10/05/2016 - 10:37

الصداع النصفي رفيق الملايين .. فما الحل؟

تؤكد الأبحاث أنه من ضمن الأعراض التي يشعر بها المرء أثناء إصابته بالصداع النصفي، حساسية من الأضواء والضجيج، ويفضل وقتها أن يجلس في الظلام، كما يمكن أن يشعر بالتعب والإفراط في التبول والتعرق، وأحيانا يشعر بالجوع أو انعدام الشهية، كما أنه ي

الصداع النصفي رفيق الملايين .. فما الحل؟

مع ضغوط الحياة اليومية التي يتعرض لها الفرد يوميا، يعود إلى المنزل مصابا بصداع في العين والرأس، ولا يستطيع النوم دون الحصول على مسكن لهذا الألم الشديد، ويشعر وكأن هناك مسمار في رأسه، أو كأن هناك آلة تثقب في الدماغ، وأحيانا يكون الألم كدقات النبض، فقد أصبح الصداع النصفي هو مرض العصر، وهو أن يشعر الشخص بصداع في نصف من رأسه ويتغير من جنب إلى آخر.

وقد توصل العلماء من خلال دراساتهم وأبحاثهم إلى أن أقرب الظن في حدوث الصداع النصفي هو حدوث تمدد في الأوعية الدموية الموجودة في الأغشية السحائية التي تغطي المخ، مما ينتج عن هذا التمدد أن تضغط على المستقبلات العصبية، مما يسبب استثارتها بشكل زائد، فمع كل نبضة تضغط الأوعية الدموية على المستقبلات العصبية، وهذا يفسر الألم النابض أثناء شعور الفرد بنوبة الصداع النصفي.

وأثبتت الدراسات التي أجريت من قبل بعض العلماء، أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالصداع النصفي أكثر من الرجال بنسبة قد تصل إلى ثلاثة أضعاف، وذلك نتيجة للضغوط العصبية والنفسية التي تتعرض لها المرأة على مدار اليوم سواء من العمل أو من الأولاد، هذا بالإضافة إلى كمية الضغوط التي تقع عليها، مما يضعها في موضع التعرض للإصابة بالصداع، وتكون أكثر عرضة له أثناء الدورة الشهرية نتيجة تغير مستوى الهرمونات في الدم.

يقول د. بول رزولي، مدير مركز جون غراهام للصداع في مستشفى فولكنر بمدينة بوسطن، في كتابه “حل الصداع النصفي”: إن الاعتقاد السائد هو أن الصداع ينتج في الدماغ، فعلى الرغم من أنه لا توجد مستقبلات للألم في الدماغ، فإنه يقوم بمعالجة إشارات الألم القادمة من أجزاء أخرى من الجسم، ويبدو أن شبكات أو مراكز معالجة الألم هذه الموجودة في الدماغ، هي التي يكون لها رد فعل مفرط، أو يحدث اختلال في وظيفتها عند إصابة الفرد بالصداع النصفي.

وعن أسباب إصابة الشخص بالصداع النصفي، يؤكد رزولي أن مسببات المرض عديدة، ومن ضمنها التعرض للانفعالات والأحداث وخاصة الظروف الشخصية التي من شأنها أن تصيب الفرد بالصداع، لافتا إلى أنه عندما يتم معالجة الأشخاص فإن مسببات الصداع الناتجة عن الشوكولاتة – مثلا – وغيرها من المسببات الغذائية تختفي.

وتؤكد الأبحاث أنه من ضمن الأعراض التي يشعر بها المرء أثناء إصابته بالصداع النصفي، حساسية من الأضواء والضجيج، ويفضل وقتها أن يجلس في الظلام، كما يمكن أن يشعر بالتعب والإفراط في التبول والتعرق، وأحيانا يشعر بالجوع أو انعدام الشهية، كما أنه يكون غير قادر على التركيز في الأشياء، ودائما ما يشعر بالكآبة والقلق والعصبية وكثرة النوم والتوتر، ويمكن الإصابة بالصداع نتيجة ظهور الصداع النصفي في العائلة وتدرجه، لكن حتى الآن لا يزال السبب الرئيسي غير معروف وغير واضح تماما.

وعن كيفية علاج الصداع النصفي، يوضح د. أشرف صادق، استشاري الأمراض الباطنية، أن طرق علاج الصداع النصفي تكون من خلال ثلاث طرق: العلاج السلوكي لمنع النوبات مثل: النوم المنتظم، الوجبات الغذائية المنتظمة، تجنب بعض المأكولات التي تساعد مثل الكافيين.

ويوضح صادق أن العلاج الثاني يكون عن طريق العلاج بالأدوية لمنع النوبات، التي يمكن وصفها في حالة حدوث نوبات متعددة أكثر من نوبة واحدة خلال أسبوعين أو نوبات متواصلة وحادة، تشمل قائمة الأدوية هذه أدوية ذات تأثير على الأوعية الدموية، مثل: حاصرات بيتا – Beta blockers، بروبرانولول أوCalcium channel blockers، فيراباميل- Verapamil)، أدوية مضادة للصرع  مثل: حمض الفالبوريك- Valporic Acid، توبيراميت- Topiramate)، مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات- Tricyclic antidepressants (أميتريبتيلين- amitriptyline) وأدوية أخرى.

ويضيف صادق: هناك علاج لتخفيف الأعراض خلال النوبة وتنقسم إلى قسمين: أدوية عادية وتكون ضد الألم أو الغثيان كالمسكنات، مثل: الباراسيتامول- paracetamol، ديبيرون – Dipyrone)، أسبرين (Aspirin)، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية (Non- steroidal Anti- Inflammatory Drug- NSAIDs)، مسكنات أفيونية المفعول (Opioid drugs) أو مزيج من الأدوية من مجموعات مختلفة.

والنوع الثاني يكون أدوية خاصة للصداع النصفي، بما فيها أدوية من نوع إرغوتامين (Ergotamine drugs) وأدوية من عائلة التربتانات (Triptans)، وقد تم تطوير هذه الأخيرة لعلاج الشقيقة بشكل خاص، إذ أنها تحفز مستقبلات السيروتنين (Serotonin) من نوع 5- HT1B / 1D، والدواء الأقدم في هذه المجموعة هو سوماتريبتان (Sumatriptan)، ومن بعده بدأ استعمال: إليتريبتان (Eletriptan)، ناراتريبتان (Naratriptan)، ريزاتريبتان (Rizatriptan) وزولميتريبتان (Zolmitriptan) لهذه الأدوية تأثير جيد وفاعلية عالية في وقت النوبة.

ماء بارد

وهناك بعض أشكال العلاج عن الاسترخاء بعيدا عن الأدوية والمواد الكيميائية، والتي تنصب في البعد عن الأماكن المضيئة والجلوس بأماكن مظلمة والاسترخاء وتهدئة الأعصاب، والاستحمام بالماء البارد، حيث أنه يعمل على إعادة اتزان الدورة الدموية، تدليك الصدغين بأطراف اليدين، فهذا يعمل على التقليل من الألم، ووضع الكمادات على الجبهة التي بها الألم، وهناك بعض العلاجات الطبيعية التي تتمركز في تناول ملعقة عسل مع كل وجبة طعام، وتناول النعناع وغليه بالماء ووضعه على مكان الألم، وغلي اليانسون والبابونج مع حبة البركة وتناوله عدة مرات إذ يعالج الصداع، بالإضافة إلى شرب كوبين إلى ثلاثة أكواب من الماء على الريق يفيد في تخفيف حدة الصداع.

وعموما، فإن الأطباء لا ينصحون بتناول الأدوية الخاصة بالصداع النصفي دون استشارة الطبيب المختص خاصة في حالة كثرة التعرض بالحالة أكثر من مرة خلال الأسبوع الواحد، لأنه يمكن أن تكون نتيجة الإصابة ببعض الأمراض مثل الاختلاف في ضغط الدم أو الأنيميا، وغيرها من الأمراض التي يصاحبها الصداع النصفي، بالإضافة إلى الصداع المصاحب للهالة، لأن هناك الكثير من الأبحاث التي أكدت أن الصداع النصفي المصحوب بهالة قد يؤدي إلى حدوث السكتة الدماغية، نظرا لاحتمال تراكم بعض الأنسجة الصغيرة جدا، وذلك لوجود عوامل مشتركة تنتج الصداع، وقد تؤدي إلى السكتة الدماغية مثل التدخين.

اقرأ/ي أيضًا| منظمة الصحة العالمية: لا بديل عن حليب الأم

 

التعليقات