كشفت دراسة أميركية، أجريت على الفئران، أن التعرض لإضاءة زرقاء يقلل احتمالات الإصابة بنوع شائع من تلف الأنسجة، يمكن أن يصاب به المريض أثناء الجراحة.
ويمكن أن تقع مضاعفات تلف الأنسجة المعروفة باسم "إصابة إعادة التروية" عند إغلاق الأوعية الدموية، بشكل مؤقت خلال الجراحة أو عندما يتم توسيع الشرايين المسدودة جراحيا بعد حدوث ذبحة صدرية، ويحدث تلف الأنسجة بسبب نقص الأوكسجين ثم عودته بشكل مفاجئ إلى معدلاته الطبيعية، وهو ما يؤدي إلى نشاط زائد في الخلايا مما يستنفر هجوما من النظام المناعي للجسم ضد الأنسجة.
ويقول من جامعة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا الأميركية، الطبيب ماثيو روزنجارت، إن الإضاءة الزرقاء يمكن أن تقلل حدوث هذه المشكلة.
وأوضح قائلا إنه عندما تم تعريض الفئران لإضاءة زرقاء لمدة 24 ساعة قبل التدخل جراحيا لمنع تدفق الدم إلى الكبد أو الكلى في هذه الحيوانات، تبين أن احتمالات إصابة هذه الفئران بمشكلات إعادة التروية كانت أقل مقارنة بالفئران التي تعرضت لأنواع أخرى من الإضاءة.
ووصف الباحث في مجال إصابات إعادة التروية بجامعة "لندن كوليدج"، جك بيكارد، هذه النتائج بأنها "مثيرة للاهتمام".
وأظهرت الدراسات أن الإضاءة الزرقاء تقلل أيضا نشاط النظام العصبي السمبثاوي بالجسم، الذي ينشط عادة في حالة تعرض الثدييات لحالات التوتر، وهو ما يؤدي بدوره إلى تقليل أنشطة الخلايا المناعية المسؤولة عن حدوث إصابات إعادة التروية للأنسجة، حسبما جاء في الموقع الإلكتروني "نيو ساينتست" المهتم بالدراسات والأبحاث العلمية.
وقال روزنجارت إنه سوف يبدأ قريبا مع فريقه في تجربة هذه التقنية على البشر، عن طريق جعل المرضى في المستشفيات يرتدون نظارات مزودة بعدسات زرقاء ثم تعريضهم لإضاءة ساطعة قبل الخضوع للجراحات.
وأضاف رزونجارت، أن استجابة البشر لهذه التقنية الجديدة قد تكون مختلفة عن الفئران نظرا لأن الفئران كائنات ليلية، وبالتالي فإن ردة فعل أجسامها حيال الإضاءة الزرقاء قد تكون متباينة عن البشر.
التعليقات