08/08/2023 - 08:30

اضطرابات الجهاز الهضمي عند الأطفال: الأسباب والأعراض وخيارات العلاج

عادة ما يصاب الأطفال بالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي من الأطفال الآخرين الذين أصيبوا به أو الذين تعرضوا له، مثل الأطفال في مراكز رعاية الأطفال والمدارس وغيرها من الأماكن المزدحمة.

اضطرابات الجهاز الهضمي عند الأطفال: الأسباب والأعراض وخيارات العلاج

(توضيحية)

تُعد آلام البطن العرضية أمرًا شائعًا جدًا يحصل للأطفال والمراهقين من جميع الأعمار، فالتهاب المعدة والأمعاء هو التهاب في الجهاز الهضمي يؤدي إلى القيء أو الإسهال أو كليهما ويصاحبهما أحيانًا حمى أو تقلصات في البطن. ومع ذلك، عندما تحدث الأوجاع والآلام باستمرار، ماذا تفعل؟

في هذه المقالة سنقوم بذكر أهم اضطرابات الجهاز الهضمي التي يتعرض لها الأطفال، أسبابها وخيارات العلاج المتعددة.

نسبة تأثر الأطفال باضطرابات الجهاز الهضمي؟

نسبة تأثر الأطفال باضطرابات الجهاز الهضمي؟

ذكرت المؤسسة الدولية لاضطرابات الجهاز الهضمي، أن 40 إلى 50% من زيارات الرعاية الصحية إلى طبيب أمراض الجهاز الهضمي للأطفال ترجع إلى اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية، إذ يحصل الإسهال أو الإمساك لما يقرب من 10 إلى 25% من الأطفال الذين تم نصحهم بمقابلة اختصاصي الجهاز الهضمي للأطفال، كما يعاني حوالي 17% من طلاب المدارس الثانوية من أعراض تمثل القولون العصبي (متلازمة القولون العصبي).

مسببات اضطرابات الجهاز الهضمي عند الأطفال

تحدث معظم حالات التهاب المعدة والأمعاء بسبب:

  • الفيروسات (السبب الأكثر شيوعًا).
  • البكتيريا.
  • الطفيليات.

وسنشرح عن طرق الإصابة بكل واحد منهم بشكل مفصل تاليًا:

طرق الإصابة بالفيروسات

طرق الإصابة بالفيروسات

عادة ما يصاب الأطفال بالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي من الأطفال الآخرين الذين أصيبوا به أو الذين تعرضوا له، مثل الأطفال في مراكز رعاية الأطفال والمدارس وغيرها من الأماكن المزدحمة، فالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي شديد العدوى وينتشر بسهولة من طفل إلى آخر.

طرق الإصابة بالبكتيريا

يمكن أن يصاب الأطفال بالتهاب المعدة والأمعاء البكتيرية عن طريق:

  • لمس أو تناول الأطعمة الملوثة، خاصة اللحوم أو الدواجن أو البيض النيئ أو المطبوخ بشكل غير كافٍ.
  • تناول المحار الملوث.
  • شرب الحليب أو العصير غير المبستر.
  • لمس الحيوانات التي تحمل بكتيريا معينة.
  • ابتلاع المياه الملوثة من الآبار والجداول وأحواض السباحة.

طرق الإصابة بالطفيليات

يحدث التهاب المعدة والأمعاء بسبب الطفيليات عن طريق شرب المياه الملوثة أو عن طريق انتقال العدوى من البراز إلى الفم (المعروف أنه يحدث في مراكز الرعاية النهارية)، ويعتبر الطفيلي Entamoeba histolytica سببًا شائعًا للإسهال الدموي في المناطق التي يكون فيها الصرف الصحي غير مؤهل.

معلومات عامة حول اضطرابات الجهاز الهضمي

  • تسبب العدوى مزيجًا من القيء والإسهال وتقلصات البطن والحمى وضعف الشهية، ما قد يؤدي إلى الجفاف.
  • من الأفضل الوقاية من التهاب المعدة والأمعاء من خلال تشجيع الأطفال والقائمين على رعايتهم على غسل أيديهم وتعليمهم تجنب الأطعمة المخزنة بشكل غير صحيح والمياه الملوثة.
  • على الأهل إعطاء السوائل لأطفالهم لإعادة الترطيب، ولكن في بعض الأحيان يحتاج الأطفال إلى زيارة الطبيب، وحتى نقلهم إلى المستشفى.

أمراض الجهاز الهضمي التي تؤثر على المراهقين والأطفال والرضع

عادة ما تشمل حالات الجهاز الهضمي للأطفال عند الرضع والأطفال والمراهقين على الأمراض التالية:

- مرض ارتجاع المريء المَعِدِي (GERD): يمكن أن تؤدي الحرقة المستمرة لدى الرضع والأطفال إلى تشخيص ارتجاع المريء، وتشمل أعراض ارتجاع المريء الشائعة التجشؤ دون تناول الطعام، والقيء، وانزعاج المعدة، والفواق، والاختناق.

- حساسية اللاكتوز: هذه المشكلة القابلة للعلاج هي واحدة من اضطرابات الجهاز الهضمي التي قد تصيب المراهقين والأطفال والرضع. يحدث ذلك عندما لا يستطيع الطفل معالجة السكر الموجود في منتجات الألبان، والمعروف باسم اللاكتوز. فالبراز الرخو أو المائي أو آلام المعدة أو الانتفاخ بعد تناول منتجات الألبان كلها علامات على عدم تحمل اللاكتوز؛ وكعلاج يمكن أن يؤدي تناول إنزيمات اللاكتاز قبل تناول منتجات الألبان إلى تمكين الجسم من هضم اللاكتوز بشكل صحيح.

- الإمساك: ينشأ الإمساك عندما يصبح البراز جافًا وكبيرًا و/أو يصعب إخراجه. وعند الأطفال، يمكن أن يتسبب الإمساك في تجنب ذهاب الطفل إلى الحمام بشكل طبيعي وذلك خوفًا من الألم أو لعدم فهم ما يحصل معه. والأفضل في هذه الحالة هو زيادة تناول الألياف والفواكة، وفي حال ازداد الأمر سوءًا فيجب مراجعة الطبيب فورًا.

- مرض الأمعاء الالتهابي (IBD): يظهر هذا المرض نتيجة القلق عند المراهقين والأطفال، ويشمل على:

  • داء كرون
  • التهاب القولون التقرحي

قد يظهر على معظم المرضى أعراض شائعة مثل الإسهال وفقدان الوزن وآلام في البطن أو ظهور الدم في البراز، وفي حال تطور المرض فقد يتحول إلى حالة مرضية شديدة مهددة للحياة.

- مرض الاضطرابات الهضمية (السيلياك): حالة هضمية مناعية، فما يحدث في هذه الحالة هو أنه عندما يتناول المصاب بهذا المرض غذاء يحتوي على مادة الجلوتين، مثل القمح والشعير والحلويات وبعض أنواع الخبز، فإن ما يقوم به الجهاز المناعي هو الاستجابة لهذا المادة ومهاجمة الأمعاء الدقيقة، ما يؤدي إلى تلف النتوءات التي تبطنها مع مرور الوقت وذلك عندما لا يتم السيطرة على المرض فيمنع طفلك من الحصول على العناصر الغذائية الأساسية من الطعام الذي يستهلكه.

هل تعلم؟

في جميع أنحاء العالم، يموت حوالي 1.5 إلى 2.5 مليون طفل كل عام بسبب الإسهال والجفاف الناجم عن التهاب المعدة والأمعاء.

خيارات العلاج للأطفال المصابين باضطرابات الجهاز الهضمي:

غالبًا ما يتضمن علاج الأطفال والمراهقين المصابين باضطرابات وظيفية في الجهاز الهضمي مجهودًا جماعيًا يشمل الطبيب والمريض وأفراد الأسرة والمعالجين الآخرين مثل اختصاصيي التغذية أو المستشارين.

تتراوح أعراض اضطرابات الجهاز الهضمي الوظيفية لدى الأطفال والمراهقين من خفيفة إلى متوسطة إلى شديدة، وبالطبع ستتنوع العلاجات أيضًا حسب شدتها. وقد يكون الجمع بين الدعم الطبي والغذائي والعاطفي أو السلوكي مفيدًا للغاية في المساعدة في إدارة الأعراض وتحديات الحياة اليومية.

يبدأ العلاج غالبًا بـ:

  • شرح من الطبيب حول طبيعة وأسباب الاضطراب.
  • التعديلات الغذائية.
  • مناقشة العوامل التي قد تسبب الأعراض أو تزيدها سوءًا.
  • الأدوية التي يمكن استخدامها لأعراض معينة.
  • الاستشارة التي قد تساعد في التعامل مع التحديات الاجتماعية والمدرسية التي قد يسببها اضطرابهم.

قد تتطلب الأعراض المتوسطة إلى الشديدة تدخلات إضافية مثل:

  • الأدوية.
  • الدعم السلوكي.

واعتمادًا على الاضطراب ومستوى الخطورة، قد يحتاج الطبيب إلى وصف علاج يجمع بين:

  • دعم طبي من الطبيب.
  • دعم غذائي من اختصاصي تغذية.
  • دعم نفسي من معالج نفسي.
  • العلاج الجراحي في حالة بعض اضطرابات الحركة.

فمعًا، سيساعدون الطفل والأسرة على تطوير طرق جديدة وأكثر فاعلية للتحكم في الأعراض.

ماذا يمكن أن يفعل الآباء للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي الجيدة لدى الأطفال؟

بصفتك أحد الوالدين، فأنت تريد ما هو الأفضل لأطفالك، بدءًا من التخطيط للمواعيد وحتى التأكد من تناولهم نظامًا غذائيًا جيدًا وصحيًا، فبخطوات بسيطة يمكنك مساعدة طفلك في الحفاظ على صحة جهازه الهضمي خلال حياته اليومية:

  • مراقبة أحجام الحصص: يمكن أن تؤثر كمية الطعام التي يتم تناولها على كيفية معالجة الطعام وهضمه، فإذا أكل الطفل بكميات كبيرة فقد يؤدي ذلك إلى صعوبات في الهضم ويؤدي إلى عدم ارتياح في المعدة.
  • الجلوس كعائلة لتناول الطعام: اجعل وجبات الطعام ممتعة لكل فرد من أفراد الأسرة وتأكد من وجود وجبة عائلية تجمع الكل، إذ يوفر هذا الاستقرار والاتساق نافذة لك لرؤية طريقة تناول طفلك لطعامه، كما أن السماح لطفلك بإطعام نفسه أثناء الوجبات العائلية هو أيضًا طريقة جيدة لمساعدتهم على تطوير علاقة صحية مع الطعام.
  • تناول الطعام بشكل أبطأ: بين أنشطة ما بعد المدرسة وقضاء الوقت مع الأصدقاء، من المغري أن يأكل ابنك المراهق سريعًا وجبة خفيفة بسرعة ويذهب، لذا، حثهم على قضاء المزيد من الوقت في الاستمتاع بالطعام الذي يتناولونه لمنع الانزعاج الهضمي وزيادة الوزن.

أجسام الأطفال تحتاج إلى المراقبة والاهتمام، فهم ما يزالون يطورون مناعتهم الجسمية، ولهذا عليك كأحد الوالدين الإنتباه إلى جميع الإشارات التي يُظهرها جسم طفلك دون أن يكون هناك حاجة لأن يقول شيئًا، فالأكثرية من أطفالنا لا يعلمون أنه يوجد خطب ما في أجسامهم، إلا في حالات الألم الشديد أو ظهور الأعراض بشكل واضح جدًا.

التعليقات