قناة "العربية" في "حراسة" الخطاب الإسرائيلي

لم تكتفِ القناة باتباع سياسة تحريرية ضد المقاومة والشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، بل كان لها ترويج واضح في أخبارها للخطاب الإسرائيلي في هذا العدوان، كما حصل قبل أيام عندما نشرت خبرًا مفاده أن "الأونروا" تدعي أنها "عثرت على صواريخ أخرى في إحدى مدارسنا بغزة" حيث احتل الخبر هذا يومًا كاملا، ليُعدل عنوان الخبر فيما بعد "غزة.. قتلى وجرحى في قصف مدفعي استهدف مدرسة الأونروا"، مع عدم تغيير المضمون المتعلق بالصواريخ في المدرسة داخل الخبر، مع العلم أن الأونروا لم تصدر أي بيان تقول فيه عن وجود صواريخ في مدراسها، كما أصدرت بيانًا نفت هذه الشائعات التي أطلقت من قبل الإعلام الإسرائيلي.

قناة

منشور صفحة "العربية" على الفيسبوك قبل التعديل

"الفلسطينيون يصلّون في حراسة رجال الشرطة الإسرائيلية في حي وادي الجوز في القدس الشرقية" هذا ما كتبت قناة العربية عبر صفحتها الرسمية في الفيسبوك يوم أمس الجمعة، مرفقة صورة لمصلين مقدسيين قاموا بأداء الصلاة في الشارع، بعد أن منعتهم قوات الاحتلال من الدخول للمسجد الأقصى، الأمر الذي أثار غضب المعقبين بشكل كبير على التوصيف الذي استخدمته "قناة العربية" والذي بقي كما هو لأكثر من 17 ساعة، معتبرين أن القناة تنقل صورة خاطئة من خلال المصطلحات التي تسعملها خصوصا في أيام العدوان الإسرائيلي على غزة.

وعلى ما يبدو، بعد النقد الكبير الذي لاقته القناة بعد هذه السقطة، قامت بتغيير كلمة "حراسة" واستبدالها بكلمة "حصار"، إلا أن العديد من المتابعين يعتبرون أن الأخطاء قد تحصل في وسائل الإعلام، لكن ليس كهذا الخطأ، وليس في سياق الحديث عن القضية الفلسطينية، خصوصا أن القناة ومنذ بدء العدوان على غزة تسقط كل يوم في مصطلحات تعكس الخطاب الإسرائيلي مثلا تسميتها للشهداء الفلسطينيين بالقتلى، أو عدم استعمال مصطلح عدوان إسرائيلي.

ادعاءات كاذبة باسم الأونروا

لم تكتفِ القناة باتباع سياسة تحريرية ضد المقاومة والشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة، بل كان لها ترويج واضح في أخبارها للخطاب الإسرائيلي في هذا العدوان، كما حصل قبل أيام عندما نشرت خبرًا مفاده أن "الأونروا" تدعي أنها "عثرت على صواريخ أخرى في إحدى مدارسنا بغزة" حيث احتل الخبر هذا يومًا كاملا، ليُعدل عنوان الخبر فيما بعد "غزة.. قتلى وجرحى في قصف مدفعي استهدف مدرسة الأونروا"، مع عدم تغيير المضمون المتعلق بالصواريخ في المدرسة داخل الخبر، مع العلم أن الأونروا لم تصدر أي بيان تقول فيه عن وجود صواريخ في مدراسها، كما أصدرت بيانًا نفت هذه الشائعات التي أطلقت من قبل الإعلام الإسرائيلي.

وفي تدقيق للتصريح المرفق للمتحدث باسم الأونروا الذي استعملته "العربية" في الخبر، يتضح أن التصريح يعود لقبل أسبوع، قامت القناة بإحيائه من جديد، ضمن الحملة الإعلامية التي تُشن ضد المقاومة في أكثر من جهة حول استغلال الأطفال في أعمال مسلحة من قبل حماس لتحميل الضحية المسؤولية على أرواح المدنيين الفلسطينيين.

مناشير الاحتلال تُستقبل في العربية وتُحرق في غزة

وطبعًا لن يجد جيش الاحتلال الإسرائيلي موقعًا عربيًا لنشر مضمون حربه النفسية ضد أهالي قطاع غزة إلا في قناة العربية التي قامت بإعداد خبر بتاريخ 30 تموز(يوليو) تحت عنوان "غزة.. قتلى حماس في منشورات إسرائيلية" جاء فيه: "ألقى الجيش الإسرائيلي، أمس الأربعاء، منشورات على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، تضمنت لائحة بأسماء قتلى حماس والجهاد الإسلامي. وطالب الجيش الإسرائيلي في المنشورات سكان غزة بتقديم معلومات عن مقاتلي هذين التنظيمين. كما طالبت المنشورات السكان بإخلاء مناطق سكنهم، خاصة تلك التي تجري فيها عمليات عسكرية".

طبعا ولم تذكر "العربية" التي أرفقت صورة مناشير جيش الاحتلال مع الأسماء، أي خبر عن قيام أهالي غزة بحرق المنشورات.

- صورة للخبر عن موقع "العربية" عن مناشير جيش الاحتلال (عرب48 يُخفي الأسماء) -

كيف يُروج لخطاب الملك عبد الله؟

وفي نظرة على الخبر الرئيسي في موقع "العربية" اليوم السبت، نجد خبر خطاب الملك عبدالله بن عبد العزيز ما زال الخبر الرئيسي منذ يوم أمس، الخطاب الذي اعتبر موقفًا متقدمًا من قبل السعودية كون الملك عبد الله أدان المجازر ووصفها بإبادة جماعية لكن دون أي إدانة لإسرائيل  أو التطرق لها في الخطاب وطبعا دون التطرق للمقاومة الفلسطينية التي تقاوم العدوان على الأرض.

إلا أن "العربية" قامت بإعداد تقرير مطول حول خطاب الملك عبد الله وأبعاده تحت عنوان "خطاب العاهل السعودي موجه للإرهاب ورعاته"، وضعته ضمن المواد البارزة، يتحدث فيه عدد من المحللين والإعلاميين والسياسيين عن الإرهاب ومحاربة الإرهاب، ودور المملكة في هذا الشأن، يحمل في طياته خطاب توصيف المقاومة بالإرهاب.

 

التعليقات