12/11/2018 - 11:02

دراسة: المتزوجون أقل عرضة للخرف والسرطان وأطول حياةً

كشفت دراسة بريطانية حديثة نشرت في العدد الأخير من مجلة "طب الأعصاب وجراحة المخ والطب النفسي" (JNNP) العلمية، أنّ الزواج يساهم بصورة مباشرة في رفع كفاءة وظائف الخلايا الدماغية

دراسة: المتزوجون أقل عرضة للخرف والسرطان وأطول حياةً

(pixabay)

كشفت دراسة بريطانية حديثة نشرت في العدد الأخير من مجلة "طب الأعصاب وجراحة المخ والطب النفسي" (JNNP) العلمية، أنّ الزواج يساهم بصورة مباشرة في رفع كفاءة وظائف الخلايا الدماغية، إذ ترتفع احتمالات إصابة غير المتزوجين بالخَرَف في الشيخوخة بنسبة 42% مقارنةً بالمتزوجين، وترتفع النسبة أكثر بين الأرامل لتصل إلى 62%.

واعتمدت الدراسة بالأساس على تحليل 16 دراسةً ضمت 841657 شخصًا، بينهم 29610 ممن لم يعانوا أيَّ نوع من الخَرَف، و61012 خضعوا للكشف للتعرُّف على احتمال إصابتهم بالخَرَف، و751035 تأكدت إصابتهم بالخَرَف.

واعتمد الباحثون على أسلوب "التحليل البَعدي" meta-analysis، وهو تحليل إحصائي لنتائِج عِدّة دِراسات قد تكون مُتوافِقة أو مُتضادّة، لإيجاد علاقة مُشتَركة مُمكِنة فيما بَينها. ويسمح هذا النوع من التحليل بتعميم النتائج على عددٍ أكبر من السُّكان.

وتبيّن الدراسة أن "التأثير الوقائي" للزواج قد يكون مرتبطًا على نحوٍ أساسيٍّ بنمط الحياة المصاحب للزواج، مثل العيش بنمط حياةٍ أكثر صحة، ووجود التحفيز الاجتماعي نتيجةً للعيش مع زوجٍ أو شريك، لذا فإن نتائج هذه الدراسة تتماشى مع دراساتٍ أخرى تتناول موضوع تأثير الارتباط العائلي على الصحة الجسمية والعقلية.

وتوضّح الدراسة أنّ معظم الدراسات الحديثة خلصت إلى أنّ غير المتزوجين يكونون أكثر عرضةً لحياةٍ صحية سيئة؛ نظرًا لمعيشتهم منفردين، فيما تؤكد الأبحاث أنّ  الحد من خطر الخرف من خلال الانخراط في الحياة العامة وتكوين علاقات اجتماعية مفيدة.

ولم تُظهِر الدراسة أيَّ فروق بين النوعين (ذكور وإناث) في الإصابة بالخرف على الرغم من اختلاف التركيبة الدماغية والنفسية لكليهما، نظرًا لقلة عدد الدراسات التي تناولت هذه النقطة، وبالتالي لم يستطع البحث الخروج بأي استنتاجات واضحة.

وتتّفق نتائج هذه الدراسة مع دراسة بريطانية أخرى، قالت إنّ الزواج ربما يكون مفتاحًا لحياةٍ أطول، موضحةً أن مَن لديهم أزواج يعتنون بهم، سواء في أوقات المرض أو غيرها، أقل عرضةً للوفاة من جَرّاء ثلاثةٍ من أكثر الأمراض شيوعًا، وهي ارتفاع ضغط الدم وارتفاع معدلات الكوليسترول ومرض السكري من النوع الثاني، وجميعها من أكثر العوامل تسبُّبًا في أمراض القلب.

وأظهرت تلك الدراسة، التي اعتمدت على تحليل بيانات 929 ألفًا و552 مريضًا بين عامي 2000 و2013، أن مصابي السكر من المتزوجين يتمتعون بفرصِ حياةٍ تَفُوقُ غير المتزوجين بنسبة 14%، في حين يتمتع مصابو ارتفاع ضغط الدم من المتزوجين بفرصة البقاء على قيد الحياة بنسبةٍ تزيد على غير المتزوجين بـ10%"، مُرجِعةً ذلك إلى "أن الحياة الزوجية تشجعهم على أن يكونوا أكثر ميلًا لتناول الأدوية والأطعمة الصحية، وأداء قدرٍ كافٍ من التمرينات الرياضية".

كما خلصت دراسة، أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو على 783 ألفًا و167 شخصًا من المصابين بالسرطان (بينهم 393 ألفًا و470 من الذكور، و389 ألفًا و697 من الإناث)، أن غير المتزوجين من مرضى السرطان أكثر عرضةً من غيرهم للمخاطر وعدم التماثُل للشفاء، مشددةً على ضرورة حصولهم على قسطٍ وافرٍ من الدعم النفسي والاجتماعي ممن حولهم باعتبارهم "مجموعةً ضعيفة".

 

التعليقات