16/02/2023 - 10:26

دراسة: هل من الممكن أن تؤثر بعض العقاقير على القرارات الأخلاقيّة؟

طوّرت عالمة الأعصاب مولي كروكيت، من جامعة أكسفورد، اختبارًا له عواقب حقيقيّة، حيث طلب من المشاركين اتّخاذ سلسلة من القرارات حول عدد الصدمات الكهربائيّة المعتدلة المؤلمة التي يجب توصيلها لأنفسهم أو للآخرين

دراسة: هل من الممكن أن تؤثر بعض العقاقير على القرارات الأخلاقيّة؟

(Getty)

نشرت مجلّة "ساينس" العلميّة، تقريرًا حول نتائج دراسة جديدة، تقول فيه إنّ عقاقير شائعة من مضادات الاكتئاب وعلاج مرضى بارنكسون، من الممكن أن تؤثر على القرارات الأخلاقيّة، حيث من الممكن أن تساعد هذه الدراسة، في كشف آليّات محدّدة وراء العدوانيّة، بالإضافة إلى مساعدة الباحثين في تصميم علاجات للسلوك المعادي للمجتمع.

وكانت أبحاث سابقة قد ربطت بين الناقلات العصبيّة والرغبة في إلحاق الضرر. وقال التقرير، إنّ السيروتونين يساعد في إبقائنا "متحضّرين"، لكن من الصعب قياس كيفيّة مساهمة هذه الناقلات العصبيّة في اتّخاذ القرارات الأخلاقيّة.

وتعتمد العديد من الدراسات على الأسئلة النظريّة، مثل ما يسمّى بمعضلة العربة، والتي تسأل الشخص عمّا إذا كان سيعيد توجيه قطار قادم لقتل شخص ما، إذا كان هذا الفعل سينقذ حياة العديد من الأشخاص، ومع ذلك، فإنّ إجابة الأشخاص، لا تعكس دائمًا كيف سيتصرّفون في الحياة الواقعيّة.

وطوّرت عالمة الأعصاب مولي كروكيت، من جامعة أكسفورد، اختبارًا له عواقب حقيقيّة، حيث طلب من المشاركين اتّخاذ سلسلة من القرارات حول عدد الصدمات الكهربائيّة المعتدلة المؤلمة التي يجب توصيلها لأنفسهم أو للآخرين، وأعطت نصف الأسئلة للمتطوعين، كفرصة لكسب المال عن طريق إيذاء النفس. (على سبيل المثال، هل تفضّل تحمّل سبع صدمات لكسب 10 دولارات، أو 10 صدمات لكسب 15 دولارًا؟)

وتمكّن الباحثون من حساب "سعر الصرف بين المال والألم" - مقدار النقود الإضافيّة التي يجب دفعها للفرد لقبول صدمة إضافيّة واحدة.

وفي بحث سابق، علم فريق كروكيت، أنّ سعر الصرف يختلف باختلاف من يتعرّض للأذى. في المتوسّط، يكون الناس أكثر تردّدًا في الاستفادة من آلام شخص آخر أكثر من رغبتهم في الاستفادة من آلامهم، وهي ظاهرة يسمّيها الباحثون "فرط التراوية".

وفي الدراسة الجديدة، اختبر العلماء ما إذا كانت الأدوية يمكن أن تحوّل الألم إلى نقود. وقبل ساعات قليلة من الاختبار، أعطي المشاركون إمّا حبّة دواء وهمي، أو أحد عقارين؛ عقار سيتالوبرام المضادّ للاكتئاب الذي يعزّز السيروتونين، أو علاج مرض باكنسون ليفودبا، ممّا يزيد من مستويات الدوبامين.

في المتوسّط، كان الأشخاص الذين يتلقّون العلاج الوهميّ، على استعداد للتنازل عن 55 سنتًا لكل صدمة لتجنّب إيذاء أنفسهم، و69 سنتًا لتجنّب إيذاء الآخرين.

وتقول كروكيت، إنّ هذه التأثيرات، يمكن أن تشير إلى عدّة آليّات أساسيّة، على سبيل المثال، قد يجعل الدوبامين الزائد نظام المكافأة في الدماغ أكثر استجابة لاحتمال تجنّب الأذى الشخصيّ، أو يمكن أن يخفّف من إحساسنا بعدم اليقين بشأن ما يمرّ به شخص آخر، ممّا يجعلنا أقلّ ترددًا في التخلّص من الألم.

في غضون ذلك، بدا أنّ السيروتونين له تأثير عام على النفور من الأذى، وليس مجرّد قلق متزايد تجاه شخص آخر.

ولم تقس الدراسة مستويات الدوبامين أو السيروتونين في الدماغ لتأكيد ارتفاعها أثناء إجراء الأشخاص للاختبار، كما يشير جاي جينجريتش، عالم الأعصاب التنمويّ في المركز الطبيّ في جامعة كولومبيا.

التعليقات