04/03/2017 - 16:46

علاج السرطان بالقنب... حقيقة أم خيال؟

من المعروف أنّ السرطان هو المرض الأخبث على الإطلاق، وهو ما يدفع المرضى في كثير من الأحيان لليأس أو الخوف، لكنّه أيضًا في كثير من الحالات، يبعث على الأمل من الشفاء منه، بعدة طرق معهودة، مثل الطرق الكيميائية أو الإشعاعيّة وغيرها، حيث ظهرت

علاج السرطان بالقنب... حقيقة أم خيال؟

من المعروف أنّ السرطان هو المرض الأخبث على الإطلاق، وهو ما يدفع المرضى في كثير من الأحيان لليأس أو الخوف، لكنّه أيضًا في كثير من الحالات، يبعث على الأمل من الشفاء منه، بعدة طرق معهودة، مثل الطرق الكيميائية أو الإشعاعيّة وغيرها، حيث ظهرت في الآونة الأخيرة، عدة وعود من كثير من العلماء، حول قدرة نبتة القنب على شفاء مرضى السرطان.

يروّج الكندي ريك سيمبسون، في العديد من الفيديوهات والكتب وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، لأحد الزيوت المستخلصة من نبتة القنب في علاج السرطان، والذي تسبب في شفائه هو شخصيا من سرطان الجلد، كما ادعى في أكثر من مناسبة، حيث لاقت قصة سيمبسون، رواجًا في جميع أنحاء العالم، خاصة بين الأشخاص في المراحل المتأخرة من هذا المرض الخبيث، وهو ما دفع بعضهم بتوجه ذاتي، إلى العلاج بزيت القنب.

ويخيم الشك على تقييم الأطباء الألمان لهذا الأمر، حيث يقول الطبيب الألماني فرانيو جروتنهيرمن 'ريك سيمبسون ليس طبيبا، وما يفعله أمر غير مسؤول'.

يترأس  جروتنهيرمن إحدى الجمعيات الدولية المعنية باستخدام القنب كعلاج، ويعمل منذ سنوات في أبحاث تتعلق باستخدام القنب في العلاج الطبي.ويقول جروتنهيرمن، 'القنب ليس علاجا سحريا، بل مجرد إمكانية للعلاج'.

ومن المقرر أن يُسمح في ألمانيا في المستقبل بزراعة القنب لاستخدامه في الأغراض الطبية تحت رقابة الدولة. وأعلن المعهد الاتحادي للأدوية والمنتجات الطبية أمس الجمعة في برلين أنه من المقرر تأسيس هيئة خاصة بتداول القنب في المعهد قبل بدء التداول. وتم تمهيد الطريق لاستخدام القنب كعلاج على نفقة شركات التأمين الصحي عبر قانون جديد من وزير الصحة الألماني هيرمان جروه.

ورغم أن القانون لم يتضمن تعريفا محددا لأنواع الأمراض التي سيسمح فيها باستخدام القنب، لن يدخل النبات المخدر في بداية الأمر في العلاج المباشر للسرطان في ألمانيا. وحتى الآن يستخدم نحو ألف مريض، يعانون من آلام شديدة، القنب بتصريح استثنائي من السلطات المختصة في ألمانيا.

يقول الطبيب جروتنهيرمن إنه لا يوجد أدلة علمية موثوقة على ادعاء ريك سيمبسون بشأن فعالية القنب في العلاج من السرطان.

وأضاف، 'هناك دلائل على احتواء القنب على مواد فعالة مثبطة للسرطان مثل رباعي هيدرو كانابينول ومواد الكانابينويد، وهي مواد بإمكانها تحسين نتائج أنواع العلاج التقليدي لدى الفئران، أما بالنسبة للحصول على نفس التأثير للبشر فلا يسعنا سوى الأمل'.

وحتى الآن تنحصر المعرفة الفعلية بأثر مواد 'الكانابينويد' على علاج الأمراض الورمية على الدراسات الخلوية والتجارب على الحيوانات.

وقبل عامين أثار بحث لعالم العقاقير الألماني بوركهارد هينتس ضجة كبيرة، حيث أوضح مدير معهد علم العقاقير والسموم في جامعة الطب بروستوك أنه تمكن من 'تفجير' خلايا سرطانية في التجارب المعملية بمساعدة مواد 'الكانابينويد'، لكنه أوضح في الوقت نفسه أن 'الكثير من الاستراتيجيات الجديدة لمقاومة السرطان، التي بدت واعدة في التجارب قبل السريرية، لم تحقق في الماضي نفس التقدم في التجارب السريرية، لأنها لم تظهر لدى البشر نفس الفعالية المفترضة'.

ويرى هينتس في نبات القنب مرشحا جديرا بالاهتمام لعلاج السرطان، لكنه يوضح أن هذا لا يخرج عن إطار الاحتمال، لأنه لم يتضح بعد مدى فعالية مواد 'الكانابينويد' في الآلية المعقدة للجسم البشري.

وذكر هينتس أن محدودية البيانات المتاحة عن دراسات استخدام القنب في العلاج من السرطان تجعل من الصعب التنبؤ بالتطورات الممكن حدوثها.

وقال، 'ما يمكن تأكيده واقعيا هو أن مواد الكانابينويد في التجارب المعملية لديها ليس فقط نقطة ضعف واحدة بل عدة نقاط خلال تطور وانتشار الأورام'، مؤكدا في الوقت نفسه أهمية الاستمرار في بحث فعالية هذه المواد في العلاج من السرطان.

التعليقات