11/06/2019 - 23:04

تفشٍّ متزايد للكوليرا في اليمن وسط حصار الجوع والعطش

تزايدت أعداد المصابين بالكوليرا والمشتبه بإصابتهم في اليمن خلال الأسبوعين الأخيرين، وفق ما ذكره تقرير لوكالة أنباء "رويترز"، اليوم، الثلاثاء، خلال التّفشّي الثّالث للمرض منذ عام 2015، وهو أكبرها منذ بداية حرب التحالف الخليجي بقيادة السعودية ضد الحوثّيين الّذين أطاحوا

تفشٍّ متزايد للكوليرا في اليمن وسط حصار الجوع والعطش

مركز طبي في اليمن (أ ف ب)

تزايدت أعداد المصابين بالكوليرا والمشتبه بإصابتهم في اليمن خلال الأسبوعين الأخيرين، وفق ما ذكره تقرير لوكالة أنباء "رويترز"، اليوم، الثلاثاء، خلال التّفشّي الثّالث للمرض منذ عام 2015، وهو أكبرها منذ بداية حرب بقيادة السعودية ضد الحوثّيين الّذين أطاحوا بالحكومة السابقة.

ووفق "رويترز"، قالت الطبيبة أسمهان أحمد زيادة الّتي تعمل في مركز صحي في منطقة عبس، وهي بلدة صغيرة تحت سيطرة الحوثيين في شمال غرب اليمن، إنّ مركز علاج الإسهال الّذي يحتوي 15 سريًرا يستقبل كل يوم نحو 50 حالة، لا تقلّ، مشيرةً إلى زيادة بعد أن كان يستقبل نحو 30 حالة.

وتقول زيادة إنّ السبب الأول هو قلّة التّوعية والتّثقيف الصّحّي في المنطقة، إذ تنتشر الكوليرا عبر المياه الملوثة، التي يضطر المزيد من اليمنيين إلى شربها نظرًا لأن موارد المياه شحيحة في اليمن أفقر بلد في شبه الجزيرة العربية.

وتتسبب الكوليرا في إسهال شديد ونزف السوائل الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات. والأطفال وكبار السن، الذين أضعفهم سوء التغذية وأنهك قواهم على مدار سنوات، هم الأكثر عرضة للخطر.

وقالت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي إن اليمن شهد أكثر من 724 ألف حالة اشتباه بالكوليرا و1135 حالة وفاة هذا العام، لكن أعداد الحالات استقرت في الأسابيع الأخيرة، بحسب التّقارير.

وفي المستوصف الطبي، تتحرك الأقفاص الصدرية بوهن مع كل شهيق وزفير على الأسرة بينما تتدلى من أعلى أنابيب السوائل التي تغذي الوريد في أقدام الأطفال ومعاصم أيديهم غير قادرين على مقاومة قوافل الذباب على وجوههم الشاحبة.

وبسبب زيادة الوافدين مؤخّرًا يضطر المرضى إلى الاستلقاء على الأرض وقد نفدت بعض اللوازم من المركز.

ومن الضروري استخدام المضخات في أجزاء كثيرة من البلاد التي يبلغ عدد سكانها 30 مليون نسمة لرفع المياه إلى السطح. وأدى النقص الحاد في الوقود إلى زيادة أسعار المياه النظيفة.

وبالقرب من بئر ريفية موحلة يسحب منها الناس المياه بآنية بلاستيكيّة مربوطة بحبال، ويقول شاب يدعى قاسم مسعود "الآبار مكشوفة وموسخة جدا سببت لنا الأمراض. نشرب من هذه الآبار نحن والمواشي والأطفال وتسببت أمراض كثيرة منها الإسهال والكوليرا وأمراض مزمنة".

ويقول الدكتور عبد الوهاب المؤيد إن النازحين معرضون بشكل خاص للخطر، مضيفًا أنّ "الحالات يوميًّا في تزايد ونحن نعتبر هذا إذا استمر الأمر نحن نعتبرها كارثة إنسانية خصوصا أن النازحين هنا بكثرة في هذه المديرية والنظافة الشخصية والمياه الصالحة للشرب لا تكفي لسد حاجات النازحين هناك حالات كبيرة وأعداد كبيرة خصوصا الأطفال والنساء والفئات العمرية الكبيرة مصابون بهذا الوباء الآن".

وتولد الأمل في أن تؤدي انفراجة في جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر وكانت أول انفراجة خلال أكثر من عامين، إلى تحسين الأوضاع الإنسانية وتسهيل دخول المساعدات، إلّا أنّ المبادرة الّتي تتضمن هدنة وسحبًا للقوات من ميناء الحديدة الرئيسي في اليمن والذي يمثل شريان حياة للملايين ما زالت تسير بخطى بطيئة.

ومنذ توقيع الاتفاق، نزح أكثر من 255 ألف شخص عن ديارهم، وفقًا لإحصائيات وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.

التعليقات