27/01/2023 - 13:22

دراسات أميركيّة: أغذية الأطفال ملوثة بالرصاص والمعادن الثقيلة

وقالت الصحيفة إنّ هذه السياسة تأتي بعد سنوات من الأبحاث والدراسات، التي أثبتت تلوّث أغذية الأطفال، ومنها العلامات التجارية الأساسيّة، مثل "إيرث بيست"

دراسات أميركيّة: أغذية الأطفال ملوثة بالرصاص والمعادن الثقيلة

(Getty)

بعد سنوات من دراسات مختلفة أجراها خبراء الصحّة العامّة في الولايات المتّحدة الأميركيّة، كشفت عن مستويات عالية من الزرنيخ في حبوب الأرز وغيرها من العناصر، تسعى إدارة الغذاء والدواء الأميركيّة لإبعاد عناصر مثل الرصاص عن أغذية الأطفال، والذي يتواجد في أطعمة مثل البطاطا الحلوة المهروسة، أو صلصة التفاح، أو الحبوب الجافّة، وذلك ضمن جهودها للتخلّص من المعادن الثقيلة من الأطعمة الموجّهة للأطفال، وذلك حسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست".

وقالت الصحيفة إنّ هذه السياسة تأتي بعد سنوات من الأبحاث والدراسات، التي أثبتت تلوّث أغذية الأطفال، ومنها العلامات التجارية الأساسيّة، مثل "إيرث بيست"، حيث تدخل معادن مثل الكادميوم والزئبق في المحاصيل عند زرع النباتات في الأرض، والتي تسحب بدورها العناصر الملوّثة من الأرض. ولا تقتصر هذه المشكلة على أغذية الأطفال فحسب، وإنّما تمتدّ إلى عدد واسع من أنواع الأطعمة، حيث يمكن للملوّثات الانتقال عبر المياه الجوفيّة، أو مجاري الريّ، والتي تتسبّب بتلوّث المحاصيل والتربة على حدّ سواء.

وقالت مديرة مركز الزراعة والأنظمة الغذائيّة في كليّة فيرمونت، لوري بيرانيفاند "بعض المعادن تتواجد بشكل طبيعي في التربة"، إلّا أنّ خبراء آخرين يرون دورًا أكبر للملوّثات الصناعيّة، والتي تأتي في بعض الأحيان عن طريق الأسمدة والمبيدات الحشريّة وغيرها، خاصّة وأنّ بعض النباتات الخضراء الورقيّة، تستطيع سحب المعادن وتخزينها في أوراقها وثمارها وحتّى جذورها، ويمكن أن تجد المعادن الثقيلة طريقها إلى أغذية الأطفال، من خلال إضافات الفيتامينات المدعّمة إليها، على حسب تصريح للرئيس التنفيذي لشركة "يومي"، إيفلين روسلي.

وتعتبر المعادن الثقيلة ضارّة بشكل خاصّ للأطفال، حيث يمكن أن تؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية والمناعة وصحّة الدماغ مدى الحياة. ووفقًا للأكاديميّة الأميركيّة لطبّ الأطفال، في دراسة نشرت نتائجها، أنّه تم العثور على كميّات صغيرة من الرصاص في أغذية الأطفال، ويمكن أن تؤثر هذه الكميات على السلوك ومعدل الذكاء والتحصيل الأكاديمي بالنسبة للأطفال.

وفي سياق متّصل، فقد حذّر المعهد الألماني لتقييم المخاطر عام 2015، من كميّات كبيرة من الزرنيخ يحتويها الأرز والمواد الغذائيّة المصنوعة منه، ومن المعروف أنّ الزرنيخ هو واحد من أشدّ الموادّ سميّة، وتناول جرعة صغيرة جدا منه تكفي لقتل إنسان.

وحدّدت الدراسات على أنّ الأرز المستخدم في حبوب الأطفال والوجبات الخفيفة، يحتوي على أعلى مستويات من الزرنيخ المرتبطة بالسرطان، ويعتقد خبراء، أنّ سبب هذه المشكلة تأتي بسبب زراعة الأرز في الحقول التي تغمرها المياه على مر السنين.

ووفقًا لمنظمة "هيلثي بيبيز برايت فيوتشرز"، فإنّ حبوب الأرز، غالبًا ما تكون هي أولى الأطعمة التي يتم مزجها بالحليب كغذاء للطفل، وحددت الدراسة، الأطعمة الأخرى التي تحتوي على مستويات أقل من المعادن الثقيلة، والتي تشمل البازلاء والفاصوليا الخضراء والقرع والموز.

وبدأت أبحاث على مئات الأنواع من النباتات التي يأكلها الناس، لتحديد نسبة التلوّث فيها، وذلك حسب تقرير نشرته "هيلثي بيبيز برايت فيوتشرز". وقالت السيدة روسلي، من شركة "يومي"، إنّ شركتها راجعت بيانات محتوى التربة من وكالة حماية البيئة، من أجل البدء بشراء منتجات أطعمة الأطفال من مناطق ذات مستويات أقل تلوثًا".

التعليقات