17/12/2021 - 15:01

مُختصة في الأمراض المُعدية: الإنفلونزا مرض موسمي خطير فاحذروه

حول انتشار الإنفلونزا وأسبابها وسُبل العلاج والوقاية منها، حاور "عرب 48" المختصة في الأمراض الوبائية والمعدية في صندوق المرضى العام (كلاليت)، د. خزيمة خمايسي، من قرية دبورية.

مُختصة في الأمراض المُعدية: الإنفلونزا مرض موسمي خطير فاحذروه

(الأناضول)

تُعدُّ الإنفلونزا من أكثر الأمراض الفيروسية المُعدية، وخصوصا في فصل الشتاء، كما أنّها من أخطر الأمراض، إذ تنتقل العدوى عن طريق انتشار الفيروس في الهواء أثناء السعال أو العطس أو الاتصال مع إفرازات الأنف والبلعوم التي تنشر قطرات اللعاب الميكروسكوبية التي تحتوي على كمية كبيرة من الفيروسات. ويهاجم الفيروس الجهاز التنفسي في جسم الإنسان، واحتمال انتقال العدوى من شخص إلى آخر مرتفع جدا.

وحول انتشار الإنفلونزا وأسبابها وسُبل العلاج والوقاية منها، حاور "عرب 48" المختصة في الأمراض الوبائية والمعدية في صندوق المرضى العام (كلاليت)، د. خزيمة خمايسي، من قرية دبورية.

"عرب 48": ما الفرق بين الإنفلونزا والرشح؟

د. خمايسي: الإنفلونزا مرض فيروسي معد يصيب الجهاز التنفسي عادة، أما الرشح فهو عارض يرافق عدة أمراض من بينها الإنفلونزا.

"عرب 48": كيف تتم مراقبة الأمراض المعدية، ومن المسؤول عن تقييمها؟

د. خمايسي: في دولة إسرائيل هناك المركز القومي لمراقبة الأمراض المعدية، وهو يقوم بشكل سنوي بإعداد تقارير أسبوعية، يرصد من خلالها الأعراض المتشابهة بين الأمراض المختلفة، كأعراض ارتفاع درجات حرارة الجسم، والرشح، وآلام العضلات، والتعب والوهن والإرهاق، وأعراض الجهاز التنفسي كالسعال، ووجع الحلق. وآخر تقرير قمنا بإعداده كان عن فترة الأسبوع التاسع والأربعين، والذي انتهى في اليوم الحادي عشر من الشهر الجاري، وقد رصدنا 565 حالة لمريضي إنفلونزا من نوع "A" ، وهو النوع الأكثر انتشارا والمعروف لدى الجميع، وهناك النوع "B"، الأقل انتشارا، ومن الجدير ذكره أن التطعيم ضد فيروس الإنفلونزا يشمل النوع "A" .

د. خزيمة خمايسي

"عرب 48": ما الذي يسبب الإنفلونزا؟

د. خمايسي: الفيروسات التي تسبب الإنفلونزا هي نوعان، "A" و"B"، وتنتقل الإنفلونزا عن طريق الهواء من الجهاز التنفسي للشخص المصاب، كما يمكن أن تنتقل عن طريق الاتصال المباشر مع مفرزات الجهاز التنفسي.

"عرب 48": لماذا نشهد هذا العام زيادة في أعداد مرضى الإنفلونزا مقارنة مع العام الماضي؟

د. خمايسي: أولا، كورونا بحد ذاتها من ناحية مخبرية وطبية فيروس سائد بين الفيروسات، إذ أنه يستغرق وقتا طويلا مقارنة مع باقي الأمراض المعدية والفيروسات، ويأخذ الحيز الأكبر بينها، وإن إجراءات الوقاية من كورونا هي نفسها التي منعت انتشار الإنفلونزا، من ارتداء للأقنعة الطبية الواقية، والتباعد الاجتماعي، ووقف رحلات الطيران، وتوقف الدوام في المدارس، والحجر الصحي، مما ساعد في التقليل من انتشار الإنفلونزا، سواء في بلدنا أو باقي بلدان العالم. ومع انحسار موجة كورونا وتراجع تدابير الوقاية وصل الكثير من حالات الإصابة بالإنفلونزا، سواء إلى المشافي أو العيادات الخاصة، ورافق المرض أعراض إنتانية والتهابات في الجهاز التنفسي، وخصوصا بين طلاب المدارس.

"عرب 48": هل هناك فئة عمرية أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا؟

د. خمايسي: من المعلوم أن الإنفلونزا تصيب كل الأشخاص، كونها مرض معد تنتقل العدوى فيه عن طريق الرذاذ المتطاير، والذي يكون مصدره كامل الجهاز التنفسي، أما الأكثر عرضة للإصابة به فهم المتواجدون في حيز واحد، كتلاميذ وطلاب المدارس، إذ يكفي إصابة أحدهم حتى تنتقل العدوى للآخرين، وأيضا الأشخاص الذي يتواجدون بكثرة في الأماكن المغلقة. أما من يمكن تصنيفهم في دائرة الخطر فيندرجون تحت عدة فئات، نذكر هنا بعضها على سبيل المثال لا الحصر: الأطفال تحت عمر 5 سنوات وبخاصة في عمر السنتين وما دون، والمسنون ممن هم بعمر الستين فما فوق، والأشخاص الذين لديهم ضعف في الجهاز المناعي، والنساء الحوامل، أو المرضعات خلال أسبوعين من الولادة، والعاملون في المجال الصحي، والأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة، وخصوصا الرئة، والقلب، والسكري، والكبد، والسرطان.

"عرب 48": ما الفرق بين الإنفلونزا وكورونا؟

د. خمايسي: نعم، الإنفلونزا مرض موسمي وهذا ما يميزه عن كورونا، والذي اعتقدنا أنه مرض موسمي ليفاجئنا بمرافقته لنا على مدار العام، والإنفلونزا يبدأ في الظهور في فصل الشتاء، وفي بلادنا يبدأ في أغلب الأحيان في شهر كانون الأول/ ديسمبر وينتهي في شهر شباط/ فبراير أو آذار/ مارس من العام الذي يليه، مع تفاوت في بعض الأعوام، إذ يأتي أحيانا بشكل مبكر في شهر تشرين الأول/ أكتوبر أو تشرين الثاني/ نوفمبر، وهذا العام تحديدا بدأت الإنفلونزا بالظهور بشكل مبكر نسبيا مقارنة مع باقي الأعوام، ورصدت أولى الحالات في نهاية تشرين الأول.

"عرب 48": هل الإنفلونزا من الأمراض التي قد تؤدي إلى الوفاة؟

د. خمايسي: لحسن الحظ الحالات التي قد تنتهي بالوفاة نادرة للغاية، ولكن هناك مضاعفات خطيرة قد تصيب المرضى أحيانا كالالتهاب الرئوي الحاد، والتهاب في غشاء المخ، والتهاب الجيوب الأنفية.

"عرب 48": ما هي أهمية التطعيم ضد مرض الإنفلونزا؟

د. خمايسي: كما يقول المثل "درهم وقاية خير من قنطار علاج"، ففي معظم الحالات نرى أن المصابين بالإنفلونزا ينتظرون أياما معدودة حتى يتماثلوا للشفاء، وهي فترة الحضانة للمرض، إلا أنني أرى أنه من الأفضل عدم الإصابة بالمرض بدايةً، فكما أسلفت سابقا فإن جميع وسائل الوقاية من كورونا هي ذاتها وسائل الوقاية من الإنفلونزا، والوسيلة الأنجع لمواجهة مرض الإنفلونزا هي التطعيم، وهي وسيلة قديمة جديدة أثبتت فاعليتها بمواجهة هذا المرض ومضاعفاته. ويوجد نوعان من التطعيم هما: التطعيم بالفيروسات الميتة، وهذا التطعيم يناسب الأطفال من عمر ستة أشهر فما فوق، وهو يكافح 4 سلالات لفيروس الإنفلونزا الأكثر انتشارا، ولدينا في البلاد تطوير دائم ومستمر لهذا التطعيم ليتلاءم مع السلالات المتطورة للفيروس، ويتم هذا التطعيم من خلال الحقن، والتطعيم بالفيروسات المضعفة، ويعطى هذا التطعيم للأشخاص بين عمر السنتين والتاسعة والأربعين عاما، ويتم هذا التطعيم من خلال بخاخ للأنف، وأيضا يكافح هذا التطعيم السلالات الأربعة الأكثر انتشارا للفيروس.

هذان النوعان من التطعيمات أثبتا نجاعتهما، ولكن الفرق أن التطعيم الثاني يعطى للأشخاص الذين يخشون استخدام الحقن والإبر، والتطعيم الثاني أيضا يُمنع على فئات معينة تلقيه، فالتطعيم الأول مخصص لفئة صغيرة، فلا يمكن إعطاؤه للمرضى الذين يعانون من الحساسية، والتطعيم الثاني لا يعطى لمن لديه ضعف مناعة، ولا للحوامل.

التعليقات