13/02/2023 - 10:18

ما العلاقة بين الموسيقى والاضطرابات النفسية؟

في هذه الدراسة الحديثة، فحص الباحثون العلاقة الجينيّة بين ممارسة الموسيقى والصحّة النفسيّة، بناء على الحمض النوويّ لنحو 5600 شخصًا.

ما العلاقة بين الموسيقى والاضطرابات النفسية؟

(Getty)

كشفت دراسة حديثة أجراها فريق بحث دوليّ بمشاركة معهد "ماكس بلانك" في مدينة فرانكفورت الألمانيّة، أنّ الأشخاص النشطين موسيقيًّا، لديهم مخاطر وراثيّة أعلى للإصابة بالاكتئاب والاضطرابات ثنائيّة القطب.

وفي عام 2019، توصّل علماء إلى وجود علاقة بين النشاط الموسيقى والمشكلات النفسيّة، وفي هذه الدراسة، قدّم أكثر من 10 آلاف سويدي معلومات حول سلامتهم النفسيّة، جنبًا إلى جنب مع أنشطتهم الموسيقيّة، حسب تقرير نشرته مجلّة "ساينتفك ريبورتس".

وكان المشاركون في الدراسة هم من التوائم، حيث تمكّن العلماء من أخذ التأثيرات العائليّة مثل الجينات والتنشئة في الاعتبار. حيث وجد فريق الدراسة حينها، أنّه من غير المحتمل أن تكون الأنشطة الموسيقيّة ومشكلات الصحّة النفسيّة، نتاجًا لبعضها البعض.

وقالت القائمة على الدراسة، الباحثة لورا ويسيلديك "هذا يعني أنّ الأفراد لا يمارسون الموسيقى كردّ فعل على مشكلاتهم النفسيّة أو العكس، بل يمكن إرجاع هذا الارتباط على الأحرى إمّا لعوامل وراثيّة مشتركة، أو تأثيرات المحيط الأسري". وبعد ذلك، قام العلماء بتوسيع نطاق الأبحاث، لتشمل طرقًا من علم الوراثة الجزيئيّ، حيث وجدوا أنّ هناك بعض التداخل بين المتغيّرات الجينيّة التي لها تأثير على الصحّة النفسيّة، وتلك التي تؤثّر على الاهتمام بالممارسة الموسيقيّة.

وفي هذه الدراسة الحديثة، فحص الباحثون العلاقة الجينيّة بين ممارسة الموسيقى والصحّة النفسيّة، بناء على الحمض النوويّ لنحو 5600 شخصًا.

وأثبتت الدراسة، أنّ الرجال والنساء الذين لديهم مخاطر وراثيّة أعلى للإصابة بالاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب، كانوا في المتوسّط أكثر انخراطًا في النشاط الموسيقى وممارسة له.

وحسب الدراسة، فإنّهم كانوا يحقّقون فيها أداءً ذا مستوى فنيّ أعلى، بصرف النظر عمّا إذا كانوا يعانون بالفعل من مشكلات تتعلّق بالصحّة النفسيّة.

وكان المشاركون الذين لديهم استعدادات وراثيّة أعلى للموسيقى، أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، عمّا إذا كانوا يمارسون الموسيقى أم لا.

وقالت كبيرة الباحثين في هذه الدراسة، مريام موسينغ "العلاقة بين ممارسة الموسيقى والصحة النفسيّة معقّدة للغاية".

وأكّدت موسينغ على أنّ هذه النتائج، لا تستبعد التأثيرات الإيجابيّة للموسيقى على الصحّة النفسيّة، مضيفة أنّه من المؤكّد أنّ ممارسة الموسيقى، لها تأثير إيجابيّ، وفي بعض الأحيان علاجيّ للصحة النفسيّة.

التعليقات