وثائق بريطانية من العام 1948: "العرب يخسرون الحرب وقيادتهم جبانة فاقدة القدرة"..

بحسب الوثائق البريطانية "الجمهور اليهودي كان يدعم الإرهاب.. أعمال إرهابية متصاعدة من قبل اليهود، وضغوط دولية لتقسيم فلسطين.. مطالبة بجعل الدولة اليهودية أكبر حتى يرفض العرب التقسيم"..

وثائق بريطانية من العام 1948:

نقلت "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة، اليوم الجمعة، ما كتبته صحيفة "غارديان" البريطانية، تتناول وثائق سرية للحكومة البريطانية من العام 1948، مبرزة أن الحكومة البريطانية كانت تعلم قبل أن تعيد قواتها إلى بريطانيا في العام نفسه أن تقسيم فلسطين وإقامة دولة إسرائيل سيؤدي إلى الحرب، وخسارة العرب. كما أشارت إلى وثيقة أخرى من العام 1946 تقوم إن "الجمهور اليهودي في البلاد يدعم الإرهاب".

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن تقارير "وزارة المستعمرات" ترسم صورة لـ"أعمال إرهابية متصاعدة من قبل اليهود، وضغوطا خارجية من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة والحركة الصهيونية لتقسيم البلاد".

وتقتبس إحدى الوثائق مسؤولا بريطانيا يحذر في تقرير بعث به إلى لندن في تشرين أول/ أكتوبر من العام 1946، أي قبل سنة من التصويت في الأمم المتحدة على قرار التقسيم، من أن الرأي العام اليهودي يعارض التقسيم إلا "إذا زادت مساحة القسم اليهودي بحيث لا تكون الخطة مقبولة على العرب".

كما تضمن التقرير تحذيرا لوزير المستعمرات جورج هول جاء فيه أن "الجمهور اليهودي يدعم توجه قادته بشأن أن الإرهاب هو النتيجة الطبيعية لسياسة الحكومة البريطانية". وأشارت "يديعوت أحرونوت" في هذا السياق إلى أن الحديث عن "مواجهة الهجرة اليهودية غير القانونية إلى فلسطين".

وجاء في التقرير أيضا أن الوثائق المختلفة تشير إلى أن القادة اليهود المعتدلين كانوا يخشون أن يلقبوا بـ"الخونة".

وتابعت الصحيفة أنه مع تصاعد الأعمال الإرهابية لـ"إيتسيل" و"ليحي"، كتب مسؤولون في الانتداب البريطاني في العام 1946 أنه "على ما يبدو فإن القادة العرب على استعداد لتعليق نشاطاتهم، طالما ظل هناك احتمال لاتخاذ قرار سياسي يناسب مصالح العرب".

وكتب في تقرير لعناصر استخبارية بريطانية أن هناك علامات مقلقة تشير إلى "تجدد الاهتمام بالوضع السياسي والنشاطات في وسط النخبة من العرب. وأن إدخال المعتقلين اليهود في قبرص رغم تجاوز الحد الأقصى من عدد المهاجرين اليهود، والانطباع الناجم عن تنازلات الحكومة البريطانية مقابل الضغط اليهودي والإرهاب، كان لهما دور في يقظة الوعي الشعبي العربي".

وتضمنت الوثيقة تحذيرا مفاده أن "هناك خطرا حقيقيا من أن أي استفزاز يهودي آخر سيؤدي إلى ردود انتقامية منفردة تتوسع إلى مواجهات واسعة النطاق بين العرب واليهود". وبحسب الصحيفة البريطانية فإن أحد التقارير أتى على ذكر مناحيم بيغين قائد "إيتسيل" في مقابلة للصحافة يقول فيها إن "النضال ضد الغازي البريطانية سوف يستمر حتى يغادر آخر بريطاني أرض إسرائيل".

وفي مطلع العام 1948، بعد وقت قصير من اندلاع الحرب كتب مسؤولون بريطانيون في فلسطين أن "العرب منيوا بسلسة خسائر قاصمة". وأضافوا أن "الانتصارات اليهودية أوصلت المعنويات العربية إلى الحضيض، وذلك بسبب النموذج الجبان لزعمائهم الفاقدي القدرة، وهم يهربون بالآلاف من المناطق المختلطة. ومن الواضح أن الاحتمال الوحيد للعودة إلى الوضع السابق بيد الجيوش النظامية للدول العربية".

وفي رسالة تحذير إلى القيادة في لندن، جاء أن "العنف العربي – اليهودي توسع ليشمل كل فلسطين". وبعد عدة أيام كتب مسؤولون بريطانيون في فلسطين أن الحديث عن "معاناة مدمرة للطرفين"، وأن هناك "تيارا ثابتا من المتطوعين العرب من الدول المجاورة".
 

التعليقات