إن الأنسولين (Insulin) يعرف بأنه هرمون يتم إنتاجه من غدة البنكرياس في جسم الانسان، وله وجود حيوي في العديد من عمليات الأيض (Metabolism) والتي من أشيعها نذكر عملية الأيض المتعلقة بالتحكم في مستوى سكر الدم.
جرى اكتشاف دواء الأنسولين منذ أعوام عديدة من عشرينيات القرن السابق، وهو دواء يعطى بطريق الحقن إما كبديل أو كإضافة لأنسولين الجسم الطبيعي وذلك في ما يتعلق بعلاج داء السكري.
يعتبر الأنسولين العلاج الوحيد الناجح عند مرضى سكري الشباب، أو داء السكري المعتمد للأنسولين، كما أنه قد يعطى لمرضى داء السكري لدى البالغين، وبالتالي يجب أن يعطى بتوازن ومراقبة كثيفة مع الحفاظ على التغذية الملائمة.
المقاومة على الأنسولين
الخلط بين نقص الأنسولين ومقاومة الأنسولين
إن أغلب الباحثين كانوا قد بدأوا يتعاملون مع حالة نقص مادة الأنسولين التي يتم إفرازها في جسم الإنسان من قبل غدة البنكرياس على أنها هي السبب الرئيس للإصابة بداء السكري، وفي سنة 1949 تم الشك للمرة الأولى حول فائدة مادة الأنسولين على بعض المرضى.
وكان كذلك الباحث، كان هيمسورث، هو أول من استخدم مصطلح غير حساس على الأنسولين أو حساس على الأنسولين، وبذلك كان معتمدا على استجابة مستوى السكر في الدم لدى حقن مادة الأنسولين فورا، فإن حدوث نقص في الأنسولين ضمن الجسم يشابه تماما حالة انعدام التجاوب على الأنسولين وهو ما يسبب إصابة الأشخاص بداء السكري.
ثم مع حالة التطور العلمي التي حصلت عام 1960 والتي أتاحت الإمكانية لفحص الأنسولين بالجسم، تبين حينها أن المرضى المصابين بداء السكري والذين جرى اكتشاف المرض لديهم بشكل متأخر نسبيا، لا يعانون من نقص الأنسولين في أبدانهم بل إن نسبة مادة الأنسولين لديهم تكون في العديد من الحالات أكبر منها لدى غير المصابين بداء السكري.
وهكذا جرى التوصل إلى إثبات علمي غير قابل للتشكيك وهو أن أنسجة أجسام المرضى الكبار بالسن والمصابين بداء السكري لا تستجيب لمادة الأنسولين كما هو الحال في أنسجة غير المصابين بهذا الداء.
ما هي مقاومة الأنسولين؟
وفقا لما سبق من الحقائق المثبتة علميا وبأدلة قاطعة، يمكن اليوم أن يتم تعريف المقاومة على الأنسولين بأنها الحالة التي يقوم فيها تركيز محدد من مادة الأنسولين بإحداث استجابة بيولوجية بشكل أخفض من الحد الطبيعي.
الأسباب العلمية لمقاومة الأنسولين
إن مادة الأنسولين أساسا يتم انتاجها من قِبل خلايا اسمها (بيتا) موجودة في البنكرياس ثم من هناك تتنقل مادة الأنسولين لمجرى الدم ثم إلى الأنسجة المختلفة بالجسم، لذا فهناك الكثير من الأمور التي من الممكن أن تؤثر عليها بأي مكان من الأماكن التي قد تتواجد فيها هذه المادة وهو ما قد يعرقل عملها.
تملك مادة الأنسولين وظائف عدة لكن أهم وظيفة لها هي المساعدة في نقل جزيئات السكر من المجرى الدموي إلى الخلايا ضمن الأنسجة والتي تحتاج إليه، لأن عملية انتقال السكر تحتاج لدخول جزيء السكر عبر مستقبل موجود في سطح غشاء الخلية التي تستقبله.
وأي خلل في عمل المستقبل هو أحد الأسباب الأكثر شيوعا والرئيسة لظهور المقاومة على مادة الأنسولين، وذلك يبدأ من انخفاض عدد المستقبلات وينتهي بنقص في مواد وإنزيمات حيوية هامة لأجل أن تتم عملية نقل جزيئات السكر من مجرى الدم إلى داخل الخلايا بشكل سليم.
ويعاني مرضى داء السكري من النمط الثاني من مقاومة على الأنسولين ولسنوات عديدة قبل الإصابة بالمرض بشكل فعلي، وكذلك أيضا الأشخاص المصابين بحالة السمنة من غير المصابين بمرض السكري فهم يعانون من مقاومة على مادة الأنسولين.
ما هي الأعراض الناتجة عن مقاومة الأنسولين؟
ليس بالإمكان معرفة وجود مقاومة على الأنسولين من خلال ما يشعر به الشخص، بل يحتاج الأمر إلى إجراء فحص للدم من أجل قياس مستوى السكر فيه، وبشكل مماثل فإن الشخص لا يمكنه أن يعرف إن كان يعاني من الحالات الأخرى العديدة والتي تشكل جزءا من حالة المقاومة على الأنسولين من دون زيارة طبيبه الخاص.
تشمل الأعراض والعلامات لحالة المقاومة على الأنسولين ما يلي:
- محيط خصر كبير عند النساء والرجال بشكل واضح.
- عند قياس ضغط الدم ستكون قراءاته 13/8 أو أكثر.
- مستوى السكر (الغلوكوز) الصيامي يزيد عن مئة مليغرام/ديسيلتر.
- أثناء الصيام فإن مستويات الدهون الثلاثية تزيد عن 150 مليغرام/ ديسيلتر.
- مستويات الكوليسترول لدى الرجال أقل من 40 ميلي غرام/ ديسي لتر، وعند النساء أقل من 50 مليغرام/ ديسيلتر.
- يظهر الشواك الأسود وهو عبارة عن بقع مخملية داكنة تظهر على الجلد.
الأسباب الحياتية المؤدية لحدوث إصابة بمقاومة الأنسولين
السبب المحدد لحدوث المقاومة على الأنسولين غير مفهوم بشكل كامل لكن العوامل التي بإمكانها أن تؤدي لظهور تطور في مقاومة الجسم للأنسولين معروفة بشكل جيد، فمن الممكن أن يحدث تطور في مقاومة الأنسولين بشكل شائع في حال تم تطبيق واحد أو أكثر من مجموع العوامل التالية:
- عندما يتم اتباع نظام غذاء عالي الكربوهيدرات أو عالي في السعرات الحرارية أو مرتفع السكر.
- استهلاك جرعات كبيرة من المنشطات وخلال فترات طويلة من الزمن.
- الإصابة بمرض تكيس المبايض أو الإصابة بداء كوشينغ.
- ارتفاع مستوى مادة الأنسولين في الدم.
- تخزين كميات كبيرة من الدهون في البنكرياس والكبد.
- عند وجود مستويات مرتفعة جدا من الالتهاب بالجسم.
ما هي عوامل الخطر الناتجة عن مقاومة الأنسولين؟
هناك مجموعة كبيرة من عوامل الخطر التي تنتج عن الإصابة بحالة المقاومة على الأنسولين، ونذكر أبرزها كما يلي:
- السمنة أو الزيادة في الوزن، ولا سيما عند كون هذه الزيادة حول منطقة الحجاب الحاجز.
- نمط حياتي قليل في ممارسة نشاطات الرياضة أو نمط حياة مستقر.
- بحال كان الشخص مدخنا.
- مشاكل النوم.
- إصابة الشخص بحالة ارتفاع ضغط دم.
- لدى الشخص مقدمة للسكري وداء السكري.
- الإصابة بأمراض قلبية ومشاكل صحية كالوعائية القلبية والدماغية، مثل حالات السكتة الدماغية.
- عامل العمر فالأرجح أن تظهر الإصابة بعد سن 45 عاما.
- تناول أدوية معينة كمضادات الذهان أو الستيروئيدات (Steroids)، أو الأدوية المستخدمة في علاج فيروس نقص المناعة البشري.
التعليقات