سن اليأس

يعرف أيضا "الإياس" ويسمى باللغة الإنجليزية "menopause"". يعرّف سن اليأس بأنه حالة بيولوجية تتواجد في فئة معينة من الإناث اللاتي يمتلكن رحما ولسن في فترة حمل أو إرضاع. وتتمثل هذه الحالة بانقطاع كامل للخصوبة عند الأنثى والقدرة على الإنجاب ويحدث ذلك غالبا في منتصف العمر. يتم الكشف عن دخول المرأة في مرحلة ما بعد سن اليأس عند توقف الدورة الشهرية لمدة لا تقل عن اثني عشر شهرا، أو مستوى المرتفع لهرمون FSH.

يقسم سن اليأس إلى ثلاث مراحل ألا وهي مرحلة ما قبل سن اليأس، مرحلة ما بعد سن اليأس، ومرحلة ما حول سن اليأس وتشمل الفترة الانتقالية قبل آخر طمث وبعده، بالإضافة لانخفاض الهرمونات المسؤولة عن الإنجاب مثل الإستروجين، والبروجيسترون والتيستوستيرون. يوجد ثلاث أنواع لسن اليأس وهي:

• سن اليأس الطبيعي ويحدث بين عمر الأربعين والخمسين.
• سن اليأس المبكر ويحدث قبل عمر الأربعين نتيجة خلل في عمل المبايض.
• سن اليأس الاصطناعي الذي يحدث بسبب استئصال المبايض أو تعطلها نتيجة العلاج الإشعاعي.

أسباب الإياس

إن أسباب الإياس متعددة، السبب الطبيعي والفيزيولوجي مثل حدوث الانسداد أو "الرتق" للخلايا المبيضية في المبيضين للجهاز التناسلي عند المرأة الأمر الذي يسبب ارتفاعا في مستوى كل من هرموني FSH وLH مع انخفاض هرمون الاستروجين في الدم وهذا يسبب ظهور أعراض فترة ما حول سن اليأس مثل التغيرات المزاجية ومشاكل في النوم وضمور في المهبل.

أما الأسباب الأخرى فتكون نتيجة عمل جراحي مثل عمليات استئصال الرحم أو البوق أو عملية استئصال المبيض ثنائي الجانب، ويسمى هذا النوع من الإياس "الإياس الجراحي". وتوجد أيضا بعض الأسباب التي لا تزال مجهولة الإياس المبكر.

أبرز علامات الاقتراب من سن اليأس

إن انخفاض مستوى الأستروجين والبروجيسترون في دم المرأة بعد تخطيها سن الأربعين بشكل تدريجي يؤدي لتوقف المبايض عن إنتاج البويضات وحدوث انقطاع وتوقف الدورة الشهرية بشكل دائم. ولذلك تمر المرأة بعدة أعراض ومراحل تعتبر مؤشرات لانقطاع الطمث ودخول سن اليأس.

عدم انتظام الدورة الشهرية

من المعروف عادة أنه في الحالة الطبيعية لجسم المرأة الصحي ما قبل سن اليأس يمكن معرفة مواعيد الدورة الشهرية والتحضير لها، لكن في مرحلة الاقتراب من سن اليأس ستتغير الأمور وتخرج عن الوضع الطبيعي المعتاد، حيث يصبح توقع موعد قدوم الدورة الشهرية والفترة التي تستغرقها أمرا ليس سهلا، ومعرفة فيما إذا كان تدفق الدم بكميات صغيرة أو كبيرة، الأمر الذي سيسبب قلق وبعض المواقف المحرجة للمرأة. والجدير بالذكر أنه ضمن هذه الفترة يكون من الصعب جدا حدوث حمل.

الهبات الساخنة المتكررة

تعرف الهبات بنوبات مفاجئة تتمثل بارتفاع حرارة الجسم وتغير لون الجلد للون الأحمر بدون ظهور سبب واضح مع خفقان قوي في القلب وتعرق ليلي شديد. تتدرج شدة الهبات الساخنة من أنثى لأخرى، وتتراوح المدة الزمنية التي تستغرقها من دقيقة واحدة إلى خمس دقائق. وبالرغم من كونها علامة واضحة للاقتراب من سن اليأس إلا أنها قد تكون آثارا جانبية لأمراض أخرى لذلك يجب مراجعة الطبيب للتأكد وتلقي العلاج المناسب.

الأرق ومشاكل في النوم

يعتبر الأرق عاملا مهما من عوامل الاقتراب من سن اليأس في حال عدم وجوده مسبقا وظهوره بشكل مفاجئ مع بعض الأعراض الأخرى، فقد يترافق وجود الهبات الساخنة والتعرق الليلي مع مشاكل وصعوبة في النوم العميق، ومن الممكن وجود الأرق واضطرابات النوم بدون وجود الهبات الساخنة. وللتخفيف من حدة المشكلة يجب على المرأة التقليل من السكريات واتباع حمية غذائية غنية بالكالسيوم وفيتامين D والابتعاد عن مصادر التوتر والكافيين والمشروبات الكحولية.

اضطراب المزاج

عدم انتظام الدورة الشهرية والتغيرات الهرمونية المرافقة لمرحلة ما قبل انقطاع الطمث بالإضافة لاضطرابات النوم تؤثر جميعها بشكل كبير على مزاج المرأة الذي يمكن أن يزداد سوءا في حال وجود عوارض اكتئاب أو مشاكل نفسية سابقة، لذلك من الأفضل استشارة الطبيب النفسي للسيطرة على تقلبات المزاج الحادة والتخفيف من آثارها على الحياة الشخصية.

النسيان

النسيان لا يشكل عاملا مقلقا في هذه المرحلة، حيث أنه لا يظهر بسبب حالة صحية خطيرة بل فقط بسبب التوتر والإرهاق اللذان ينتجان عن التغيرات الهرمونية والأعراض الأخرى. ويتمثل بتفاصيل وأخطاء روتينية صغيرة مثل فقدان بعض الحاجيات أو نسيان القيام ببعض المهام اليومية.

تغيرات في الرغبة الجنسية

يختلف الاهتمام بالرغبة الجنسية من امرأة لأخرى في مرحلة الاقتراب من سن اليأس وما بعده، فبعض النساء يجدن بعض العوائق أو صعوبة في الاستثارة أو الرغبة الجنسية لعدة أسباب منها نفسية ومنها ثقافية حيث تعتقد نساء بعض المجتمعات أن العلاقات الجنسية بعد سن اليأس شيء غير مناسب وثانوي وغير ضروري. أما الأسباب الصحية فتعود لضمور المهبل الذي يسبب عدة تبعات تجعل العلاقة صعبة ومؤلمة وأحيانا مستحيلة.

تغيرات جسدية

عند الاقتراب من سن اليأس، ستلاحظ المرأة بعض التغيرات في شكلها وجسمها نتيجة التغيرات الهرمونية وما يتبعها من آثار، ومن هذه التغييرات:

• تساقط الشعر وجفافه.
• تصبح البشرة والجلد أقل مرونة وأكثر جفافا من ذي قبل بسبب التغيرات التي تصيب أنسجة الجلد والشعر.
• زيادة الوزن بعد بدء انقطاع الدورة الشهرية حيث تقل العضلات وتزداد نسب الدهون في الجسم وخاصة دهون البطن والخصر.
• جفاف المهبل ووجود حكة بسبب انخفاض مستوى هرموني الأستروجين والبروجيسترون اللذان لهما تأثير على رطوبة جدران المهبل
• آلام في المفاصل والعظام نتيجة نقص الكتلة العضلية في الجسم وارتفاع نسبة الدهون.
• آلام الثدي بسبب زيادة تكيسات الثدي الناتجة عن التغيرات الهرمونية.
• نوبات صداع متكررة ووجود اضطرابات في التفكير والتركيز.

متى تنتهي أعراض سن اليأس؟

لكي تنتهي أعراض سن اليأس فإنها تحتاج لفترة زمنية تتراوح بين سنتين وعشر سنوات، حيث أن الوقت يعتمد على أكثر من عامل مثل سن البلوغ وحالة المرأة الصحية العامة والنمط الغذائي المتبع والعمر الذي بدأت به الأعراض بالظهور. عادة ما تبدأ الأعراض في منتصف الأربعينات وتنتهي في الخمسينات.

الجدير بالذكر أن الأعراض تتفاوت بالمدة الزمنية المستغرقة لاختفائها، فعلى سبيل المثال تبدأ الهبات الساخنة بالتوقف بعد مرور حوالي 4 أو 5 سنوات بعد الطمث الأخير. بينما يمكن لبعض الأعراض أن تستمر كل فترة ما بعد سن اليأس مثل جفاف المهبل الذي يمكن أن يتطور ويسبب ازعاجا مع التقدم بالعمر، أو التقلبات المزاجية والاضطرابات النفسية ومشاكل النوم.

هل يمر الرجل بمرحلة سن اليأس؟

يمر الرجل أيضا بمرحلة تغيرات هرمونية مرتبطة بمرحلة الشيخوخة وبعض الأعراض المؤشرة لاقتراب سن اليأس، ولكن تختلف تلك التغيرات عن التغيرات الهرمونية للنساء. حيث كما ذكرنا سابقا يشمل الإياس لدى المرأة انخفاض إنتاج الهرمونات الأنثوية وتوقف انتاج البويضات. أما عند الذكور فتتمثل مرحلة اليأس بانخفاض مستوى الهرمونات الذكرية مثل التيستوستيرون وظهور بعض الأعراض مثل هشاشة العظام وانخفاض نسبة المعادن فيها والعقم وانخفاض الرغبة بالعلاقة الجنسية والهبات الساخنة ونوبات التعرق المفاجئة.