في أي مرحلة من النوم يحرق الجسم السعرات الحرارية؟
ينصب تركيز الكثيرين على كمية السعرات التي يحرقونها خلال النهار إلا أن قلة قليلة منهم يدركون أن بالإمكان حرق السعرات الحرارية بطريقة بسيطة جدا تتمثل بالنوم الجيد خلال الليل. حيث يفيد أحد الأطباء المختصين بأن هناك كما هائلا من الأدلة العلمية التي تثبت أن عدم الحصول على قسط كافي من النوم سواءً من حيث النوعية والكمية تسبب زيادة في الوزن.
يمكن لأجسامنا أن تحرق السعرات الحرارية حتى أثناء النوم وخصوصا خلال مرحلة حركة العينين السريعة وفق ما يفيد الأطباء المختصين. خلال هذه المرحلة من النوم يرتفع معدل استقلاب السكريات (الغلوكوز) في الجسم ما يساهم في حرق السعرات الحرارية. في الحقيقة كلما زادت ساعات نومك كلما حرق جسمك سعرات أكثر، ومع ذلك فإن النوم الزائد أيضا يبطئ من معدل الاستقلاب.
إن جسم الإنسان يحرق أكبر كمية من الحريرات خلال مرحلة حركة العينين السريعة لأنها المرحلة التي يتم فيها حرق الغلوكوز بشكل كبير إذ أنها الفترة التي يكون فيها الدماغ نشطا جدا.
كيف نحرق السعرات الحرارية أثناء النوم؟
يفيد الطبيب المختص بدراسات النوم، د. مايكل بروس، في كتابه "حمية طبيب النوم: اخسر الوزن عبر نوم أفضل" أن استقلاب الغلوكوز يبدأ بالارتفاع خلال الجزء الثاني من الليل عندما يدخل الشخص مرحلة حركة العينين السريعة (Rapid Eyes Movement) أو ما يتم اختصاره في الأوساط الطبية بـ(REM). وكنتيجة لذلك كلما كان نومك أفضل كلما حرقت سعراتٍ أكثر.
بالتوازي مع نوعية النوم، كلما كان نومك أطول كلما كان تأثيره أفضل أيضا لأن مدة النوم الأطول تعني أن مرحلة الـ(REM) أطول وبذلك يتم حرق سعرات حرارية أكثر.
في الحقيقة فإن عدم نيل قسط كاف من النوم قد يؤثر على كمية السعرات الحرارية التي تستهلكها في اليوم التالي. إن الحرمان من النوم عادة ما يجعل الشخص يجوع أكثر ويجعل جسمه يطلب المأكولات الغنية بالدهون، ومع أن الأمر قد لا يبدو ذا تأثير كبير إلا أن مدة نوم أقل تعني مدة أطول من الوقت الذي يمكن للشخص أن يتناول الطعام فيها.
وفي المقابل لا تتوقع أنك ستحرق طنا من الحريرات عند النوم طوال اليوم لأن المبالغة في النوم لها تأثير عكسي تماما. يفيد د. بروس بأن أولئك الذين يفرطون بالنوم عادة ما يكون لديهم استقلاب بطيء لأنهم يبقون في السرير عوضا عن صرف الطاقة في الأعمال اليومية الاعتيادية والرياضة والعمل.
كم سعرة حرارية يتم حرقها أثناء النوم؟
بما أن الناس لهم أوزان مختلفة ويحتاجون لفترات متراوحة من النوم فمن الصعب إعطاء إجابة محددة حول عدد السعرات الحرارية التي يحرقها الشخص أثناء النوم أو حتى إجابة وسطية لهذا الرقم.
يمكنك حساب عدد السعرات التي قد تحرقها شخصيا أثناء النوم عبر ضرب (0.42) وهو عدد السعرات الحرارية المتوسط الذي يحرقه الإنسان لكل رطل (باوند) من وزنه خلال ساعة النوم الواحدة بوزنك الحالي (أيضا بالرطل وليس الكيلوغرام) وبعدد ساعات النوم.
على سبيل المثال سنفترض أن الشخص يزن 150 باوند وينام لمدة 8 ساعات في اليوم، يقدر عدد الحريرات التي يصرفها هذا الشخص خلال الساعة بـ63 سعرة أي أن مجموع ما يصرفه خلال ليلة واحدة من النوم هو 504 سعرات حرارية.
ومع ذلك فهناك علة واضحة وكبيرة في طريقة الحساب السابقة وهي أن معظم حرق السعرات يتركز خلال مرحلة (REM) من النوم وأن هذه العملية ككل يمكن أن تتأثر بعادات الشخص الحياتية مثل تناول الطعام متأخرا الذي يمنع خسارة السعرات الحرارية خلال الليل بطبيعة الحال.
كيف تحرق سعرات حرارية أكثر خلال الليل؟
تناول وجبات عشاء مبكرة وصغيرة
عندما تتناول وجبات ضخمة قبل وقت النوم لا تتاح الفرصة لجسدك بالاستقلاب حيث أن الدماغ يفرز هرمون النمو خلال المراحل العميقة من النوم، وعندما نتناول الطعام في وقت متأخر من الليل يعمد هرمون النمو هذا إلى جعل الجسم يخزن الطعام على شكل دهون بدل طاقة أو وقود لوظائفه الحيوية. ولذلك يفضل الامتناع عن تناول الطعام بكميات كبيرة في وقت متأخر من الليل.
في أميركا على سبيل المثال يصف د. بروس ما يفعله الأميركيون بأنه عكس ما يجب فعله تماما من حيث كميات الطعام الذي يتناولونه في كل من الوجبات. حسب د. بروس فإن الأميركيين يميلون لتناول فطور صغير بينما يركزون على وجبة عشاء ضخمة ودسمة وهذا أمر خاطئ.
توقف عن تناول الكحول قبل 3 ساعات من النوم
يوصي د. بروس بالامتناع تماما عن تناول الكحول قبل 3 ساعات من الخلود إلى النوم. ويضيف أن الشخص بحاجة للتوقف عن تناول الكحول باكرا لإعطاء الجسم فرصة ووقتا كافيا لاستقلاب الكحول التي جرى تناولها للتو وإلا فمن الممكن أن لا يصل الجسم إطلاقا إلى مراحل النوم العميقة هذه ما يشكل مشكلة حقيقية للجسم. وخصوصا أن هذه المراحل وتحديدا (REM) هي المرحلة التي يمكن فيها حرق السعرات الحرارية بشكل فعال.
المواظبة على التمارين الرياضية
إن المواظبة على التمارين الرياضية فكرة ممتازة لأي شخص يحاول خسارة السعرات الحرارية خلال النهار أو الليل. ومع ذلك يوصي د. بروس بعدم ممارسة الرياضة بأربع ساعات على الأقل من موعد النوم لأن البعض ينشطون عند ممارسة الرياضة وهذا ما لا نريده قبل النوم. عند ممارسة التمارين الرياضية فإنك تضاعف حرارة جسدك الداخلية ما يجعل النوم أصعب وقد يسبب الأرق.
النوم بدون ملابس
تتوالى النتائج والنظريات الطبية والنفسية حول فوائد النوم العاري في الأوساط الطبية. وهنا يؤكد د. بروس أن الأبحاث قد أثبتت أن النوم بدون ملابس يبقي حرارة الجسم منخفضة ما قد يساعد على زيادة الدهون البنية وهي الدهون الجيدة في الجسم والتي نقوم بإحراقها عند صرف الطاقة.
إذا كان وضعك المنزلي لا يسمح بالنوم عاريا أو إذا لم تتقبل هذه الفكرة فبإمكانك النوم في غرفة باردة نسبيا أو اقتناء سرير يمكن التحكم بحرارته.
التعليقات