01/05/2023 - 23:46

"علم النفس الإيجابيّ": خطوة أخرى في المحاولات المختلفة لفهم الإنسان

علم النفس هو الدراسة العلميّة للسلوك البشريّ والعمليّات العقليّة، والتي تطوّرت بشكل كبير على مرّ السنين، حيث يتميّز علم النفس الحديث بالتركيز على الممارسات القائمة على الأدلّة، وتكامل التخصّصات المختلفة

(Getty)

خطى علم النفس الحديث خطوات كبيرة في فهم العقل والسلوك البشريّين، مع بحث يمتدّ على نطاق واسع من الموضوعات، من علم الأعصاب الإدراكيّ إلى علم النفس الثقافيّ والسريريّ وغيرها، بالإضافة إلى الكثير من الدراسات الّتي ساهمت في فهمنا للسلوك البشريّ والإدراك، ومع استمرار تقدّم التكنولوجيا، أصبح التداخل بين التخصّصات المختلفة شائعًا بشكل متزايد، يمكننا أن نتوقّع تطوّرات أكثر إثارة في مجال علم النفس في السنوات القادمة.

وعلم النفس هو الدراسة العلميّة للسلوك البشريّ والعمليّات العقليّة، والتي تطوّرت بشكل كبير على مرّ السنين، حيث يتميّز علم النفس الحديث بالتركيز على الممارسات القائمة على الأدلّة، وتكامل التخصّصات المختلفة، واستخدام التكنولوجيا لتعزيز البحث، والذي ينقسم إلى عدد من المجموعات من التخصّصات، مثل علم النفس الإيجابيّ وعلم الأعصاب الإدراكيّ وغيرها.

ويعتبر علم النفس الإيجابيّ فرعًا جديدًا نسبيًّا من علم النفس، ويركّز على دراسة نقاط القوّة البشريّة والعواطف الإيجابيّة، ويهدف إلى تعزيز الرفاهيّة والسعادة من خلال تحديد وتعزيز الصفات الإيجابيّة مثل الامتنان والمرونة والتفاؤل، وفي السنوات الأخيرة، تمّ إجراء الكثير من الأبحاث في مجال علم النفس الإيجابيّ، مع العديد من الدراسات الّتي سلّطت الضوء على فوائد التفكير الإيجابيّ والتفاؤل، حيث وجدت إحدى هذه الدراسات، أن تدخل علم النفس الإيجابيّ، والّذي تضمن كتابة ثلاثة أشياء جيّدة تحدث كلّ يوم لمدّة أسبوع، أدّى إلى تحسينات كبيرة في السعادة والرفاهية، كما وجدت دراسة أخرى أنّ الأفراد الّذين مارسوا "تمارين الامتنان" لديهم مستويات أعلى من السعادة والرفاهية.

وفي سبياق متّصل، يتداخل علم النفس الإيجابيّ مع الآليّات العصبية، فإنّ علم الأعصاب الإدراكيّ هو دراسة هذه الآليات العصبيّة التي تكمن وراء الإدارك البشريّ،بما في ذلك الإدراك والانتباه والذاكرة واللغة والتفكير، ومع ظهور تقنيّات تصوير الدماغ المتقدّمة مثل التصوير بالرنين المغناطيسيّ الوظيفيّ قطع الباحثون خطوات كبيرة في فهم كيفيّة عمل الدماغ، واستخدمت إحدى الدراسات الحديثة الّتي أجريت عام 2021، التصوير بالرنين المغناطيسيّ الوظيفيّ للتحقيق في الأساس العصبيّ للذاكرة العاملة، وهي عمليّة معرفيّة ضروريّة للمهامّ اليوميّة مثل اتّخاذ القرار وحلّ المشكلات والتخطيط، حيث وجدت الدراسة أنّ الذاكرة العاملة تتضمّن شبكة معقّدة من مناطق الدماغ، بما في ذلك قشرة الفصّ الجبهيّ والقشرة الجداريّة والمخطّط.

ويعتبر علم النفس الإيجابيّ كذلك دراسة في كيفيّة تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض، وكيف يتأثّر سلوكهم بالأعراف والمواقف والمعتقدات الاجتماعيّة، حيث ألقت الأبحاث الحديثة في علم النفس الإيجابيّ الضوء على مجموعة متنوّعة من الظواهر المثيرة للاهتمام، مثل ديناميّات المجموعة، والتوافق، والتحيّز، وأظهرت إحدى الدراسات القديمة والشاملة، التي صدرت نتائجها عام 1951، بشكل مشهور قوّة التوافق في المواقف الاجتماعيّة، حيث طلب من المشاركين في الدراسة الحكم على طول الخطوط على البطاقة، وفي كلّ مجموعة، كان هناك مشارك حقيقيّ واحد فقط، والباقي من المتحالفين، وعندما أعطى الحلفاء إجابات غير صحيحة بشكل واضح، غالبًا ما كان المشاركون الحقيقيّون ينسجمون مع المجموعة، حتّى لو كان ذلك يعني تجاهل حواسّهم، وأشارت الدراسة إلى أنّ هذه النتائج تتداخل مع علم النفس التنمويّ، والذي يعنى بدراسة كيفيّة تطوّر الأفراد وتغيّرهم طوال حياتهم، من الطفولة إلى الشيخوخة، كما يهتمّ بالعمليّات البيولوجيّة والمعرفيّة والاجتماعيّة والعاطفيّة الّتي تكمن وراء هذه التغييرات. وركّزت الأبحاث الحديثة في علم النفس التنمويّ على مجموعة متنوّعة من الموضوعات، مثل التعلّق، والأبوّة والأمومة، والشيخوخة.

التعليقات