"معادلة العمل الإسرائيلية تهزم نفسها"

حتى اللحظة فإن الغرب يتفهم الاعتبارات الإسرائيلية ويتفهم أن النظام السوري، سواء عمليا أم تقصيرا، هو الذي يشجع ذلك، ولكن كما يبدو لن يمر وقت طويل حتى تدين الولايات المتحدة وأوروبا عمليات القتل، وتجري مطالبة إسرائيل بضبط النفس

كتب عاموس هرئيل وآفي يسسخاروف في صحيفة "هآرتس" اليوم، الاثنين، أن هناك فرقا بارزا بين أحداث "يوم النكسة"، أمس، وبين أحداث "يوم النكبة" قبل ثلاثة أسابيع. وأن الفرق الملموس في اليومين هو أن الجيش الإسرائيلي كان مستعدا للمواجهة، وأن قيادة الشمال العسكرية لم تفاجأ من محاولة المتظاهرين عبور الحدود، إلا أن الاختلاف في الاستعدادات الإسرائيلية بين اليومين لم يمنع سقوط قتلى بنيران الجيش الإسرائيلي.
 
ويشير الكاتبان إلى أنه لا يوجد للجيش الإسرائيلي قدرات حقيقية لإحصاء عدد القتلى في الجانب الثاني، في حين يدعيان أنه يوجد مصلحة واضحة للنظام السوري في تضخيم الأرقام باعتبار أن ذلك يطغى على عدد الضحايا التي تسقط بنيران قوات الأمن السورية.
 
ويتابع الكاتبان أن "معادلة العمل" الإسرائيلية محكوم عليها بأن "تهزم نفسها". حيث أن الجيش محصور بين هدفين متناقضين؛ الأول منع اجتياز الحدود والمس بالسيادة الإسرائيلية، رغم أن مسألة السيادة مختلف عليها لكون المجتمع الدولي لا يعترف بالجولان كجزء من إسرائيل، والثاني تجنب إيقاع عدد كبير من القتلى والجرحى في وسط الطرف الثاني.
 
وبحسب الكاتبان فإن قيادة الشمال العسكرية ظلت مسيطرة على الوضع، وأن نيران القناصة قد وجهت إلى قدمي من حاول اقتحام الحدود أو من تم تشخيصهم كمحرضين مركزيين. كما أن استخدام وسائل تفريق المظاهرات محدود في نجاعته لأنه من الصعب استخدام الغاز المسيل للدموع في منطقة مفتوحة. بحسب الكاتبان.
 
ويشير هرئيل ويسسخاروف إلى أن الهدف الأول (منع اجتياز الحدود) يعتبر أكثر أهمية من الهدف الثاني (تقليص عدد الإصابات)، وبالتالي فإن النتيجة النهائية هي أن تصميم المتظاهرين يؤدي إلى سقوط قتلى بينهم الأمر الذي قد يؤدي إلى المزيد من الغضب ومظاهرات أخرى بدعم من النظام السوري حتى في الأيام القريبة.
 
وبحسبهما فإن حتى اللحظة فإن الغرب يتفهم الاعتبارات الإسرائيلية ويتفهم أن النظام السوري، سواء عمليا أم تقصيرا، هو الذي يشجع ذلك، ولكن كما يبدو لن يمر وقت طويل حتى تدين الولايات المتحدة وأوروبا عمليات القتل، وتجري مطالبة إسرائيل بضبط النفس.
 
ويؤكد الكاتبان على أهمية ذلك خاصة مع اقتراب أيلول/ سبتمبر، حيث أنه ومع كافة الاستعدادات المسبقة للقوات الإسرائيلية فإن اقتراب المتظاهرين من مناطق حيوية، بما في ذلك المستوطنات في الضفة الغربية، يعني حصول عمليات قتل جماعية.
 
وفي الساحة الفلسطينية، يكتبان أن السلطة الفلسطينية تحافظ على الطاقة للمصادمات القادمة، وأن الجهمور الفلسطيني غير متحمس لانتفاضة ثالثة، ولكن في حال تشديد القبضة الإسرائيلية على الزناد فإن الأمور سوف تنقلب بشكل حاد جدا.
 
أما الاختلاف الحالي بين مختلف الجبهات فهو مرتبط، بحسب الكاتبين، بمصلحة السلطات، وأن النظام السوري هو الوحيد المعني بإشعال الحدود، في حين أن لبنان ليست معنية بــ"مغامرات لا داعي لها من شأنها المس بالموسم السياحي في أوجه".

التعليقات