لماذا وفيات الأطفال العرب 3 أضعاف اليهود؟

وعن هذه المعطيات الخطيرة التي تسبب قلقًا كبيرًا على المستوى الصحيّ العربيّ كافة، أجرى "عرب 48" هذا الحوار مع مدير قسم الأطفال والخدج في المستشفى الإنجليزي بالناصرة، د. يوسف نجم.

لماذا وفيات الأطفال العرب 3 أضعاف اليهود؟

(صورة توضيحية)

أشارت إحصائيّات رسميّة صادرة عن وزارة الصحّة الإسرائيلية، مؤخرًا، إلى أنّ نسبة وفيات الأطفال العرب تعادل ثلاثة أضعاف وفيات الأطفال اليهود، حيث بلغ عدد وفيات الأطفال اليهود 2.2 لكل ألف ولادة في العام 2015، بينما ترتفع هذه النسبة بين الأطفال العرب إلى 6.2 طفل.

 

وعن هذه المعطيات الخطيرة التي تسبب قلقًا كبيرًا على المستوى الصحيّ العربيّ كافة، أجرى 'عرب 48' هذا الحوار مع مدير قسم الأطفال والخدج في المستشفى الإنجليزي بالناصرة، د. يوسف نجم.

هل هذه الإحصائيّات برأيك واقعيّة؟

نعم، هذه الإحصائيّات صحيحة جدًا وموثقة بوزارة الداخليّة، وللأسف نسبة وفيات الأطفال في المجتمع العربيّ تصل إلى ما بين 6 إلى 7 بالمئة من الألف، ولدى اليهود هي 2 ونصف من الألف تقريبا.

وما هو سبب هذه النتيجة المقلقة؟

أسباب وفاة الأطفال العرب متعددة جدًا، أولًا، عدم الوعي في المجتمع العربيّ من ناحية الفحوصات المطلوب إجراؤها للأم في فترة الحمل للتأكد من صحة الجنين، وأيضًا عدم إدراك الناس لأهمية الفحوصات المجانيّة التي تمنحها صناديق المرضى المختلفة.

ثانيًا، ينتشرُ في المجتمع العربيّ زواج الأقارب، مما قد يؤدي إلى أمراض وراثية، تشوه خلقي، نقص في إنزيمات معيّنة، وتنتشر ظاهرة زواج الأقارب في المناطق العربية البدوية في الجنوب، عدا عن عدم وجود توعية، بالإضافة إلى ولادات بمعدلات كبيرة، وللأسف تصل نسبة الوفيات أحيانًا إلى 10 بالألف.

ثالثًا، نسبة الحوادث البيتيّة التي تعتبر 4 أضعاف المجتمع اليهوديّ، والسبب في ذلك شحّ الميزانيّات الحكوميّة الممنوحة للعرب، فلا يوجد ملاعب للأطفال ولا بنى تحتيّة تسمح للأطفال باللعب بعد انتهاء دوام المدرسة.

رابعًا، عدد الأطباء بشكل عام في المركز هو أكبر بكثير من الشمال والجنوب، وكذلك عدد أفراد الأسرة في النقب أعلى من باقي المناطق.

هل عدم توفر عيادات طبيّة يساهم في هذه النتيجة المقلقة؟

نعم، هذا يعود لشحَ الميزانيات في المجتمع العربيّ، فيجب أن تتوفر عيادة طبية لكل عدد معيّن من الأفراد بحيث تكون قريبة منهم، فالناصرة فيها 5 عيادات طبيّة بينما عدد سكانها 80 ألفف نسمة، وهذا لا يتساوى مع عدد العيادات والمراكز الطبيّة في وسط البلاد، وهو 3 أضعاف عما هو موجود في البلدات العربيّة.

المجتمع العربيّ يعاني كذلك من قلة عدد الأطباء المختصين نسبيًا مقارنة مع وسط البلاد، فالمريض الذي يريد إجراء فحص 'ام آر آي'، يضطر للبحث عن الطبيب لمدة أسبوعين، بينما في منطقة المركز لا يتعدى الأمر سوى أيام معدودة، ما يشير إلى الفارق الشاسع بين منطقة وسط البلاد والشمال والجنوب.

ما هي الحلول التي تراها مناسبة لمواجهة هذا الأمر؟

اعتقد أنّ العلاج يكون باتجاهين، أولاً يجب على الحكومة مساعدة العرب ورصد زيادة في الميزانيات، وثانيًا زيادة عدد الأطباء ليكون متساويًا بين مناطق المركز والجنوب والشمال، بالإضافة إلى نشر الوعي حول الحمل وأهميّة الفحوصات لدى المرأة الحامل.

ما هي النصائح التي تقدمها للأمهات؟

نصيحتي للمرأة الحامل أن تقوم بجميع الفحوصات التي ينبغي إجراؤها في فترة الحمل، مثل 'الأولترا ساوند'، الفحوصات الجنينيّة، فحوصات الدم، أو حتى إجراء الفحوصات المتعلقة بالقرابة ما بين الزوج والزوجة والأمراض الجينيّة، وهذا أمر يحتاج إلى توعية.

ليس من الصعب على مجتمعنا العربيّ أن يبذل جهده للتقدم من الناحية الطبيّة، فعلى سبيل المثال، حصل المستشفى الإنجليزيّ على المرتبة الثالثة من أصل 28 مستشفى في البلاد، وحصلنا على جائزة من وزير الصحة قبل أسبوعين، ومؤسساتنا الطبية قادرة على العطاء أكثر. 

 

التعليقات