28/02/2019 - 14:35

غياب المساحات الخضراء في الطفولة أمراض نفسية في الكبر

أظهرت دراسة دنماركية حديثة أنّ تنشئة الأطفال في بيئة تربوية تشمل مساحاتٍ خضراء تساهم في خفض خطر إصابتهم بأمراض واعتلالات نفسيّة مع مرور الوقت، وبيّنت أنّ من النّادر أن يتعرّض الأطفال الّذين ينشؤون في وسط أخضر لإصابات نفسيّة حين يكبرون

غياب المساحات الخضراء في الطفولة أمراض نفسية في الكبر

توضيحية (pixabay)

أظهرت دراسة دنماركية حديثة أنّ تنشئة الأطفال في بيئة تربوية تشمل مساحاتٍ خضراء تساهم في خفض خطر إصابتهم بأمراض واعتلالات نفسيّة مع مرور الوقت، وبيّنت أنّ من النّادر أن يتعرّض الأطفال الّذين ينشؤون في وسط أخضر لإصابات نفسيّة حين يكبرون، وأنّ هذه النشأة تخفض احتمالات إصابتهم بنسبة تصل إلى 55%، بالمقارنة مع الأطفال الآخرين الّذين لا ينشؤون في مثل هذه البيئة.

واعتبر الباحثون في جامعة "آرهوس" الدّنماركية، الّذين أجروا الدّراسة، أنّها دليلٌ على حاجة المدن للتّحوّل إلى مساحاتٍ أكثر خضرة، خاصّةً في ظلّ ازدياد نسبة سكّان العالم الّذين يعيشون في المدن.

إذ نقل موقع صحيفة "دويتشه فيلله" الألمانية عن الباحثة المشرفة على الدراسة، كريستين إنغمان قولها إنّ "المساحات الخضراء بالغة الضرورة في الطفولة"، مشيرة إلى أن نشأة الإنسان في إحدى المدن ليست سيئة بالضرورة طالما تحيط به مساحات خضراء، مؤكّدةً أنّ الدراسة تصبّ ضمن الدلائل المتزايدة على تأثير البيئة الخضراء على نفسيّة الأطفال خلال مراحل التنشئة الأولى.

واعتمد الباحثون في دراستهم التي نشرت في العدد الأخير من مجلّة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة الأميركية، على تحليل صور التقطت من خلال أقمار صناعية لعدّة مناطق تحيط بمنازل نحو مليون مواطن دنماركي، ودراسة انحسار المناطق الخضراء حولها على مدى السنوات الممتدة بين عامي 1985 و 2013، ومن ثمّ القيام بمقارنة احتمالات الإصابة بـ 16 نوعًا من الأمراض النّفسيّة لدى السّكان خلال هذه السنوات.

 وقالت إنغمان: "برهنّا من خلال المعلومات التي توصلنا إليها على أن خطر الإصابة باضطراب نفسي يتراجع تدريجيًّا كلما كان الإنسان محاطًا منذ مولده وحتى سن عشر سنوات بمساحات خضراء"، بحسب ما نقله موقع "دويتشه فيلله".

ونقل الموقع عن الباحث في مستشفى فليدنر في برلين، مازدا أدلي، قوله إنّ " من وجهة نظري فإن هذا الإجهاد النفسي ينشأ من تزامن الكثافة الاجتماعية والتزاحم والعزلة الاجتماعية"، مضيفًا أنّ "عندما يعيش الإنسان على سبيل المثال في سكن اجتماعي ضيق يستطيع فيه أحد السكان سماع صوت مذياع جاره من خلال الجدران الرقيقة، ولكنه لا يعرف جيرانه، فإنه لا يشعر بالانتماء.. فإذا أضيف لذلك قدر ضئيل من الشعور بالسيطرة على الوسط المحيط، فإن الأمر يصبح صعبًا".

واعتبر الباحث الألمانيّ أنّ نتائج الدّراسة تساهم في إثراء الأبحاث وتعزيز الادّعاء القائل بتأثير المساحات الخضراء على الصحّة النفسية وليس الصّحة الجسديّة فقط، ولكنّه رأى أنّ من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة قدر المساحات الخضراء التي يحتاجها الطفل لتعزيز صحّته النفسية.

ونقلت "دويتشه فيلله" عن أدلي قوله: " أي الخضرة تكفي؟ هل يكفي أن يطل الإنسان بنظره على الخضرة أو أن يسكن بالقرب منها؟ أم لا بد أن يستخدمها الإنسان بشكل نشط؟ هل تكفي الأشجار، أم لا بد من الغابة؟".

التعليقات