13/07/2022 - 09:00

أهمية فيتامين د للأطفال في عامهم الأول

كثيرًا ما نسمع عن الفيتامينات ومكملاتها وأهميتها لجسم الإنسان، ولكن هل لها نفس الأهمية بالنسبة للأطفال؟ وهل من الممكن تقديمها للأطفال قبل بلوغهم عامهم الأول؟

أهمية فيتامين د للأطفال في عامهم الأول

(توضيحية - pexels)

كثيرًا ما نسمع عن الفيتامينات ومكملاتها وأهميتها لجسم الإنسان، ولكن هل لها نفس الأهمية بالنسبة للأطفال؟ وهل من الممكن تقديمها للأطفال قبل بلوغهم عامهم الأول؟

قد يكون من المفاجئ أن تعرف أن أهمية الفيتامينات لجسم الأطفال تعد أكبر بكثير من أهميتها لجسم البالغ، فالطفل ما زال في طور النمو، وأي نقص في أي عنصر رئيسي لجسمه قد تنتج عنه أمراض وتشوهات يصبح من الصعب معالجتها مع تقدمه في العمر. ومن بين هذه العناصر الأساسية لجسم الطفل فيتامين د الذي يلعب دورًا مهمًا في بناء جسمه بطريقة سليمة، ولنقصه آثار سلبية وضارة قد تلحق به عيوبًا لا يمكن معالجتها.

أهمية فيتامين د للأطفال

أهمية فيتامين د للأطفال

لا يمكننا إغفال أهمية فيتامين د لجسم البالغ بشكل عام، وجسم الرضيع بشكل خاص، فهو ضروري لنا جميعًا. ومن أهم وظائفه دعم الجسم وتنميته وذلك من خلال مساعدته على امتصاص عنصري الكالسيوم والفوسفور، فعند حدوث أي نقص في فيتامين د ستظهر الآثار السلبية على جسم الإنسان وبشكل خاص الأطفال من ضعف في العضلات وتأخر النمو فضلًا عن زيادة الكسور وغيرها الكثير من الآثار التي سنذكرها تباعا.

ويكتسب فيتامين د أهميته بالنسبة للأطفال من كونه ضروريًا جدًا في فترة ما بعد الولادة لتدعيم نمو الهيكل العظمي، وتجنب إصابة الطفل بالكساح، فضلًا عن تعزيز نمو أسنانه، وتقوية مناعة جسمه بشكل عام.

نقص فيتامين د عند الأطفال

يعد نقص فيتامين د شائعًا عند الرضع في جميع أنحاء العالم، وتتراوح معدلات الانتشار من 2.7% إلى 45% حول العالم. إذ أن الأطفال حتى عمر سنتين أكثر عرضة للإصابة بهذا النقص لأن تعرضهم لأشعة الشمس يكون بشكل أقل من البالغين.

بالإضافة إلى ذلك، قد لا يحصل الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية والذين لا يتناولون مكملات فيتامين د على ما يكفي من هذا الفيتامين.

ولتجنب الإصابة بنقص فيتامين د، توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بأن يتلقى الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية بشكل حصري وجزئي مكمل فيتامين (د) بمقدار 400 وحدة دولية يوميًا، بدءًا من الأيام القليلة الأولى من الحياة.

أعراض نقص فيتامين د عند الأطفال

هناك عدة مظاهر تبدو على جسم الطفل تشير إلى أن جسمه بحاجة إلى فيتامين د والتي يجب أخذها بعين الاعتبار، وهي:

  • نوبات بسبب انخفاض مستويات الكالسيوم، خاصة في العظام الطويلة في الأطراف السفلية التي قد تسبب إيقاظ الطفل ليلا.
  • فشل النمو، وتأخر في المشي.
  • التهيج.
  • خمول الجسم.
  • ضعف العضلات.
  • التهابات متكررة في جهاز التنفس.

ويمكن أن يؤدي النقص الحاد في فيتامين د إلى الإصابة بالكساح، وهي حالة عظمية يمكن أن تسبب تشوهات في النمو وتشوهات في المفاصل. من المرجح أن يصيب الكساح الرضع والأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 23 شهرًا والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عامًا.

من هم الأطفال المعرضين بدرجة أكبر للإصابة بنقص فيتامين د؟

هناك العديد من العوامل التي قد تجعل أطفالًا أكثر عرضة للإصابة بعوز فيتامين د قياسًا مع غيرهم من الأطفال، ومن هذه العوامل:

  • لون البشرة، فإن الأطفال ذوي البشرة الداكنة هم أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين د. حيث يحتاجون إلى ما يصل إلى 15 مرة أكثر من التعرض لأشعة الشمس لإنتاج نفس الكميات من فيتامين د التي يتمكن أصحاب البشرة الفاتحة من إنتاجها.
  • وزن الجسم.
  • مقدار التعرض لأشعة الشمس.
  • الأطفال الذين لديهم مستويات عالية من الدهون في الجسم أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين د من الأطفال الذين لديهم مستويات قياسية من الدهون في الجسم.
  • بالإضافة إلى ذلك، بعض الحالات الصحية التي يُصاب بها الطفل قد تؤثر على امتصاص فيتامين د من قبل جسم الطفل، وبالتالي تسبب نقصه.

كيف نحصل على فيتامين د؟

تعد أشعة الشمس من أهم مصادر فيتامين د

يأتي فيتامين د من مصادر مختلفة، وهي:

  • ضوء الشمس: تعد أشعة الشمس من أهم مصادر فيتامين د حيث يتكون فيتامين د بشكل طبيعي عند تعرض الجلد لأشعة الشمس. ولكن هناك الكثير من الدول يكون فيها ضوء الشمس غير كافٍ في أوقات معينة من العام. كما أن البشرة الداكنة، واقي الشمس والملابس، التي تحمي الأطفال من الآثار الضارة للشمس، لن تسمح بتكوين فيتامين د.
  • الأطعمة: هناك الكثير من الأطعمة التي تحتوي على فيتامين د، ومن أهمها: صفار البيض والأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والسلمون المرقط والسمك الأبيض. وفي الوقت نفسه، يتم إضافة فيتامين د لكثير من المنتجات الغذائية مثل: حليب البقر والسمن النباتي أثناء الإنتاج.
  • مكمل الفيتامينات: بالنسبة للأطفال، يأتي في صورة سائلة ويتم إعطاؤه يوميًا بقطارة. من الضروري أن تقدمي لطفلك مكمل فيتامين د المخصص للأطفال.

كيفية استخدام قطرات فيتامين د لطفلك

بكل تأكيد ليس من الآمن أن تستخدمي حبوب فيتامين د لطفلك، وبدلا من ذلك، يمكن إعطاء طفلك فيتامين د على شكل سائل "قطرات". حيث أن استخدام قطرات فيتامين د للأطفال حديثي الولادة أمر بسيط للغاية، كل ما يتطلبه الأمر هو المكمل السائل والقطارة التي تأتي معه. إليكِ ما يجب فعله:

  1. اقرأي التعليمات بعناية: حيث عليكَ أن تتأكدي من كمية فيتامين د التي يجب أن تعطيها لطفلك، كذلك عليكِ التقيد بالإرشادات حول كيفية قياس الجرعة المناسبة وإدارتها.
  2. ضعي السائل في فم طفلك: لإعطاء قطرات فيتامين د لطفلك، ضعي السائل على اللسان أو جوانب الفم. لا تضعي القطرات في حلق طفلك، فقد يتسبب ذلك في عدم الراحة وقد يؤدي إلى السعال أو الاختناق.

هل طفلي يحصل على ما يحتاجه من فيتامين د؟

في الحقيقة إن عمر الطفل أمر مهم جدًا عندما يتعلق الأمر بفيتامين د ومدى كفايته لجسم الطفل، حيث يمكننا تمييز الحالات التالية:

  • الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 شهرًا:

يعتبر حليب البقر العادي مصدرًا رائعًا لفيتامين د، إذ أنه يتم تدعيم معظم حليب البقر الذي يُباع في الأسواق بفيتامين د.

  • الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 شهرًا:

فالأطفال الذين ما يزالون في عامهم الأول، لا ينصح باستخدام حليب البقر لأنه قد يعرض الطفل لخطر النزيف المعوي. كما أنه يحتوي على الكثير من البروتينات والمعادن بحيث يتعذر على كليتي طفلك التعامل معها بسهولة ولا يحتوي على الكمية المناسبة من العناصر الغذائية التي يحتاجها طفلك، وهنا نكون أمام حالتين:

  • الأطفال الذين يعتمدون فقط على حليب الأم:

في الحقيقة لا يوفر حليب الأم عادةً كل الكمية الضرورية من فيتامين د الذي يحتاجه الطفل، لذلك يحتاج الأطفال الذين يرضعون من الثدي إلى مكمل 400 وحدة دولية من فيتامين د يوميًا بدءًا من فترة قصيرة بعد الولادة.

  • الأطفال الذين يتناولون حليب الأطفال فقط:

في هذه الحالة ليست هناك حاجة لمكملات فيتامين د، حيث أن تركيبات حليب الرضع معززة بفيتامين د.

علاج نقص فيتامين د لدى الأطفال

يعتمد علاج نقص فيتامين د على العمر، حيث يتم التعامل بشكل مختلف مع نقص فيتامين د عند الرضع بشكل مختلف عنه عند الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين. وهذا ما يحدده مسؤول الرعاية الصحية لطفلك، حيث يضع البروتوكول الأنسب لعلاج نقص فيتامين د المناسب لعمر طفلك. كما أن هناك عدة عوامل تلعب دورًا عند وضع خطة العلاج وهي: الحالة الصحية للطفل وهل لديه أمراض أخرى، ودرجة عوز فيتامين د في جسمه.

بناءً على ما سبق ذكره، إن العناية بصحة طفلك وتزويده بكل العناصر الغذائية والمكملات التي يحتاجها هو أمر بالغ الأهمية، لا يمكن تجاهله أو تأجيله، فالعناية بالطفل يجب أن تبدأ منذ يومه الأول، حتى يمكننا القول منذ بدء تكوينه في رحمك.

التعليقات