الكثير من العاملين والموظفين وخصوصا في زمننا هذا ومع تطور أساليب العمل المكتبي يعملون على أجهزة الكمبيوتر والحواسيب لساعات طويلة من دون أن يشعروا بانقضاء الوقت، وتحتاج هذه الأعمال إلى تركيز ومراقبة وتدقيق مستمرين وهذه الطريقة في العمل لها أضرارها المتعددة على بعض أعضاء الجسم ومن أول هذه الأعضاء العين التي تتعرض للإجهاد والتعب والحساسية بسبب طبيعة هذا العمل.
كما أن الأطفال يتأثرون بشكل كبير بأضرار الأجهزة الإلكترونية بعد انتشارها بشكل كبير بينهم ويجلسون لساعات طويلة في المنازل وهم يستخدمون هذه الأجهزة مهما كان نوعها بالرغم من تحذيرات الأهل لهم بالابتعاد عنها قدر الإمكان.
ما تصاب به العين نتيجة هذا العمل يطلق عليه اسم متلازمة "عين المكتب" وهي معروفة وتصيب الكثير من الموظفين في المكاتب الذين يعملون بهذه الطريقة ويجلسون أمام شاشات الحواسيب لساعات طويلة وذلك بسبب الأشعة المنبعثة من هذه الشاشات والتي لا يشعرون بها وإنما تظهر آثارها فيما بعد.
أعراض الإصابة بمتلازمة عين المكتب
- أكثر أعراض الإصابة بمتلازمة "عين المكتب" انتشارا هي إفرازات العين من الدموع واحمرارها وجفافها والإحساس بحرقة دائمة فيها مع نشفان وعدم ترطيب سطحها وهذا يؤدي إلى تضرر العضلات المحركة لها وصعوبة حركة الرموش والشعور بثقل فيها وللتخفيف من هذه الحالة يتم استخدام قطرة مرطبة للعين لمعالجة الإحساس بالحرقة والألم فيها وهي قطرات تشحيم لمقاومة التهيج والاحمرار والجفاف.
- إصابة العين بالزغللة وحدوث الرؤية المزدوجة وهذا قد يسبب رؤية ضبابية وعدم وضوح الصورة.
- الإحساس بصداع في الرأس وخصوصا بعد الانتهاء من العمل على أجهزة الكمبيوتر بسبب كثرة التحديق والتدقيق في الشاشة خاصة عند العمل بخط صغير والاضطرار إلى الاقتراب من الشاشة وهي أكثر الأعراض شيوعا لذلك يجب تكبير الخطوط عند الكتابة أو القراءة على الحاسوب لتوضيحها.
- تصبح العين حساسة للضوء بشكل كبير خصوصا إذا كانت الإضاءة غير مناسبة وهذا يؤدي إلى شد عضلات العين وتشنجها.
- ظهور الهالات السوداء تحت العينين وحدوث انتفاخات فيهما واحمرار الأجفان.
- الشعور بآلام في الرقبة والظهر والكتفين وهو دليل على الجلوس الطويل أمام الأجهزة الإلكترونية والذي يؤثر فيما بعد على صحة العينين ويؤدي إلى حدوث التهابات فيهما.
الوقاية من الإصابة بمتلازمة "عين المكتب"
لكي يستطيع العاملون في المكاتب على الحواسيب العمل من دون الإحساس بانزعاج في العين أو ألم والوقاية من الإصابة بأي أمراض فيها هنالك عدة إجراءات يمكن اتباعها ومنها:
- يجب محاولة أخذ فترات من الراحة كل عدة ساعات وبشكل منتظم قدر الإمكان لإراحة الجسم بشكل عام والعين خصوصا لأن أضرار العمل المتواصل على الجهاز العصبي للجسم أكثر من أضراره على العينين.
- ترطيب العين بين أوقات العمل بالدموع الاصطناعية في حال تعرضها للجفاف والحرقة.
- إراحة العين حوالي 10 دقائق كل ساعة للتقليل من إرهاقها وإجهادها.
- وضع فلتر واقي على شاشة الحاسوب للوقاية من الأشعة الضارة ومنع وصولها إلى الجسم.
- تخفيف مستوى سطوع الشاشة والإضاءة إلى مستوى مناسب ومريح للعين.
- وضع شاشة الحاسوب على مستوى ارتفاع يناسب مستوى ارتفاع العين للتمكن من النظر إليها بشكل مستقيم بحيث يكون الحد الأعلى للشاشة موازيا لها.
- وضع النظارات الطبية على العينين في وقت العمل حتى لو لم يوجد نقص أو مد فيهما لحمايتهما من الأشعة الصادرة عن جهاز الكمبيوتر وفي حال وضع عدسات لاصقة على العين يجب إزالتها عند العمل وعدم استخدام النظارات الخاصة بالقراءة في العمل على الحاسوب.
- محاولة ترميش العينين بشكل مستمر عند النظر إلى الحاسوب لوقت طويل حتى لا تتعرض للجفاف وللمساعدة على ترطيبها وتخفيف حرقتها.
- الابتعاد حوالي نصف متر عن شاشة العرض وإضاءة الغرفة بشكل مريح واختيار شاشات (LCD) لأن سطحها مضاد للانعكاسات.
- يجب أن يكون وضع الإضاءة جانبيا بدلا من الوضع الرأسي أو الأمامي أو الخلفي لأنه أكثر إراحة للعين.
أهم المشاكل التي تتعرض لها العين بسبب العمل على الحاسوب
- نقص هرمون الميلاتونين الذي يؤثر على مناعة الجسم وذلك بسبب الأشعة الصادرة عن شاشات الكمبيوتر كالأشعة الكهرومغناطيسية والأشعة السينية والأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية.
- قلة القدرة على التركيز في الأنشطة اليومية للإنسان وشعوره بالخمول وذلك بسبب تأثير أشعة الكمبيوتر على الجملة العصبية له بشكل عام وإجهاده.
- الإصابة بالجفاف في العينين بسبب قلة الترميش أثناء العمل خصوصا عند التركيز لفترات طويلة.
- الإضاءة المستمرة وغير المناسبة قد تؤدي إلى ضعف النظر بمرور الوقت.
- إصابة العين بالإجهاد والتعب ورؤية الصورة بشكل مشوش وغير واضح.
البحث عن طرق لتخفيف إجهاد العين
قام العديد من العلماء والباحثين بمحاولة إيجاد حلول أو أي طرق ممكنة للتخفيف من الأعراض المرافقة للعمل على الحاسوب وتأثيرها على العين بهذه الآثار المزعجة.
وقد توصلت بعض الدراسات إلى تجريب حل بسيط وغير متعب لهذه المشاكل وجرى تجريبه على العاملين في المكاتب وتوصلوا إلى نتائج جيدة في هذا المجال وتسمى هذه الطريقة بطريقة (20-20-20) حيث ينصحون العامل على الحاسوب بالقيام بالغمز بعينه المتعبة عشرين مرة متتالية كل عشرين دقيقة وذلك بعد الابتعاد عن جهاز الحاسوب لمدة عشرين ثانية ومن ثم القيام بهذه الخطوة.
هذه الطريقة رغم غرابتها وبساطتها إلى أنها أدت إلى نتائج واضحة وجيدة وشكلت فرقا ملموسا في الدراسات وطبقت على مستخدمي أجهزة الحواسيب الذين يجلسون لفترات طويلة جدا أمام الشاشات وعلى مدمني ألعاب الفيديو والمبرمجين الذين يقضون أغلب الأوقات خلف شاشات حواسيبهم.
إن إهمال معالجة أعراض إرهاق العينين في وقت مبكر قد يؤدي إلى نتائج غير جيدة عليها وقد تتطور إلى أمراض خطيرة ربما تحتاج إلى علاجات طويلة أو تدخلات جراحية فيما بعد.
نصائح عامة للتخفيف من إجهاد العين
من المفيد والضروري في بعض الحالات أخذ قسط جيد من الراحة كل فترة حوالي نصف ساعة عمل والجلوس بشكل مستقيم لإراحة الظهر وأعصاب الجسم والعمود الفقري والنظر للمدى البعيد بين فترة وأخرى مريح للعين أيضا ويمنح شعورا بالراحة ويعطي نفسا جديدا لمعاودة العمل برغبة أقوى.
من المفيد أيضا إجراء بعض التمارين الرياضية لتليين العضلات وأعصاب اليدين خاصة للعاملين على الحاسوب الذين تتعب أعصاب أيديهم وجملتهم العصبية.
التعليقات