه.

وقال المحلل العسكري في القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي، أمير بار شالوم، إن هناك إشكالية لدى الجيش في تعيين ليبرمان وزيرا للأمن. فليبرمان سياسي يميني متطرف، وانتقد الجيش الإسرائيلي كثيرا، خاصة خلال العدوان على غزة عام 2014، عندما دعا إلى إعادة احتلال قطاع غزة وتسويته بالأرض والقضاء على حركة حماس. وكان ليبرمان حينها وزيرا للخارجية.

وأشار محللون إلى أن قصة تعيين ليبرمان وزيرا للأمن والإطاحة بيعلون بدأت في أعقاب إعدام الجندي القاتل للشاب الفلسطيني عبد الفتاح الشريف. فبعدها استنكر يعلون وقيادة الجيش جريمة الجندي القاتل، بادعاء 'الحفاظ على قيم وأخلاقيات الجيش الإسرائيلي'، بينما ألمح نتنياهو إلى تأييده للجندي من خلال اتصال بوالده وتشجيعه على 'احتمال الفترة الصعبة التي يمر بها وعائلته'. أما ليبرمان فقد ذهب إلى المحكمة العسكرية في يافا للوقوف إلى جانب الجندي القاتل.

إعدام الشريف (أ.ف.ب.)

وهاجم ليبرمان أقوال نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، يائير غولان، الذي شبه الأجواء في أوساط اليمين المتطرف والمستوطنين، الذي ينتمي ليبرمان إلى كلا هاتين المجموعتين، بالأجواء في ألمانيا النازية قبل الحرب العالمية الثانية. ونتنياهو هاجم غولان بشدة أيضا. وبعد أقوال يعلون، وهو يميني ومستوطن أيضا، لكبار الضباط، يوم الأحد الماضي، إن عليهم ألا يخشوا من قول مواقفهم وآراءهم حتى لو كانت تتعارض مع التيار السياسي المركزي والقيادة السياسية العليا، استدعاه نتنياهو إلى 'محادثة استيضاح' وصفتها بعض وسائل الإعلام بأنها 'توبيخ'.

واعتبر المحلل العسكري في موقع 'يديعوت أحرونوت' الالكتروني، رون بن يشاي، أن نتنياهو 'يخاطر بالأمن القومي بصورة غير معقولة' بتعيينه ليبرمان وزيرا للأمن. واتهم المحلل نتنياهو 'بانعدام المسؤولية باستبدال وزير أمن خبير، مزاجه بارد، قادر على ترجيح الرأي ولديه رؤية إستراتيجية، بوزير أمن ليس لديه أية خبرة أمنية، وطبيعته غير متوقعة، سيضطر إلى اتخاذ قرارات ربما تحسم مصيرنا جميعا منذ الثانية الأولى التي سيدخل فيها إلى المنصب'.

وأشار بن يشاي إلى أن 'وزير الأمن في إسرائيل لا ينبغي أن يكون عسكريا... لكنه ملزم بخبرة وفهم لشؤون الأمن بصورة تسمح له باتخاذ قرارات والمصادقة على عمليات عسكرية خلال ساعات معدودة'.

وأضاف بن يشاي أنه 'سيجلس في مقر وزارة الأمن في تل أبيب الآن الشخص الذي اقترح قصف سد أسوان وتحويل غزة إلى ملعب كرة قدم. ولنذكر أن ليبرمان تحول بعد هذه التصريحات إلى وزير خارجية غير مرغوب فيه في مصر. والتعاون الأمني مع مصر هو حجر أساسي في أمن إسرائيل في هذه الفترة التي يشكل فيها داعش تهديدا على حدودنا الجنوبية والشمالية. وليس صعبا تخيل كيف سيكون رد فعل (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي عندما يعرف من هو شريكه'.  

اقرأ/ي أيضًا| بيجين: تعيين ليبرمان وزيرا للأمن مهووس

ورأى بن يشاي أنه بتعيين ليبرمان 'سيدفع الثمن الفلسطينيون والجنود الإسرائيليون ومواطنو دولة إسرائيل لأن يد أحدهم ستكون خفيفة على الزناد'.

 

التعليقات