كل ما تحتاج لمعرفته عن حمام الساونا

تعرّف الساونا أنها بناء أو غرفة صغيرة مصممة لجلسات الحرارة المرتفعة الجافة أو الرطبة، كما قد يشير نفس المصطلح إلى منشأة ما تختص أو تحتوي على غرف الساونا وتهدف إلى رفع حرارة الجسم وجعله يتعرق. عادة ما تتضمن غرفة الساونا مقياس حرارة لمراقبة درجة الحرارة فيها ومنعها من تجاوز حد معين ومقياس رطوبة للتحكم بكمية البخار أو الرطوبة داخل الحجرة.

فوائد حمامات الساونا للجسم

فوائد الساونا للقلب وجهاز الدوران

بالنسبة للأشخاص الذين لا يعانون من الأمراض القلبية ويتمتعون بقلب وجهاز دوران صحي فقد أثبتت الدراسات أن حمام الساونا المنتظم أي عدة مرات في الأسبوع له القدرة على تخفيض خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية ويحفز القلب وينشطه ما يحافظ على صحته وصحة الأوعية الدموية أو ما يعرف بجهاز الدوران.

عندما يعمل القلب أكثر لضخ الدم في الشرايين تتمدد جدران الأوعية الدموية بهدف إيصال الدم المحمل بالأ,كسجين والسوائل إلى أنسجة الجلد والجسم كله ويتجدد نشاطها ما قد يؤدي إلى أداء أفضل لها ويخفض ضغط الدم خارج غرفة الساونا.

الساونا للرئتين والجهاز التنفسي

وجدت العديد من الدراسات أن حمامات الساونا المنتظمة ذات فائدة كبيرة على الرئتين. فإذا كنت تتمتع برئتين صحيتين قد يكون إمضاء بعض الوقت عدة مرات في الأسبوع مفيدا جدا لتقليل خطر الإصابة بالأمراض الرئوية والتنفسية إلا أن الفوائد الحقيقية للساونا على المدى البعيد تتجاوز مجرد مكافحة الأمراض.

وجدت الدراسات الطبية أن حمامات الساونا قد تكون مفيدة في تخفيف أعراض الربو والحساسية وأمراض الرئة المزمنة كما أنها قد تساعد على تخفيف أعراض البرد والإنفلونزا. بالإضافة إلى ذلك فإن حمام الساونا قد يكون له القدرة على فتح المجاري التنفسية المغلقة ما قد يساعد بتحسين التنفس خصوصا في حالات الحمى والتحسس من الوسط المحيط.

فوائد الساونا على الصحة العقلية

إن الدماغ رغم أهميته وتميزه ليس إلا عضوا من أعضاء الجسم أي أن فوائد الساونا العامة تشمله. إن زيادة التروية الناتجة عن الجلوس في غرفة الساونا حيث يتم إيصال كمية أكبر من الدم المحمل بالأوكسجين والعناصر المهمة الأخرى إلى الدماغ تؤثر على الخلايا والمستقبلات العصبية وإفراز الهرمونات ما يعزز وظائفه واستجابته للتوتر.

وتابعت دراسة فنلندية أجريت على مدار 20 عام حالة مجموعة من الرجال الذين يستخدمون الساونا من 4 إلى 7 مرات أسبوعيا ووجدوا أن الأشخاص المعتادين على الساونا لديهم فرصة أقل بالإصابة بالعته أو الزهايمر.

الجهاز المناعي والساونا

يمكن أن يؤدي قضاء بعض الوقت في الساونا بشكل منتظم إلى تعزيز الجهاز المناعي وردات فعله للأمراض ما يمكن الجسم من التغلب عليها. واحدة من الأساليب الدفاعية التي يستخدمها الجسم لمحاربة الأمراض الجرثومية والفيروسية والفطرية هي عبر رفع درجة الحرارة في الجسم لأنها غير مناسبة لتكاثر مسببات المرض، بالإضافة إلى ذلك فإن الحرارة المرتفعة تحفز إنتاج الخلايا البيضاء التي تعتبر خط الدفاع الأول عن الجسم.

علاوة عما سبق فإن تعرق الجسم خلال الوجود في حمام الساونا دليل على صحة الجهاز المناعي لأن العرق ليس مجرد رطوبة زائدة في الجسم أو كمية من السوائل التي يجب التخلص منها وإنما يدل على قتل الجراثيم أيضا.

الساونا مفيدة لصحة الجلد

يمكن أن يساعد حمام الساونا على تعزيز صحة الجلد وإضفاء رونق وحيوية عليه. تؤدي زيادة التروية إلى الجلد إلى فتح المسامات بهدف إخراج العرق والمواد الملوثة في الجلد ما قد يخفف التصبغات والحساسية والأعراض الجلدية المتنوعة. لذلك تعتبر حمامات الساونا التي يتبعها حمام فاتر ممتازة لغسل هذه الإفرازات وإغلاق المسامات فتعطي مظهرا وملمسا ناعما وصافيا وأكثر صحة للجلد.

التخلص من آلام المفاصل والعضلات عبر الساونا

تؤدي التروية الدموية المضاعفة إلى تغذية مختلف الأعضاء بالعناصر التي يحملها الدم إلى الجسم. وأثناء مرور كمية دم أكثر من المعتاد في المفاصل والعضلات يحدث إصلاحا للتلف وتقليل للالتهابات المتنوعة واسترخاء للعضلات.

يشير الأشخاص الذين يرتادون حمامات الساونا بشكل منتظم إلى التحسن الملحوظ الذي يشهدونه فيما يسمى (آلام العضلات المتأخرة) بعد التمارين الرياضية وفي حالة الآلام اليومية العادية. كما وجدت بعض الدراسات الطبية فائدة واضحة من تخفيض مستوى الألم الناتج عن بعض الحالات المستعصية مثل "الفيبروميالجيا" والروماتيزم والإصابات الناتجة عن التمارين الرياضية.

التخلص من سموم الجسم في غرفة الساونا

إن واحدة من أهم فوائد حمام الساونا هي تحسين الصحة العامة عبر التخلص من السموم الموجودة في الجسم. يشمل ذلك السموم الموجودة في الوسط المحيط للإنسان مثل الزئبق والنحاس والنيكل التي تتراكم في الجسم وتؤدي إلى آثار جانبية خطيرة على المدى البعيد. يطرح الجسم هذه السموم من الجسم عبر التعرق ما يترك الجسم صحيا أكثر ووظائفه أفضل ويصبح الشخص بحالة صحية أفضل بشكل عام.

نوم ليلي أفضل

إن إمضاء بعض الوقت في غرفة الساونا عدة مرات خلال الأسبوع يرتبط بشكل مباشر بأنماط نوم صحية أكثر. في الحقيقة فإن الساونا تحفز الجسم على الاسترخاء سواء كان ذلك جسديا أو نفسيا وهو أمر مهم جدا للحصول على نوم ليلي ممتاز.

كجزء من الإيقاع اليومي المختص بتنظيم النوم تنخفض حرارة الجسم ومعدلات هرمون الإندورفين تمهيدا للنوم. بشكل مشابه فإن عملية انخفاض الحرارة التدريجية بعد الخروج من حمام الساونا تشابه هذه العملية الطبيعية ما يساعد الجسم والدماغ على الانغماس بنوم ذا نوعية ووقت أفضل.

تخفيف التوتر والقلق وتعزيز الصحة النفسية

إن حمامات الساونا ممتازة لتخفيف التوتر والقلق حيث يستجيب الجسم بشكل إيجابي للوقت الذي تمضيه في غرفة الساونا فيستغله في إصلاح الضرر الذي تعرض إليه خلال اليوم ويستعيد توازنه الهرموني والعصبي لتحسين المزاج والمساعدة على التعامل مع القلق والتوتر الناتج عن مشاكل الحياة اليومية والصراعات الشخصية.

يعمل الجسم خلال الوقت الذي تقضيه في حمام الساونا على إعادة بناء الأغشية التي تحيط بالخلايا العصبية للوصول إلى وظائف دماغية وعصبية ممتازة. بالإضافة إلى ذلك يتم إفراز هرمون التوتر "الكورتيزول" بمستويات أقل بينما يرتفع مستوى السيروتونين و الإيبينفرين المفيدان وينقلهما الدم إلى مختلف أنحاء الجسم وخصوصا الدماغ.