يتعرّض عدد كبير من الأطفال في المراحل العمرية المختلفة إلى الإصابة بعدد من الأمراض التي يُطلق عليها أمراض الطفولة الشائعة، ما يسبب قلقًا وتوترًا لدى الوالدين ويشعران بحالة من العجز عن مساعدة أطفالهم في التخلص من الآلام المصاحبة لهذه الأمراض.
من خلال هذه المقالة سنلقي الضوء على عدد من الأمراض التي يشيع انتشارها بين الأطفال وأعراضها وطرق علاجها وإستراتيجيات الوقاية منها كي يفهم الأهل أكثر حول هذا الموضوع.
الاهتمام بالأطفال والحفاظ على صحتهم
تحلم كل أسرة بتوفير القدر الكافي من الحماية والأمان لأطفالها للحفاظ على صحتهم ومناعتهم ضد الإصابة بأكثر الأمراض انتشارًا في فترة الطفولة، وتبدأ أولى خطوات الحماية في التعرّف على أكثر هذه الأمراض انتشارًا وشيوعًا بين الأطفال وكيف يمكن اكتشاف وتشخيص هذا المرض من خلال أعراضه والعلاج الأمثل وطرق الوقاية منه.
وفي هذه المقالة سنقوم بالتحدث بإسهاب عن أكثر أمراض الطفولة شيوعًا.
-
الإصابة بنزلات البرد
أكثر ما يصيب الأطفال على مدار العام سواء إن كان صيفًا أو شتاءًا هو نزلات البرد، فقد يصاب الطفل بنزلات البرد بما يتراوح بين 6 إلى 8 مرات في العام، وتُعد نزلات البرد واحدة من الأمراض الشائعة بين الأطفال وهي عبارة عن فيروس يُصيب الجهاز التنفسي العلوي لدى الطفل، وتتمثل أعراضه في الآتي:
- سعال
- سيلان في الأنف
- زكام
- الشعور بآلام في العظام
- إرهاق وكسل
العلاج
يلجأ أطباء الأطفال إلى وصف العلاج المناسب لكل حالة وتحديدًا نوع المضاد الحيوي إذا لزم الأمر للقضاء على هذا الفيروس الموجود في الجهاز التنفسي العلوي والسيطرة على الأعراض المزعجة والتقليل من حدتها.
طرق الوقاية
ترتبط نزلات البرد بمستوى مناعة الأطفال، فكلما تمتع الطفل بجهاز مناعة قوي كلما قلت فرص إصابته بنزلات البرد والعكس صحيح لذلك يجب الحرص على تقوية مناعة الأطفال من خلال:
- الاهتمام بتناول الخضراوات والفواكه المفيدة وخاصة التي تحتوي على نسبة كبيرة من فيتامين C مثل البرتقال والكيوي والبروكلي وغيرها.
- تجنب التعرّض إلى الهواء البارد المباشر وحرارة الجو المختلفة مثل التكييف وغيره.
- عدم إعطاء الأطفال أي أدوية دون الرجوع إلى الطبيب لأن هذا يُضعف الجهاز المناعي وقد يُعرّض الطفل إلى مضاعفات خطيرة.
-
آلام الأذن المزعجة
تُعد آلام الأذن من أكثر الأمراض المزعجة التي تُصيب الكبار والصغار ولكنها تُصنف كواحدة من الأمراض الأكثر شيوعًا بين الأطفال على وجه التحديد، فقد تجد طفلك في منتصف الليل يبكي من آلام في أذنه مما يسبب حالة من القلق والتوتر في المنزل كله، وقد يشعر الطفل بألم في الأذن نتيجة أحد الأسباب التالية:
- وجود مشكلة في الأسنان أو إذا كان الطفل في مرحلة التسنين.
- التهاب في الأذن الوسطى.
- دخول قطرات من الماء إلى أذن الطفل أثناء السباحة أو اللعب بالماء والتهابها.
- وضع الطفل قطعة صغيرة من ألعابه أو جسم صلب صغير داخل أذنه أثناء اللعب دون معرفة مدى خطورة هذا الأمر.
- الإصابة بنزلة برد أو إلتهاب في الجيوب الأنفية ما قد يصاحبها ألم في الأذن.
الأعراض
- آلام متوسطة وأحيانًا شديدة في الأذن يصاحبها حكة في بعض الأحيان.
- صداع.
- صعوبة في النوم بعمق.
- بكاء متواصل.
- اختلال في الاتزان.
العلاج
يصف الأطباء المتخصصون في حالة التهاب الأذن الوسطى الشائع لدى كثير من الأطفال مضادًا حيويًا يُسمى أموكسيسيلين، أما إذا كان الطفل يعاني من حساسية ضد البنسلين فقد يلجأ الطبيب إلى وصف نوع آخر من الأدوية يتناسب مع حالة الطفل المصاب.
طرق الوقاية
- تجنب التواجد في أماكن مزدحمة لتجنب انتقال العدوى الفيروسية مثل نزلات البرد وغيرها.
-
التهاب الحلق
يُصاب الكثير من الأطفال بالتهاب الحلق الذي يسبب ألمًا شديدًا ومزعجًا، وقد يستمر الألم في فترة تتراوح بين 7 إلى 10 أيام، ويشعر الطفل المصاب بالتهاب الحلق بألم في منطقة الحنجرة وقد تمتد الآلام أيضًا إلى الأذن والأنف.
أسباب الإصابة بالتهاب الحلق
يتعرض الأطفال إلى التهاب الحلق نتيجة للكثير من الأسباب:
- الإصابة بفيروس في الحلق ينتج عنه التهاب مؤلم.
- وجود تلوث في الجو وخاصًة أي تلوث بمواد كيميائية.
- استنشاق هواء جاف وبارد مثل التعرّض لهواء التكييف.
الأعراض
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم لتصل إلى 38 أو 39 درجة.
- تضخم في الغدد الليمفاوية وخاصًة الموجودة بالرقبة.
- صداع.
- قيء.
العلاج
لا يحتاج الأطباء عادًة إلى وصف أدوية خاصة لعلاج التهاب الحلق إلا إذا كان التهاب الحلق ناتجًا عن الإصابة ببكتيريا المكورات العقدية التي تتطلب تناول مضاد حيوي للقضاء عليها، إلا أن في معظم الحالات الناتج عنها الإصابة بالتهاب الحلق يُنصح بشرب الكثير من السوائل الدافئة.
طرق الوقاية
- عدم تعريض الطفل إلى الهواء الشديد أو تيارات الهواء الباردة سواء إن كان صيفًا أو شتاءًا.
- عدم التواجد في أماكن مغلقة ومزدحمة وخاصًة إذا كان هناك مصاب بنزلة برد أو إنفلونزا "أو لبس الكمامة في حال التواجد في هكذا أماكن".
- تعليم الطفل ضرورة الحفاظ على نظافته الشخصية وغسل اليدين قبل الأكل وبعد العطس أو الكحة.
-
التهاب الشعب الهوائية
يُصاب عدد كبير من الأطفال سواء الرُضع أو الأكبر سنًا بمرض التهاب الشعب الهوائية، وهو عبارة عن عدوى فيروسية في الشعب الهوائية الموجودة في الرئتين.
الأعراض
- الكحة.
- البلغم.
- الربو.
- شعور بالاختناق وعدم القدرة على التنفس بشكل مُريح.
- شعور بألم في الصدر عند بذل أي مجهود.
العلاج
- تناول الأدوية الخاصة بتوسيع الشعب الهوائية مثل أدوية الكحة وبخاخات الفم وغيرها تحت رعاية الطبيب المختص.
- استخدام أجهزة التنفس المنزلية لتوسيع الشعب الهوائية والتخلص من البلغم الموجود في مجرى الجهاز التنفسي.
- تناول المشروبات العشبية الدافئة التي تعمل على تقليل الكحة.
طرق الوقاية
- تجنب التواجد في أماكن مزدحمة.
- الحرص على غسل اليدين أولًا بأول وتعقيمهما.
- تناول الفواكه والخضراوات التي تعمل على تقوية الجهاز المناعي.
- الإكثار من تناول المشروبات العشبية الدافئة.
- تجنب التعرض لتيارات الهواء البارد.
نصائح عامة لحماية الأطفال من الإصابة بأمراض الطفولة الشائعة
يجب الحفاظ على صحة الأطفال وتقوية الجهاز المناعي الذي يعمل كحائط صد لمواجهة هذه الأمراض التي قد تسبب ألمًا وإزعاجًا للأطفال، والتي إن لم يتم علاجها بالطريقة الصحيحة قد تتطور إلى الإصابة بمضاعفات تهدد حياة الطفل أو تؤثر على صحته على المدى البعيد؛ وفي ما يلي مجموعة من النصائح العامة التي يجب تعليمها للأطفال واتباعها من قبل الآباء للحفاظ على صحة وسلامة أطفالهم مثل:
- تعليم الطفل ضرورة تناول الأطعمة المفيدة والتي تحتوي على الكثير من المعادن والفيتامينات التي يحتاجها الجسم مثل الخضراوات والفواكه والحليب وغيرها.
- الحرص على غسل اليدين قبل الأكل سواء في المنزل أو خارج المنزل.
- عدم تناول أي أطعمة مجهولة المصدر مع ضرورة تقليل تناول الأطعمة خارج المنزل مع الأسرة.
- الاشتراك في ممارسة نوع من أنواع الرياضة المفضلة للطفل مثل السباحة أو كرة القدم وغيرها، فالرياضة تعمل على تقوية الجسم ومساعدته على النمو بشكل أفضل مما يعمل على تقوية مناعة الطفل بشكل كبير.
- عدم أخذ الأطفال إلى الأماكن المزدحمة قدر المستطاع.
- سرعة زيارة الطبيب في حالة ظهور أي أعراض تسبب الألم للطفل.
- توخي الحذر عند إعطاء الطفل أي أدوية بدون استشارة الطبيب.
- الحرص على إعطاء الأطفال التطعيمات الكاملة في مواعيدها.
الأمراض المنتشرة بين الأطفال كثيرة ومتنوعة ولكن في هذه المقالة اخترنا الأكثر شيوعًا بينها في المراحل العمرية المختلفة وعرضنا أسباب المرض وعلاجه وطرق الوقاية كمحاولة لتوسيع مدارك الأهل حول هذا الموضوع، فالمسؤولية الأولى تقع على عاتق الأهل في الحفاظ على الأطفال وتحصينهم قدر المستطاع.
التعليقات