06/11/2016 - 12:19

المُعالِجة نوال عوض: مجتمعنا يجهل أهمية الطب الصيني

ترى أنّ "الحُب وتحقيق الإنجاب لا يكتمل دون المحبة والاحترام والتقدير واختيار الأنسب لكليهما، من خلال تغيير أسلوب الحيّاة إلى صحي وسليم، الأمر الذي يُقرِب بين الزوجين ويبني جسورًا متينًا لعلاقة إنسانية دائمة".

المُعالِجة نوال عوض: مجتمعنا يجهل أهمية الطب الصيني

المُعالِجة نوال عوض

تمتلك المُعالِجة بالطب الصيني، نوال عوض، خبرة عملية على مدار 20 عامًا، تدير الآن عيادة خاصة في مدينة حيفا، استكملت تخصصها في الطب الصيني في كلية 'بروشيم' بتل أبيب، وهي إختصاصية نسائية للولادة والإنجاب.

تُسلِّط الضوء على العلاقات الزوجية وكيف يمكن تصحيح العلاقة من خلال التعاون والتفهم في كل ما يتعلق بالإنجاب، المُعالِجة ترى أنّ 'الحُب وتحقيق الإنجاب لا يكتمل دون المحبة والاحترام والتقدير واختيار الأنسب لكليهما، من خلال تغيير أسلوب الحيّاة إلى صحي وسليم، الأمر الذي يُقرِب بين الزوجين ويبني جسورًا متينًا لعلاقة إنسانية دائمة'.

بداية عملك في مجال الطب الصيني؟

كانت بداية عملي في العام 1998 بعد أن تخرجت من كلية 'مدسين'، بعدها سافرت إلى الصين أجريت الدراسة التطبيقية وعدت وافتتحت عيادة في أم الفحم، وكانت ناجحة لمدة ثماني سنوات، عملتُ هناك، وبالمقابل وفي نفس الفترة عملت في صناديق المرضى العامة، في حيفا والكرمل وصولاً إلى نهاريا، وكل يومٍ كنتُ أعملُ في عيادة، إضافة إلى عيادتي، وبشكلٍ صعب، لأنّ الموضوع جديد نسبيًا على المجتمع العربي، فكنتُ من الأوائل الذين درسوا الطب الصيني في البلاد، وأن تبدأ بعمل جديد من المفترض أن يكون لديك مجال لبناء الخبرة، وكنتُ محظوظة بالعمل في هذا المجال، رغم صعوبته.

هل كانت لدى شريحة من المجتمع خلفية كافية عن العلاج بالطب الصيني؟

ليس كثيرًا، كانت هنالك فكرة في البداية أنّ الطب الصيني له علاقة بالتنحيف. كانت البداية صعبة، وكان البعض يسألني إذا كانت الإبرة الصينية فيها دواء أم لا، ما اضطرني إلى شرح أسس الطب الصيني ومفاهيم هذا الطب، ومن هنا تأتي علاقة الروح مع الجسد، ومسألة الطاقة وأنا أشرح للجميع أنّ عملي بالإبرة يأتي لحث مراكز مهمة في الجسم ولخلق توازن في الهرمونات أو الأعصاب، إذا أردنا إحداث استرخاء نفسي، وهو خطاب للجسم كي يحث نفسه بنفسه على أن يُفرز موادا طبيعية، بدل الأدوية الكيماوية، لذا تُسمى الأدوية الطبيعية، والإبرة ليس فيها أي شيء، وفقط توجيه للجسم أن يوازن نفسه بنفسه.

كيف ترين الوعي فيما يتعلق بالطب الصيني؟ ولماذا اخترتِه؟

ليس بالصدفة اختياري لهذا الطريق، فهو مشابه للطب الشعبي الفلسطيني، وأنا جئتُ مِن بيتِ معالِجات، أنا جيل ثالث، وجدتي وحياة والدتها كنّ معالِجات، وكان لدينا 'حاكورة' أعشاب في البيت، حيثُ كانت جدتي تعالج من خلال النبات الفلسطيني، وقد رافقتُ جدتي منذ الصغر، واكتسبتُ منها خبرات كبيرة، سواء مساجات البطن، أو كاسات الهوى (حجامة) أو الكي وتدعيم للمرأة. جدتي كانت داية وتُعالج النساء للإنجاب وهذا الأمر شجعني وزاد من ميولي واهتمامي حتى قمتُ بالتخصص بالمواضيع النسائية، وتحديدًا الولادة والإنجاب، وهو عملي الأساسي اليوم، وليس بالصدفة كان الاختيار، بل لأنّ لدي مهارات اكتسبتُها من حياة جدتي، وهكذا أقوم بالدمج بين الطب الصيني وطب الأجداد مع مقارنة ووجود شبه بينهما.

هل نستطيع القول أنّ في الطب الصيني دائم التحديثات؟

أستعين دائمًا بالمراجع المتوفرة لديْ، وأنا عضوة في جمعية المؤسسين للطب الصيني العالمي، وهناك جمعيات في البلاد أنا عضوة فيها، ودائمًا هناك تحديث وتطورات وأبحاث ومؤتمرات وأيام دراسيّة بشكلٍ عام، عدا عن المراجع بالطب الصيني، بينما نفتقر للمراجع بالعربية، بينما نحظى بالمراجع الإنجليزية، أو مترجمة للغة العبرية، لكن قليلة، أغلبها أخذت من الطب الصيني وترجمت للإنجليزية. ومن الصعب ألا يتقدّم، هناك الكثير من الأبحاث بسبب الدمج بين الطب الغربي والطب الصيني، وبدأوا بإجراء أبحاث بسبب الاهتمام الكبير بالطب الصيني ومؤخرًا بدأ يتفوق على الطب الغربي.

ما الذي يميِّز الطب الصيني من ناحية العلاجات؟

أولاً العلاقة الشخصية التي تُبنى بين المريض والمعالج، لا تتعاملين مع ماكنة و أو كمبأأو كمبيوتر، وفي بعض الأحيان يقوم المعالج العادي بالنظر إليك لبضع دقائق لا غير، ما يعني عدم وجود لغة تواصل، والأهمية أن أتعامل بشكلٍ شخصي، فالجلسة الأولى التي أجريها تـأخذ وقتًا بسبب ضرورة معرفتي عن المريض بصورة مفصَّلة، سواء شكله أو لبسه، الألوان، الرائحة، العطر، رائحة الجسد، وجميع التفاصيل الصغيرة كي أعرف علاقته مع روحه وجسمه والبيئة التي يعيش فيها، وتأثير البيئة والطقس، فكل شيء له أهمية، هي تفاصيل قليلة، لكنها تبني علاقة شخصيّة- ليس حتمًا منذ اللقاء الأول- لكن العلاج الصحيح يجب أن يقرِب العلاقة بين المريض والمُعالِج.

ما سر اهتمامك بموضوع الولادة والإنجاب؟ وسبب التأخير في الإنجاب اليوم؟

هذه المشاكل لم تكن في السابق، فالتجربة تجعلك تجرين بحثًا ومقارنة، أظن أنّ الحياة الاستهلاكية اليوم تغيّرت، والأزواج الشابة اليوم تبحث عن بناء ذاتها ونجاحها الشخصي، بينما ينسوْن أو يأجلون موضوع الإنجاب، وطريقة الحياة والتعب والعدو، وتأثير العواطف والتوتر في الحياة، يؤثر على الجهاز العصبي والهرمونات في الجسم، فتُغير واقع هؤلاء، عدا عن الأكل والشرب وتعاملنا مع جسمنا بين الراحة وإجهاد الجسم، ونوعية الأكل، طالما أنّ كل شيء مصنّع وبعيد عن الطبيعة، وهناك هرمونات تدخُل الجسم، لذا هناك أهمية بإعادة الجسم والإنسان نفسه إلى المعلومات الأساسية التي تربينا عليها، وليس خطأً أن نعود إلى الطبيعة والبساطة، فالصحة تكمن في بساطة الأشياء، وعندما يأتي الزوجين معًا عدا عن تجديد العلاقة بينهما.

والرغبة في الحمل لا تكتمل بدون محبة وألفة وقرب في العلاقة بين الزوجين، إضافة إلى ضرورة الحفاظ على التوازن بين الروح والجسد وعليه يجب أن تكون هنالك نظرة شاملة لما يحتاجه الجسم من مأكل ومشرب عدا عن الهدوء النفسي والطاقة والأمل، ما يُساعد بتحقيق رغبة الإنجاب. فالطب الصيني يزيد نسبة حدوث الحمل حسب الأبحاث، 27% مع طب صيني و43% نسبة مع الطب الصيني، وهذا يدل على النجاعة، والتجربة هي التي تثبت حقيقة الموضوع.

من المهم تغيير العادات والتقاليد والاعتماد على أسلوب حياة صحي، وللإنجاب هناك حاجة كما يسمونها 'رقصة التانجو' لا تصلُح أن تعتمد على شخص واحد، بل تحتاج إلى اثنين (زوجين) ملتزمان بتحقيق رغبتهما بطريقة إنسانيّة وجديّة، لتحقيق السعادة المرجُوّة، اعتمادًا على الإبر الصينية والأعشاب الفلسطينية والشياتسو، ما يعني تغيير نظام الحياة والعادات وتحويلها إلى الأفضل.

اقرأ/ي أيضًا | "إعرفها"... توثق قصص نجاح لسيدات عربيات

التعليقات