11/05/2020 - 11:12

هل سيتحول فيروس كورونا إلى صيغة أكثر خطورة؟

ترددت في الآونة الأخيرة مخاوف في الأوساط العلمية من احتمال تحور فيروس كورونا المستجد إلى صيغة تجعل العدوى أكثر قابلية للانتقال بين البشر أو أكثر خطورة، أو كلاهما، مما قد يزيد بشكل كارثي، من سوء الأزمة العالمية المنتشرة حاليا

هل سيتحول فيروس كورونا إلى صيغة أكثر خطورة؟

(Pixabay)

ترددت في الآونة الأخيرة مخاوف في الأوساط العلمية من احتمال تحور فيروس كورونا المستجد إلى صيغة تجعل العدوى أكثر قابلية للانتقال بين البشر أو أكثر خطورة، أو كلاهما، مما قد يزيد بشكل كارثي، من سوء الأزمة العالمية المنتشرة حاليا.

وأعدت صحيفة "ذي غارديان" تقريرا في هذا الصدد، في محاولة لرصد احتمالات تحول الفيروس إلى صيغة أكثر شراسة، مشيرة إلى أن جميع الفيروسات تتحول بمرحلة أو بأخرى، ولن يشكل فيروس "سارس كوف 2"، الذي يسبب مرض "كوفيد-19"، استثناء في هذا الصدد، إذ أن الطفرات تنشأ عندما يتكاثر الفيروس داخل الخلايا وتطرأ أخطاء على طريقة نسخ شيفرته الجينية (الحمض النووي الريبوزي).

ومع ذلك، لفتت الصحيفة إلى أن الفيروس لا يزال مُستقر، وقد حلل العلماء في بريطانيا بيانات 13 ألف عيّنة منذ منتصف آذار/ مارس الماضي، ووجدوا أن الطفرات الجديدة تظهر مرتين تقريبًا في الشهر.

ويعتبر العلماء معدل حدوث الطفرات مهم للغاية لأنه كلما أسرع الفيروس في التحور، كلما كان سلوكه أسرع. وقد يصعب تطوير لقاح ضد الفيروس سريع التطور لأنه في الوقت الذي سيُطور بها اللقاح، قد يكون الفيروس قد بدأ بمهاجمة أجزاء أخرى من الجهاز المناعي.

وعلى سبيل المثال، تتطور الإنفلونزا الموسمية بسرعة كبيرة تضطر البشر إلى تطوير لقاحات مختلفة على مدار سنوي.

كيف يتنوع الفيروس حول العالم؟

تُظهر الشيفرة الوراثية للفيروس المنتشر حول العالم، أنها تنقسم إلى مجموعات أثناء انتشارها، وهذا أمر عادي جدا. وحدد الباحثون في ألمانيا ثلاث مجموعات جينية رئيسية للفيروس في نيسان/ أبريل الماضي، والتي أسموها "أ" و"ب" و"ج"، بحيث توجد المجموعتين "أ" و"ج" لدى الأوروبيين والأميركيين في الغالب، في حين أن المجموعة "ب" هي الأكثر شيوعًا في شرق آسيا. ولكن هناك مجموعات أصغر أيضًا ، والتي يمكن للعلماء استخدامها لتتبع العدوى إلى مصادرها، وفي النهاية تعود إلى منطقة مثل ووهان أو شمال إيطاليا.

ما أهمية الطفرات؟

تحدث الطفرات الفيروسية صدفة، ولا يتسبب معظمها سوى بتأثير ضئيل، فيما يعيق بعضها الآخر الفيروس، ولكن بمرور الوقت يمكن أن تتطور طفرات مفردة أو متعددة تجعل الفيروس أكثر نجاحًا من حيث تمكينه من الانتشار بسهولة أكبر. ويمكن أن تجعل الطفرات الفيروس أكثر خطورة أيضا، كجعله أكثر كفاءة في إصابة الخلايا مثلا.

ما هي الطفرات التي طرأت على فيروس كورونا؟

أوضحت "ذي غارديان" إن عدّة طفرات لفتت انتباه العلماء. فقد درس باحثون في مدرسة لندن للصحة والطب المداري، أكثر من خمسة آلاف جينوم لفيروس كورونا المستجد، حصلوا عليها من جميع أنحاء العالم، واكتشفوا العديد من الطفرات التي قد تكون دليلاً على تكيف الفيروس مع البشر. وخاصة طفرتين في البروتين الناتئ الذي يستخدمه الفيروس لغزو الخلايا.

ولا تزال الطفرات بالبروتين الناتئ نادرة حاليا، لكن أستاذ الأمراض المعدية الناشئة، مارتن هيبرد، وهو أحد معدي الدراسة التي لم تتم مراجعتها من قبل أقران حتى الآن، قال إن ظهورها سلط الضوء على الحاجة إلى مراقبة عالمية للفيروس. سيكشف ذلك عما إذا كانت الطفرات الجديدة تساعدها على الانتشار وما إذا كانت اللقاحات قد تحتاج إلى إعادة تصميم.

وفي دراسة أولية أخرى، وجد باحثون من جامعة شيفيلد ومختبر لوس ألاموس الوطني في نيو مكسيكو، طفرات مماثلة في البروتين الناتئ الذي يدعي المؤلفون أنه قد يساعد في انتشار العدوى. وفي حين أن ذلك ممكن، يعتقد علماء آخرون أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت أي من الطفرات ستساهم في تقوية الفيروس.

وقال البروفيسور نيك لومان، من جامعة برمنجهام، إن جميع فيروسات كورونا متشابهة للغاية وأن الفيروسات ذات الطفرات المعينة يمكن أن تنتشر في مناطق مختلفة لمجموعة من الأسباب. مشددا على أن احتمال تحور الفيروس حاليا ليس الأولوية، بل منع انتشاره، فهو مميت بشكله الحالي.

التعليقات