04/07/2022 - 08:43

الإدمان الرقمي والشفاء منه

يعرف الإدمان الرقمي أو إدمان الإنترنت أو الاسم العلمي له اضطراب إدمان الإنترنت (Internet Addiction Disorder) بأنه استخدام الإنترنت قهريا أي أن الشخص غير قادر على الاستغناء عنه.

الإدمان الرقمي والشفاء منه

(توضيحية - unsplash)

يعرف الإدمان الرقمي أو إدمان الإنترنت أو الاسم العلمي له اضطراب إدمان الإنترنت (Internet Addiction Disorder) بأنه استخدام الإنترنت قهريا أي أن الشخص غير قادر على الاستغناء عنه.

تشخيص إدمان الإنترنت

هل أنت من الأشخاص الذين لا يمكنهم الابتعاد عن الجوال؟ هل تجد نفسك تتصفح مواقع التواصل الاجتماعي تلقائيا عند أي فرصة؟ هل تواجه مشاكل مالية جراء كثرة التسوق عبر الإنترنت؟ هل بدأ استعمالك للإنترنت يؤثر سلبا على حياتك العملية والعائلية؟ إذا كان جوابك على أي من الأسئلة السابقة نعم، فمن الممكن أنك تعاني بدرجة ما من إدمان الإنترنت.

ومع أن الإدمان الرقمي أو اضطراب إدمان الإنترنت غير معترف به من قبل دليل الاضطرابات العقلية والنفسية في الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال، فإن الخبراء والمختصين يشبهون هذا الإدمان لإدمان المقامرة وأن 38% من الأميركيين يعانون منه في الحقيقة.

الطريقة العلمية لتشخيص إدمان الإنترنت

تعرف مجلة علم النفس الإلكتروني الشخص الذي يعاني من الإدمان الرقمي بخمس صفات مجتمعة تميزه عن غيره من الأشخاص وهي:

  1. مشغول بشكل دائم بالإنترنت أي أنه يفكر بشكل دائم بما رآه أو فعله أو نشره على الإنترنت أو ما يخطط له في المستقبل من هذه الناحية.
  2. يحتاج لاستخدام الإنترنت بشكل مفرط لكي يشعر بالراحة أو الرضا.
  3. حاول في الماضي عدة مرات أن يقلل من وقته على الإنترنت أو أن يتخلى عنه كليا أو يتحكم بهذه الناحية من حياته دون أن ينجح بذلك.
  4. يشعر بالقلق وانعدام الراحة أو العصبية وتعكر المزاج أو الاكتئاب عند محاولته التحكم باستخدامه للإنترنت.
  5. ينوي استخدام الإنترنت لفترة زمنية معينة ولكن يتفاجأ أنه قد تجاوزها بوقت كبير.

أعراض الإدمان الرقمي

أعراض الإدمان الرقمي

تنقسم أعراض الإدمان الرقمي إلى أعراض يمكن ملاحظتها شعوريا وأخرى تلاحظ جسديا.

الأعراض الشعورية أو السلوكية للإدمان الرقمي

  • الاكتئاب
  • الكذب
  • الشعور بالذنب
  • القلق الدائم
  • الارتياح عند استخدام الانترنت
  • عدم القدرة على ترتيب الأولويات بشكل صحيح
  • العزلة
  • عدم الإحساس بانقضاء الوقت
  • الموقف الدفاعي تجاه الآخرين عند فتح موضوع الإدمان الرقمي
  • العدائية أثناء العمل
  • العصبية
  • تقلبات المزاج
  • الخوف الدائم بدون سبب
  • الشعور بالوحدة
  • الملل السريع أثناء المهمات اليومية
  • التكاسل وتأجيل العمل

الأعراض الجسدية للإدمان الرقمي

  • آلام الظهر والعمود الفقري
  • آلام الرسغين
  • الصداع
  • الأرق وعدم انتظام النوم
  • سوء التغذية الذي قد يعني إهمال تناول الطعام أو تناول نوعية سيئة من الطعام لتلافي إضاعة الوقت في الطبخ بدلا من أمام الشاشة
  • إهمال النظافة الشخصية
  • آلام في الرقبة
  • مشاكل عينية وتجفاف في أغشية العين الخارجية
  • اضطراب في الوزن

خطوات التخفيف أو الشفاء من الإدمان الرقمي

إلغاء تفعيل إشعارات منصات التواصل الاجتماعي 

إلغاء تفعيل إشعارات منصات التواصل الاجتماعي

يوصف هذا الإجراء أنه أولى الخطوات في درب التخلص من الإدمان الرقمي. حيث تعمل الهواتف الذكية في وقتنا هذا على إظهار الإشعارات والرسائل وغيرها من أساليب مواقع التواصل الإجتماعي والإنترنت لشد المستخدم وإعادته لفتحها وإمضاء الوقت بتصفحها على الصفحة الرئيسية للهاتف. يمكن التخلص من هذا الطعم عبر الدخول لإعدادات جهازك الخليوي وإلغاء إشعارات التطبيقات والمواقع والبرامج التي يمكن أن تفسد مسيرتك بالإقلاع عن هذا الإدمان.

استخدام تطبيق يراقب استخدامك للهاتف

قد تكون هذه النصيحة واحدة من أول الخطوات التي يمكنك القيام بها بهدف تحديد ما إذا كنت تعاني من الإدمان الرقمي أو لا. هناك تطبيقات خاصة تراقب الوقت الذي تعمل فيه شاشة هاتفك الذكي وتعرضه لك في نهاية اليوم وأشهرها هو تطبيق Screen Time. سيساعدك هذا التطبيق على معرفة إذا كنت تستخدم هاتفك الخليوي بشكل مفرط أم لا. فباحتساب ساعات النوم ولنقل أنها 7 وسطيا، إذا كان استخدامك للهاتف يبلغ فرضا 15 ساعة في نهاية اليوم فهذا يعني أنك تعيش حياتك بشكل طبيعي فقط لمدة ساعتين وهذا الوقت غير كافي لفعل كل مهامك وأعمالك بالطبع.

تحديد أوقات استخدام الإنترنت

لتفادي الوقوع في مشكلة عدم الإحساس بمرور الوقت وتفويت الأعمال المهمة وأوقات الامتحان والذهاب للعمل وغيرها من مناسبات يلهيك عنها الانترنت ما عليك إلا تحديد الوقت الذي تمضيه على الانترنت مسبقا عبر جدول زمني. طبعا يبدو هذا الكلام سهلا جدا إلا أن التطبيق صعب أكثر مما تتخيل ولذلك ننصحك بتسليم أجهزتك الذكية كلها إلى أحد المقربين إليك ليقوم بتنزيل برامج مراقبة استخدام الأطفال للإنترنت وبذلك يصبح بإمكانه إغلاق البرامج كلها حتى لو استرسلت أنت بالتسلية.

استعادة الهوايات

يمنع الاستخدام المفرط للهاتف والإنترنت الناس من تحريك أجسادهم في الرياضة أو ممارسة هواياتهم القديمة أثناء الطفولة. وبما أن استخدام الهاتف والإنترنت أمر مسل بدون شك فعليك إيجاد شيء آخر يسليك أكثر منه للتخلص من إدمانك عليه. قد تكون هوايات الطفولة أحد أفضل الخيارات البديلة لاستخدام الإنترنت. فكرة السلة والسباحة والرسم والغناء والعدو والتزلج على الجليد أو كرة القدم وغيرها من الهوايات والأنشطة كلها نشاطات ستعيد الشخص إلى حيويته وحبه للحياة دون أن تشعره أنها أمر مفروض عليه أو واجب.

مخاطر الإدمان الرقمي

بالإضافة لكل ما سبق ذكره من أعراض لإدمان الإنترنت والتي يمكن وصفها بكونها مشاكل حقيقية بحد ذاتها فهناك مخاطر أشد حدة قد يعاني منها الشخص الذي يعاني من إدمان الإنترنت مثل:

  • المخاطرة بالعلاقات الشخصية في سبيل عدم التوقف عن استخدام الإنترنت.
  • المخاطرة بخسارة العمل أو الوظيفة بسبب التعلق بالانترنت أو استخدامه في العمل لأغراض لا تتعلق بالعمل بحد ذاته أو بسبب عدم الإحساس بالوقت أثناء استخدامه.
  • المخاطرة بالرسوب في بعض المواد العلمية أو حتى بالطرد من الجامعة أو المدرسة بسبب إهمال الواجبات وعدم تخصيص وقت للدراسة.
  • غالبا ما يقع الأشخاص الذين يعانون من الإدمان الرقمي في فخ الكذب على المقربين والمعلمين في المدرسة أو أرباب العمل بهدف تغطية إدمانهم هذا.
  • مثل كل أنواع الإدمان تصبح المادة التي يتعلق بها الشخص ويدمن على استخدامها الملاذ الوحيد للهروب من الواقع السيئ الذي يساهم الإدمان بحد ذاته بتراجعه.
  • يؤدي الإدمان الرقمي إلى تراجع الحالة المادية للمدمن بسبب إهماله لعمله أو مصادر دخله وبسبب التكاليف التي قد تترتب على استخدام الإنترنت بشكل مفرط وخصوصا إذا كان الإدمان موجها نحو مواقع التسوق الإلكتروني.
  • لا بد من أن تتأثر علاقات المدمن الشخصية بإدمانه على الإنترنت وخصوصا أن حكمه للأمور وحاجات الآخرين وأولوياته الشخصية تصبح جميعها مضطربة.
  • يصبح الشخص المدمن على الإنترنت شخصا انطوائيا ويفضل البقاء بعيدا عن الناس في الحياة الواقعية إذ يجد أن الواقع الإفتراضي أنسب له.

التعليقات