من المعروف أن العسل واحد من أكثر الأطعمة إفادة لجسم الإنسان لما يحتويه من عناصر غذائية ومضادات التهاب ومضادات أكسدة وغيرها من المواد التي يوصف العسل أنه غني بها.
بالإضافة إلى ذلك يعمد الناس على استخدام العسل كمحلٍ طبيعي أو بديل للسكر الأبيض في مأكولاتهم كما أنه الدواء الأول الذي يخطر على ذهن الأم إعطاؤه لطفلها إذا أصيب بنزلة برد أو بالسعال أو الإنفلونزا. لهذه الأسباب يمكن أن يقع الأهل بخطأ فادح دون أن يدركوا خطورته على طفلهم الرضيع.
ويعرف عن العسل احتواءه على هذه المعادن والعناصر الغذائية:
- الفيتامينات
- المعادن
- الشوارد
- الأنزيمات
- الأحماض الأمينية
- الفلافونويدات
لكن الأطباء يحذرون من إعطاء العسل للأطفال الرضع أو دون عمر السنة لسببين رئيسيين.
التسمم السجقي
يحذر الأطباء من إعطاء أي من أنواع العسل للأطفال الرضع بسبب ما يعرف بالتسمم السجقي أو Botulism الذي يوصف بأنه تسمم غذائي يحصل عند الرضع بسبب دخول بكتيريا المطثية الوشيقية أو الكلوستريديوم بوتولينيوم الموجودة في مختلف أنواع العسل والتي لا يمكن لجسم الرضع مقاومتها أو محاربتها مثل أجسام الكبار.
يعتبر التسمم السجقي واحدا من أنواع التسمم الغذائي النادرة والخطيرة. والمسبب الأساسي لهذا النوع من التسمم هو مستعمرات البكتيريا التي تنمو في أمعاء الطفل وتفرز موادا سامة تسبب بدورها التسمم السجقي.
يزداد خطر الإصابة بالتسمم السجقي عند الأطفال تحت عمر 6 أشهر بينما تتجهز أمعاء البالغين والأطفال فوق السنة بالتحصينات المناعية التي تساعد على محاربة هذه البكتيريا. تجدر الإشارة إلى أن البكتيريا التي تسبب التسمم السجقي توجد أيضا في الغبار والتربة.
أعراض التسمم السجقي
تتراوح شدة الأعراض المتعلقة بالتسمم السجقي التي تتلخص بهذه المشاكل الصحية:
- الوهن العام وضعف الجسم.
- تناول الطعام بشكل ضعيف أو بطيء.
- الإمساك.
- تغير أو غياب التعبيرات الوجهية.
- عدم وجود أو ضعف منعكس الإقياء عند الطفل.
بالإضافة إلى ما سبق فيمكن أن تظهر أعراض التسمم السجقي الناتج عن تناول الرضيع للعسل أو مأكولات تحتوي على العسل خلال 36 ساعة من وقت تناول هذا الطعام ويمكن أيضا أن لا تظهر الأعراض إلى بعد أسبوعين.
عادة ما تترافق هذه الحالة الصحية بأعراض مشابهة لأمراض أخرى مثل التهاب السحايا والالتهابات الأخرى المتنوعة ولذلك قد يتم إعطاء تشخيص خاطئ في البداية. من المهم بالنسبة للأهل أن يتذكروا حمية طفلهم الغذائية والأطعمة التي تناولها مؤخراً وأن يكونوا صريحين مع الطاقم الطبي لتدارك المرض قبل أن تتفاقم حالة الرضيع.
علاج التسمم السجقي
يحتاج معظم الرضع الذين يصابون بالتسمم السجق إلى دخول المستشفى وتلقي الرعاية الطبية المختصة بهذا المرض وعادة ما تدوم مدة العلاج لحوالي شهر ونصف. ويعتبر التسمم السجقي واحدا من الأمراض التي يمكن شفاؤها إلا أن نسبة الوفيات تبلغ 2% من مجمل الإصابات. إلا أن الأهم من كل هذا أن التسمم السجقي حالة يمكن تلافيها عبر الالتزام بقواعد إطعام الرضع وعدم الإسراع بتقديم أنواع جديدة من الأطعمة إليهم بما يتعارض مع توصيات الأطباء.
العسل والسكريات
هناك اعتقاد خاطئ لدى الكثير من الناس بأن العسل طعام خالٍ من السكريات. إلا أن العسل يحتوي على الغلوكوز والفركتوز ويعتبر تناوله بكميات كبيرة غير محبب بالنسبة للكبار والصغار من هذه الناحية. لهذه الأسباب يعتبر تناول العسل من قبل الأطفال عاملا سلبيا على صحة أسنانهم وقد يرفع نسبة سكر الدم لديهم مما يشكل عامل خطورة مضاعفة في حال كان الطفل مصابا بسكري الأطفال على سبيل المثال.
من مضار الإكثار من السكريات عند الأطفال أيضا أن الطفل يتعود على الطعم الحلو في الطعام فلا يستسيغ الأطعمة الصحية الأخرى الخالية من السكر والضرورية لنمو جسمه بشكل سليم مثل الخضروات. بالطبع تزداد خطورة تعود الطفل على المأكولات الحلوة مع الوقت لأن ذلك يعتبر من عوامل الإصابة بالسمنة التي تؤدي بدورها إلى مشاكل صحية كثيرة وتؤثر على صحة الطفل مدى الحياة.
متى يمكن إدخال العسل في حمية الطفل الغذائية؟
كما ذكرنا سابقا فإن أجسام الكبار والأطفال فوق عمر السنة قادرة على محاربة بكتيريا الكلوستريديوم بوتولينيوم في الأمعاء ومنعها من التسبب بالتسمم السجقي. ولذلك يعتبر تناول العسل من قبل الأطفال الذين تجاوزوا العام من عمرهم أمرا آمنا مع الأخذ بالاعتبار النقاط التالية:
عدم الإكثار من تناول العسل
يفضل عدم الاعتماد الكلي على العسل في الطعام وإدخال الفواكه التي ينصح بها الطبيب في حمية الطفل لأن العسل كما ذكرنا سابقا غني بالسكريات وممكن أن يؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم والسمنة.
تجريب العسل وغيره من المأكولات والتوقف لعدة أيام
تنطبق هذه النصيحة على معظم المأكولات التي يتم تعريف الطفل عليها للمرة الأولى وليس فقط على العسل. يفضل عند إطعام الطفل طعاما محددا جديدا التوقف عن إطعامه نفس الطعام لمدة 4 أيام على سبيل المثال لأن الأم تصبح قادرة على ملاحظة ردة فعل جسم الطفل على هذا الطعام مثل الإسهال أو ظهور طفح جلدي أو مغص وغيرها من الأعراض التي تشير إلى عدم ملاءمة هذا الطعام للطفل مما يعني أنه يجب الابتعاد عنه.
الانتباه من وجود حساسية من إحدى مركبات العسل
العسل مثل كل الأطعمة الأخرى يمكن أن يسبب الحساسية عند البعض مع أنه يعتبر واحدا من الأطعمة الآمنة كما أن نسبة الذين يعانون من حساسية العسل ضئيلة جدا. لذلك يفضل مراقبة ردة فعل الجسم لتناول العسل والتوقف عن تناوله واستشارة الطبيب إذا ظهرت أعراض مثل تضيق الحنجرة أو احمرار الوجه أو ضيق النفس أو حتى ظهور طفح جلدي يترافق مع تناوله.
طريقة إدخال العسل في حمية الأطفال الغذائية
بعد أن يصبح عمر الطفل أكثر من عام ويسمح الطبيب بإعطائه مقدارا من العسل مع وجباته الغذائية يمكن تحلية الحليب به أو صنع البودينغ المحلى بالعسل أو حتى هرس الفواكه كالتفاح والموز ووضع كمية صغيرة منه ومزجها مع الفاكهة.
التعليقات