فيسك: الأكراد تعرضوا للخيانة من كل القوى الإقليمية

الأميركيون ابتهجوا بإعادة تركيا افتتاح قاعدة انجرليك الجوية، ونسى العالم أن عناصر داعش كانوا قد حصلوا على حرية العبور عبر الحدود التركية السورية

فيسك: الأكراد تعرضوا للخيانة من كل القوى الإقليمية

جنديان تركيان عند حاجز في مشارف مدينة دياربكر الكردية (أ.ف.ب.)

قال الكاتب الصحفي المتخصص بالشرق الأوسط روبرت فيسك في مقال له نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم الثلاثاء إن الأكراد ولدوا لكي يتعرضوا للخيانة وأن كل دويلة محتملة في الشرق الأوسط تقريبا حصلت على وعد بالحرية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، وحتى الأكراد أرسلوا وفدا إلى فرساي لكي يطالبوا بأن تكون لهم دولة وحدود آمنة.

وأوضح فيسك أنه بمقتضى معاهدة سيفر التي أبرمت عام 1920عقب الحرب العالمية الأولى بين الإمبراطورية العثمانية وقوات الحلفاء حصل الأكراد على دولة صغيرة لهم على أراض كانت تابعة للإمبراطورية العثمانية، ولكن بعد أن وصل إلى حكم تركيا الزعيم القومي كمال أتاتورك استرد هذه الأراضي، وبعد ذلك تخلت الدول المنتصرة في الحرب عن الأكراد، الذين صاروا مشتتين ما بين الدولة التركية الجديدة وسوريا التي كانت خاضعة للانتداب الفرنسي وإيران والعراق التي كانت واقعة تحت الانتداب البريطاني.

وأضاف فيسك أن هذه كانت مأساة الأكراد منذ ذلك الحين، وشاركت في حدوث هذه المأساة كل القوى الإقليمية تقريبا، وكانت تركيا وعرب العراق من أكثر القوى وحشية، بينما كان البريطانيون والأميركيون أكثر القوى دهاء، ولا عجب أن يعود الأتراك إلى قصف الأكراد.

وعندما تمرد الأكراد على نظام صدام حسين بالعراق في السبعينيات من القرن الماضي ساندتهم الولايات المتحدة مع شاه إيران الذي تخلى بعد ذلك عنهم في إطار صفقة مع العراق، وقتل صدام نحو 182 ألف كردي.

وأوضح فيسك في مقاله أن الأكراد تعرضوا دوما للخداع والخيانة، حيث حرضهم الأميركيون في بداية حرب الخليج الأولى لتحرير الكويت على الثورة ضد صدام، غير أن الأميركيين تركوهم يموتون بالآلاف مرة أخرى، وبعد ذلك بأسابيع تم التوصل إلى إقامة منطقة "آمنة" لهم في شمالي العراق بعد نزوحهم بالآلاف فرارا من المعارك إلى تركيا، ومع ذلك تبين أن هذه المنطقة الآمنة هي مجرد وهم.

وأشار الكاتب إلى أن الأتراك أردوا أثناء الغزو الأميركي للعراق عرقلة سيطرة الأكراد على الموصل وكركوك، حيث خشيت أنقرة من أن إقامة شبه دولة كردية تتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق يمكن أن يشجع أكراد تركيا على المطالبة بالمثل.

بل عندما قاتل أكراد العراق تنظيم "داعش" العام الماضي وقفت تركيا ترقب بقلق إقليم كردستان العراقي الذي أصبح طليعة معركة الغرب ضد "داعش".

وعقب التفجير الانتحاري الأخير على الحدود التركية مع سورية ومع إعلان حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن مقتل شرطيين تركيين قررت تركيا توجيه ضربات إلى هذا الحزب تحت ستار قصف "داعش"، وابتهج الأميركيون بإعادة تركيا افتتاح قاعدة انجرليك الجوية، ونسى العالم أن عناصر "داعش" كانوا قد حصلوا على حرية العبور عبر الحدود التركية السورية.

التعليقات