08/01/2021 - 23:50

التوائم المتطابقون ليسوا متشابهين كما يعتقد العلماء

أظهرت دراسة أن الاختلافات الجينية بين التوائم الأحاديي اللاقحة، الذين تطلق عليهم عادة تسمية التوائم المتطابقين، يمكن أن تظهر في وقت مبكر جدًا في التطور الجنيني، وهو اكتشاف يدفع إلى إعادة النظر في كيفية معرفة الباحثين من خلال التوائم ما

التوائم المتطابقون ليسوا متشابهين  كما  يعتقد العلماء

توضيحية (Pixabay)

أظهرت دراسة أن الاختلافات الجينية بين التوائم الأحاديي اللاقحة، الذين تطلق عليهم عادة تسمية التوائم المتطابقين، يمكن أن تظهر في وقت مبكر جدًا في التطور الجنيني، وهو اكتشاف يدفع إلى إعادة النظر في كيفية معرفة الباحثين من خلال التوائم ما هو فطري وما هو مكتسَب.

وتحدث ولادة التوائم الأحاديي اللاقحة، الذين يُسمّون أحيانا التوائم المتشابهين عندما تنفصل البويضة (أو اللاقحة) الناتجة عن الإخصاب إلى اثنتين، وبالتالي تشكّل جنينين.

وتولي الأبحاث أهمية كبيرة للتوائم الأحاديي اللاقحة إذ يُعتقد عمومًا أن لديهم تركيبة جينية متشابهة وأن اختلافاتهم الجسدية أو السلوكية مكتسبة من البيئة المحيطة بهم.

وركزت دراسة أعدّها باحثون إيسلنديون ونُشرت في مجلة "نيتشر جينيتيكس" على درس التحوّرات التي تحصل في مرحلة مبكرة من التطور الجنيني، وخلصت إلى أن لدى كلّ من التوائم الأحاديي اللاقحة ما معدّله 5.2 تحوّرات مختلفة عن جينوم توأمه .ولاحظ معدّو الدراسة أن لدى 15 في المئة منهم عددًا كبيرًا من هذه التحوّرات المختلفة المبكرة.

واعتبر الباحثون أن هذه النتائج تبيّن أن الدراسات السابقة قللت من شأن دور العوامل الوراثية في الاختلافات بين التوائم الأحاديي اللاقحة.

وفي تصريح لـ"فرانس برس"، قال رئيس شركة "ديكود غينيتيكس" الإيسلندية التابعة لمجموعة الأدوية الأميركية "أمجين" كاري ستيفانسون إن "النموذج التقليدي كان يقوم على استخدام التوائم المتطابقين للمساعدة في التمييز بين تأثير الجينات وتأثير البيئة في تحليل الأمراض. وإذا تم درس توائم متطابقين نشأوا منفصلين، واصيب أحدهم باضطرابات التوحد ، يكون التفسير التقليدي أن سبب هذه الاضطرابات هو البيئة".

إلاّ أن "هذا الاستنتاج خطير للغاية" بحسب ستيفانسون إذ أن ثمة احتمالًا أن يكون المرض ناتجًا عن تحوّر جيني مبكرة حصل لأحد التوائم ولكن ليس للآخر.

وأجرى فريق ستيفانسون البحثي تسلسلًا للجينوم الكامل لـ 387 زوجًا من التوائم الأحاديي اللاقحة بالإضافة إلى والديهم وأزواجهم وأطفالهم، للكشف عن التحوّرات الجينية.

وتبيّن أن اي تحوّر يحصل في الأسابيع الأولى من نمو الجنين يرجّح أن يشمل كل خلايا الفرد (أي الخلايا الجسدية، كتلك الموجودة في العضلات والأعضاء وما إلى ذلك، ولكن أيضًا الخلايا التناسلية أو الأمشاج)، وأن ينتقل إلى نسله.

واكتشف الباحثون في أحد أزواج التوائم التي شملتها الدراسة تحوّرًا في كل خلايا أحد التوأمين - مما يعني أنه تحوّر حصل في مرحلة مبكرة من النمو - لكنّ هذا التحوّر لم يحصل إطلاقًا لدى توأمه.

وأوضح كاري ستيفانسون أن "أحد التوأمين هو نتاج انقسامات الخلية التي حدث فيها التحوّر (ضمن مجموعة الخلايا الناتجة عن الانقسامات الأولى للبويضة)، وفقط في هذه الخلية" ، بينما تَشَكّل التوأم الآخر من الخلايا الأخرى.

وأكد أن "هذه التحوّرات مثيرة للاهتمام لأنها تتيح استكشاف الطريقة التي يحصل بها الحمل بتوأم".

التعليقات