28/10/2021 - 21:38

منظمة الصحّة العالمية: تخطي الأنانيات القومية يكبح جائحة كورونا

قدّم مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس مرة جديدة، اليوم الخميس، إستراتيجية منقحة لمكافحة كورونا في محاولة لإقناع المجتمع الدولي بتخطي الأنانيات القومية

منظمة الصحّة العالمية: تخطي الأنانيات القومية يكبح جائحة كورونا

توضيحية ( أ ب)

قدّم مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس مجدّدًا، اليوم الخميس، إستراتيجية منقحة لمكافحة كورونا في محاولة لإقناع المجتمع الدولي بتخطي الأنانيات القومية، ولكن الإستراتيجية تكلّف 23.4 مليار دولار خلال الشهور الـ12 المقبلة.

وطلب مدير المنظمة من دول مجموعة العشرين - مستفيدًا من انعقاد قمّتهم نهاية هذا الأسبوع في روما - التصرف "بطريقة حاسمة" لكبح وباء كوفيد-19 الذي أودى بنحو خمسة ملايين شخص موثّقة وفياتهم منذ نهاية عام 2019.

وقال في مؤتمر صحافي "نحن عند منعطف مهم يتطلب قيادة حاسمة لجعل العالم مكان أكثر امانًا" لافتًا إلى أن "الجائحة لن تنتهي قريبًا".

وطلب من قادة دول مجموعة العشرين ان يمولوا "بالكامل"، جهاز "أي سي تي" (الوصول إلى أدوات ضد كوفيد-19) الذي أنشأته وكالات صحية دولية كبيرة والبنك الدولي ومؤسسة بيل وميليندا غيتس.

وقال "إن تمويلا سريعا لـ"أي سي تي" أمر ضروري للأمن الصحي العالمي لنا جميعًا. لقد حان وقت العمل!"

وقدّر غيبريسوس الحاجات المالية للجهاز بـ23.4 مليار دولار حتّى أيلول/سبتمبر 2022، منها سبعة مليارات للفحوصات واللقاحات.

وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان "إن الحصول غير العادل على فحوصات كوفيد-19 والعلاجات واللقاحات يطيل أمد الجائحة في كل أنحاء العالم ويعزّز خطر ظهور متحورات جديدة أخطر يمكن أن تتجاوز طرق مكافحة الفيروس المتاحة".

وشدّد البيان على أن "0.4% من الفحوص و0.5% من اللقاحات فقط استخدمت في البلدان ذات الدخل المنخفض رغم أن هذه البلدان تضمّ 9% من سكان العالم".

وكشفت هذه الإستراتيجية الخميس عن مخاطر مواجهة المصير نفسه الذي واجهته المحاولات المتكررة والملحة لإقناع ليس فقط القادة، بل أيضًا شعوب الدول الغنية، بأن إنهاء الوباء يقتضي التضحية من أجل الدول الأقل ثراءً. ولطالما ردّد رئيس المنظمة "لا أحد بأمان طالما أن العالم بكامله ليس بأمان".

وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا "لا يوجد أي مكان يتجلى فيه عدم المساواة أكثر من القارة الأفريقية حيث تلقى 8% فقط من السكان جرعة من اللقاح".

ويكرّر مدير منظمة الصحة العالمية الرسالة نفسها منذ أشهر ويطالب بمبالغ عادلة لكلّ الدول لستة أشهر على الأقل، ولكن دون جدوى.

وعلى عكس دعوته ودعوة منظمته إلى توجيه اللقاحات المتاحة الآن بشكل أساسي إلى البلدان التي لا تزال فيها نسب التلقيح منخفضة، بدأ العديد من البلدان بتلقيح الأطفال دون 12 عامًا وعممت الجرعة الثالثة.

وتعاني الميزانية التابعة لجهاز "أي سي تي" من نقص التمويل والحوادث التي تطرأ والتي عطّلت ايضًا آلية "كوفاكس" الدولية عن العمل بشكل كامل بحيث لم تُرسل إلّا 425 مليون جرعة لقاح في 144 دولة في رقم أقلّ بكثير من الهدف الاساسي.

وساهم الجهاز بخفض سعر الفحوصات السريعة لكوفيد-19 بنسبة 50%، فنُقلت المعرفة والتكنولوجيا إلى البلدان الفقيرة وازداد الوصول إلى الأكسجين ومعدات الوقاية والحماية، وفق منظمة الصحة العالمية.

وتعد الإستراتيجية الجديدة بأن تكون أكثر شفافية وأن تستجيب أكثر للبلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط، فضلًا عن المنظمات التي تمثّل المجتمع المدني والتركيز على إيصال اللقاحات.

وتلحظ الإستراتيجية أيضًا آلية وصل بين البلدان لضمان حصولها بشكل أفضل على الوسائل التقنية والتشغيلية والمالية اللازمة لإرسال الأدوات لمحاربة كورونا إلى من يحتاجون إليها.

التعليقات