28/08/2022 - 08:44

استعادة حاستي الشم والتذوق بعد كورونا

يعاني الكثيرون من الأشخاص من فقدان حاستي الشم والتذوق خلال مرضهم بفيروس كورونا، وقد أصبح هذا العارض المزعج واحدا من الأدلة على الإصابة بهذا الفيروس بالرغم من أنه ليس حصرا له. في الحقيقة إن فيروس

استعادة حاستي الشم والتذوق بعد كورونا

(توضيحية - unsplash)

يعاني الكثيرون من الأشخاص من فقدان حاستي الشم والتذوق خلال مرضهم بفيروس كورونا، وقد أصبح هذا العارض المزعج واحدا من الأدلة على الإصابة بهذا الفيروس بالرغم من أنه ليس حصرا له. في الحقيقة إن فيروس الإنفلونزا العادية قد يتسبب بنفس العارض إلا أن المختصين يشيرون إلى الوقت المحدود لهذا العارض في حالات الإنفلونزا والفيروسات التاجية الأخرى وبدوام هذا العارض لفترة أطول من الزمن مع فيروس كورونا.

عادة ما تعود هاتان الحاستان للمرضى خلال أو بعد التعافي من المرض بشكل تدريجي إلا أن قلة قليلة من الناس يعانون من فقدان حاستي الشم والتذوق لفترات طويلة نسبيا قد تصل لأكثر من عام، كما جرى تسجيل حالات لمرضى فقدوا هذه الحواس كليا بعد مرور أكثر من عامين على الإصابة بالفيروس.

عوامل خطورة لفقدان حاستي الشم والتذوق

أظهرت الدراسات في أميركا الشمالية وآسيا وأوروبا أن النساء معرضات أكثر لعدم استعادة حاستي الشم والتذوق بعد الإصابة بفيروس كورونا المستجد والتعافي كما ظهرت قدرة أقل لدى الذين عانوا من مشاكل تنفسية وانسداد المجاري الهوائية بشكل كبير ممن لم يعانوا من هذه المشاكل بشكل شديد على استعادة هاتين الحاستين.

يقول الأطباء وعلماء الأمراض الفيروسية إن 74% من المرضى يستعيدون حاسة الشم خلال 30 يوما من التعافي من المرض، بينما بحلول 90 يوما بعد التعافي يكون 90% من المرضى قد استعادوا حاسة الشم وتكون حاسة التذوق قد عادت بنفس الوقت تقريبا. كما أن 96% من المرضى يستعيدون حواسهم هذه تماما خلال 6 أشهر، أما ما تبقى من هذه النسبة المئوية فيمكن أن يعانوا بشكل مطوّل لاستعادة حاستي الشم والتذوق ويمكن أن يفقدوا هذه القدرات بشكل تام.

تدريب الأنف والدماغ على الشم مجددا

يمكن القول إن الدماغ بحاجة إلى إعادة تأهيل جراء الضرر الذي تعرض له من الإصابة بفيروس كورونا المستجد. حيث عندما يصاب الشخص بفيروس كورونا المستجد تتعرض بعض الخلايا في الأنف إلى التلف ما يؤدي إلى انعدام أو تحور في حاسة الشم وينطبق الأمر كذلك على حاسة التذوق. ويفيد العلماء بأن الوراثة قد تؤثر بمدى تفاقم الحالة وصعوبتها والقدرة على الشفاء منها.

الزيوت الطبيعية

الزيوت الطبيعية

يعتمد بعض أطباء اختصاص الأنف والأذن والحنجرة على تدريب الخلايا الحسية في الأنف والجزء المسؤول في الدماغ عن الشم على الروائح مجددا. يفضل في هذه الحالة اللجوء إلى الروائح التي يضمن الطبيب أنها غير مخرشة أو مؤذية للشخص وخصوصا أنه غير قادر على الإحساس بمدى حدتها في البداية.

لذلك وقع الاختيار على الزيوت الطبيعية التي تعتبر متوفرة بكثرة ومتنوعة ولطيفة على الأنف لأنها طبيعية. يعمد الأطباء في حال التداوي بالزيوت الطبيعية من فقدان الشم المطول إلى تقديم قطع قطنية مشربة بكمية خفيفة من زيت جوز الهند أو زيت شجرة الشاي أو زيت اللافندر ذو الرائحة النفاذة بهدف تحفيز الخلايا التي تعرضت للتلف على العمل.

حلوى النعناع

إن حاسة الشم ترتبط ارتباطا وثيقا جدا بالذاكرة ولهذا السبب تحملنا بعض الروائح إلى الماضي في ذكريات تترافق معها. عادة ما يحتفظ الدماغ بذكرياته الجميلة ويتمسك بها أكثر من الذكريات الحزينة والمؤلمة. لذلك يحاول المختصون اللعب على وتر الطفولة وذكرياتها فيلجأون إلى حلوى النعناع.

من منا لم يتناول أحد أنواع حلوى النعناع عندما كان صغيرا؟ إن النعناع واحد من أكثر الأطعمة المستخدمة في كافة أنواع الأطباق وخصوصا الحلوى ولذلك قد يكون من المفيد استرجاع ذكريات الطفولة وخصوصا الشمية منها وتناول هذه الحلوى وشمها بانتظام كما يفضل الاعتماد على الحلوى الخالية من السكر لتلافي ضرره.

القهوة والكاكاو

القهوة أيضا واحدة من أكثر الروائح تميزا وانتشارا لذلك قد يكون من المفيد تذكر طعمها وصنعها في المنزل لكي تتغلغل رائحتها المألوفة بين خلايا الأنف. وبنفس الوقت يمكن اللجوء إلى صنع كيك الكاكاو ذو الطعم والرائحة المميزة.

الليمون والثمار الحمضية

الليمون والثمار الحمضية

في الحقيقة يمكن للمرضى الذين يعانون من فقدان الشم والتذوق تناول الليمون الحامض ذو القشرة المرة وكأنهم يأكلون تفاحة لأنهم لا يشعرون بحموضته أو مرارة قشرته. لكن السر يكمن بالمواظبة على الشم والطعم أي لا يكفي تناول ليمونة واحدة واليأس بعدها.

بالإضافة إلى ذلك فالليمون الحامض من الثمار المتوفرة بكثرة والتي يعرفها الجميع كبارا وصغارا وهي ذات طعم ورائحة مميزين ما يساعد الدماغ على تذكر طعم ورائحة الليمون وغيره من الثمار الحمضية المشابهة له.

يفضل الاعتماد على الطبقة الصفراء من قشر الليمون لتحفيز الدماغ لهذه الغاية لأنه الجزء الذي يحتوي على الطعم المركز لهذه الفاكهة كما أنه يحتوي على زيوت طيارة مركزة ولذلك يمكن أن يكون له فائدة مضاعفة.

ما هو الأصعب من فقدان حاستي الشم والتذوق؟

في الحقيقة يعاني قلة قليلة من الأشخاص من حالة تعتبر أصعب من مجرد فقدان حاستي الشم والتذوق بالرغم من صعوبة هذه الحالة بحد ذاتها. إذ يفيد البعض بأن الطعم والرائحة موجودان إلا أن كل الطعام يصبح مقززا وذا طعم ورائحة بشعة. يشبّه هؤلاء الأشخاص كل ما يتناولونه بأنه كالطعام العفن وأن به مرارة منفرة.

وتدعى هذه الحالة علميا باسم باروسميا "Parosmia" وهي في الحقيقة مزعجة جدا وقد تؤدي إلى أمراض نفسية واضطرابات هضمية ونحافة غير مرغوبة. يضطر المرضى إلى تناول الطعام بالرغم من فقدان الشهية بسبب سوء طعم ورائحة ما يأكلونه وقد تتفاوت شدة القباحة في الطعم والرائحة من طعام إلى آخر وفي بعض الأحيان تكون حالة الباروسميا دائمة فلا يتعافى منها الشخص من تلقاء نفسه إلا أن العلاجات المذكورة في هذه المقالة يمكن أن تكون مفيدة له.

على سبيل المثال تفيد مريضة توثق حالتها هذه على منصات التواصل الاجتماعي بأنها تعتمد بشكل عام على تناول ألواح البروتين وهي مأكولات مغلفة يتناولها الملاكمون والمصارعون لزيادة وزنهم والحفاظ على كتلتهم العضلية وعادة ما تكون غنية بالفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة للجسم وعلى اللبن الزبادي لأن تجربة آلاف الأطباق أثبتت أن طعم ورائحة هذين النوعين هما الأخف وطأة في حالتها الجديدة.

التعليقات