يعرف سلس البراز (Fecal incontinence) أو التلطيخ عند الأطفال بأنه انعدام القدرة على ضبط حركة الأمعاء والمصران؛ الأمر الذي يؤدي بدوره إلى حدوث تغوط عرضي لا إرادي لا يحدث بسبب مرض معين أو مشكلة جسدية معينة، إلا أنه يسبب أحيانا تسرب برازي غير مضبوط من المصرّة الشرجية؛ حيث يمكن أن يحدث هذا التسرب خلال مرور الغازات بكميات صغيرة أو حدوثه بكميات غير مسيطرة وكبيرة بسبب عدم التحكم بالأمعاء أبدا.
في الحالة الطبيعية يجب حدوث تنسيق وارتباط وثيق ومحكم من أجل سلامة الأنبوب الهضمي والقدرة الجيدة على حفظ البراز وذلك من خلال العمل الطبيعي والروتيني المتناسق بين كل من المستقيم والشرج والجهاز العصبي المسؤول عنهما. في هذه الحالة لا بدّ من إلقاء نظرة على العضلات المسؤولة بشكل مباشر عن ضبط البراز في المستقيم وهما العضلتان المعصرتان الشرجيتان الخارجية والداخلية.
يحتاج الطفل إلى القدرة على تخزين البراز في المستقيم والاسترخاء في حالات تكون فيها حركة الأمعاء غير جيدة. كما ينبغي أن يملك الطفل المقدرة الجسدية والعقلية من أجل التوصل إلى معرفة رغبته في الذهاب للمرحاض والتبرز.
غالبا يحدث هذا السلس لدى الأطفال بعد اجتياز الطفل لسن الرابعة من عمره ويقل شيوعه مع تقدم العمر أو عندما يتعلم فعليا استخدام المرحاض. حيث يعتبر سلس البراز لدى الأطفال في الغالب عرضا للإمساك لدى هذه الفئات العمرية أو حتى بسبب مشاكل في النمو أو النفسية.
أعراض وعلامات سلس البراز عند الاطفال
هناك مجموعة من الأعراض التي تعتبر نوعية لحالات سلس البراز عند الأطفال، لها القدرة جيدا على أن تدلنا أن ما يحدث هو سلس برازي عرضي عند الطفل، ونذكر منها الآتي:
- تسرب سائل برازي أو كمية براز صغيرة على ملابس الطفل الداخلية.
- الابتعاد عن عملية التغوط.
- طول الفترات الزمنية بين مرات الحاجة للتبرز.
- آلام بطنية متفاوتة الشدة.
- إمساك يرافقه خروج براز صلب وبصعوبة.
- بول الفراش (السلس الليلي للبول) ومشكلات سلس البول النهاري.
- التبرز بكميات كبيرة من الممكن أن تسد المرحاض.
- فقدان الشهية على الطعام.
- الانتانات المتكررة والالتهابات في المثانة؛ وخصوصا لدى الفتيات.
تتنوع هذه الأعراض وتختلف باختلاف الحالة من طفل إلى آخر، وذلك على حسب حالة الطفل النفسية والعقلية والجسمانية، وما يلحقها من تراوح بين انخفاض أو سلامة التطور الروحي الحركي لدى الطفل وبالتالي سلامة أجهزة جسمه من حدوث مثل هذه الأعراض.
ما هي أسباب سلس البراز عند الاطفال؟
تتعدد أسباب السلس البرازي عند الأطفال ولكن أهمها ما يملك ارتباطات وثيقة به، وتؤدي أسباب تلك المؤثرات على حدوث السلس دورا في ظهور أسبابه وتنوعها، نذكر من هذه الأسباب:
الإمساك
يشكل الإمساك أحد أهم وأشيع الأسباب المؤدية بدورها إلى حدوث سلس برازي عند الأطفال، حيث أن أغلب حالات السلس تكون ناجمة ومتبوعة بإمساك مزمن. يؤكد ذلك تحول براز الطفل إلى صلب وجاف وقاسي يسبب ألما أثناء خروجه. ما يجعل الطفل يرفض التغوط وبالتالي تزداد المشكلة سوءا.
نقدم الآن بعض أسباب الإمساك؛ كونه يعتبر سببا كبيرا ومؤثرا شائعا، يؤدي لحدوث السلس، ونذكر من أسباب الإمساك ما يلي:
- عدم تناول كميات وافرة من السوائل.
- التقليل من تناول الألياف.
- حبس البراز في المستقيم خوفا من الألم المرافق للتبرز أو عندما يكون الطفل خارج منزله.
- النشاط الزائد واللعب عند الطفل وعدم الراحة.
- تناول كميات كبيرة من حليب الأبقار، أو عدم تحمله.
المشكلات النفسية والعاطفية
هناك أطفال يعانون من مشكلات أو ضغوط نفسية، تنجم في بعض الأحيان عن حالة الأم المزاجية السيئة في تعليمهم استخدام المرحاض، حيث يزيد التوتر النفسي والعاطفي لدى الطفل من حدوث السلس لديه. ومن أسباب هذا التوتر نذكر الآتي:
- تعليم استخدام المرحاض قبل الوقت المطلوب أو وبطرق ووسائل مخيفة ومعذبة للطفل.
- تغيرات حياة الطفل ونمطها، سواء كانت في نظامه الصحي والغذائي، أو بدء الدراسة والتعلم، أو حتى تغيرات جدوله اليومي في اللعب والنشاطات.
- ميلاد أخ جديد، أو مشكلات الوالدين كالطلاق وغيرها، وما تحدثه من توتر عاطفي شديد.
عوامل خطر أخرى
تشمل هذه العوامل الجنس الأنثوي حيث نشهد حالات السلس البرازي لدى الأطفال الإناث أكثر من الذكور، وهناك مجموعة من عوامل الخطر التي تؤدي إلى إحداث هذه الحالات بشكل مرتفع التواتر، ومنها:
- بعض أنواع الأدوية التي تسبب الإمساك كمضادات السعال.
- الاكتئاب والقلق.
- اضطرابات التوحد وطيفه.
- اضطراب نقص التركيز والانتباه.
كيف يمكن علاج السلس البرازي عند الأطفال؟
تشمل آليات المعالجة عدة محاور رئيسة وتنطوي تحتها خطوات مثالية لها دور كبير في علاج السلس البرازي والحد منه لدى الأطفال. وتشمل تلك المحاور:
استخدام الملينات من أجل الإمساك
يصف الأطباء بعض أنواع الأدوية الملينة بهدف إخراج البراز كله وتنظيف الأمعاء والحد من تراكمه، حيث تعتبر هذه الخطوة بداية مثالية، ويتم التأكد من فعاليتها عن طريق تصوير البطن الشعاعي بالأشعة السينية، يستخدم الطفل هذا الدواء بشكل منظم؛ ويتم مرافقته بخطة سلوكية جيدة.
الخطة السلوكية
تندرج هذه الخطة غالبا في البداية وبشكل مهم على اعتماد وقت منظم لاستخدام المرحاض، لذا يجب وضع الطفل على المرحاض بعد تناوله لكل وجبة فترة تتراوح بين 5 إلى 10 دقائق، في حال شعر بالإلحاح للتغوط أو لم يشعر.
كما يجب اعتماد مكافآت صغيرة تشجع الطفل على الذهاب للمرحاض؛ وعندما يحدث تغوط عرضي نهاري في بعض الأوقات، يجب إلزام الطفل أيضا بالجلوس على المرحاض، كما يجب تحسين المكافآت وتغييرها بين الحين والآخر من أجل بقاء اهتمام الطفل بالخطة السلوكية.
الحفاظ على بقاء الخطة ناجحة
الهدف من الخطة هو تعليم الطفل التبرز بشكل منتظم، حيث تتطلب عودة جدار الأمعاء التي تمددت وقتا كافيا يصل لعدة أشهر من الحفاظ على براز لين وطري؛ وحتى يرجع الطفل إلى وضعه الطبيعي من حيث احساسه بامتلاء المستقيم.
في هذه المرحلة أيضا تستمر الحاجة إلى تناول الطفل بعض الملينات أيضا للحصول على براز لين والحؤول دون تراكمه. لذا في ما يلي هذه المرحلة يجب تقليل جرعات هذه الملينات بشكل تدريجي ثم التوقف عن إعطائه بشكل نهائي خوفا من حدوث نكسات.
التعليقات