25/07/2023 - 08:30

الرابط بين سمنة الأطفال والأمراض المزمنة: المخاطر والأسباب والوقاية

ربطت العديد من الدراسات بين سمنة الأطفال والسمنة عند الوالدين، إذ أكدت أن خلايا السمنة قد تكون وراثية من الآباء بشكل كبير وإذا كان الوالدين أصحاب أجسام بدينة.

الرابط بين سمنة الأطفال والأمراض المزمنة: المخاطر والأسباب والوقاية

(توضيحية)

تعريف سمنة الأطفال

هي حالة من زيادة الوزن التي تحدث في مرحلة الطفولة والمراهقة المرتبطة بالعديد من المشكلات الصحية المستقبلية والتي تستدعي القلق مثل ارتفاع الكوليسترول في الدم، ومرض السكر، وأمراض القلب والأوعية الدموية.

تؤثر السمنة على الطفل على الصعيدين النفسي والجسدي وتعيق سهولة حركته واستمتاعه بين الأطفال، بالإضافة إلى شعوره بالإرهاق والتعب من أقل مجهود، وفي بعض الأحيان تُعرضه إلى التنمر و الاكتئاب.

فإذا كان طفلك يُعاني من زيادة بالغة في الوزن، فعليك اكتشاف الأسباب التي أدت إلى زيادة وزنه بهذه الطريقة وبدء العلاج مع طبيب تغذية، واتباع حمية غذائية مناسبة للأطفال لا تفقدهم المعادن والفيتامينات الهامة لأجسامهم، كما عليك أن تتجنب العادات الغذائية الخاطئة التي أدت إلى زيادة وزنه، ومساعدته على ممارسة الرياضة لتحسين عمليات الأيض في جسمه وتغيير نمط حياته إلى الأفضل.

ما هي أسباب السمنة عند الأطفال؟

ما هي أسباب السمنة عند الأطفال؟

تزداد أعداد السمنة بين الأطفال في العالم كله يومًا بعد يوم، إذ ارتفعت معدلات سمنة الأطفال والبالغين بنسبة كبيرة جدًا وخصوصا في السنوات الأخيرة وأصبحت مُهددة للحياة وسببًا للإصابة بالأمراضة المزمنة والمشاكل الصحية المختلفة، مؤدية في العديد من الحالات إلى الوفاة نتيجة انسداد شرايين القلب وارتفاع نسبة الكوليسترول الضار في الجسم، ويرجع ذلك إلى الأسباب التالية:

1. العوامل الوراثية

ربطت العديد من الدراسات بين سمنة الأطفال والسمنة عند الوالدين، إذ أكدت أن خلايا السمنة قد تكون وراثية من الآباء بشكل كبير وإذا كان الوالدين أصحاب أجسام بدينة، فمن المحتمل أن يكون الطفل بدينًا ثلاثة أضعاف آبائهم، ووفقًا للعديد من الدراسات فإن مرض السمنة يورث بشكل كبير مما يعني أهمية الكشف على الطفل والاطمئنان على مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية وطبيعة جسمه عند ملاحظة زيادة وزنه.

2. المعلبات والمأكولات الجاهزة

أدت طبيعة الحياة السريعة في الوقت الحالي إلى اعتماد الأهل بشكل كبير على المأكولات الجاهزة والمعلبات لتسهيل أمور حياتهم اليومية، إلا أن الاعتماد على هذا النوع من الطعام يتسبب في ارتفاع مستويات سكر الدم وتخزين الدهون بشكل سريع للغاية بالجسم، وبالتالي زيادة وزن الأطفال والكبار بسرعة كبيرة نتيجة تناول هذه الأطعمة.

ليس هذا وحسب، إذ يضاف إلى هذه المأكولات العديد من المواد الحافظة ومكسبات الطعم التي تساعد على فتح الشهية وتناول المزيد منها، وبالتالي تناول كميات كبيرة للغاية تزيد عن احتياج الجسم وزيادة معدلات الدهون الثلاثية وتخزين الدهون والإصابة بالسمنة.

3. الخمول والكسل والبُعد عن الرياضة

الخمول والكسل والبُعد عن الرياضة

نمط الحياة المليء بالكسل والخمول وعدم ممارسة الرياضة هو أحد أسباب السمنة لدى الأطفال، فالأطفال الذين لا يمارسون الرياضة أو حتى يلعبون لديهم قابلية لزيادة الوزن أضعاف هؤلاء الذين يمارسونها بشكل يومي أو 3 مرات أسبوعيًا، إذ أن الكسل والخمول وتناول المزيد من الأطعمة يؤدي إلى تخزين الدهون في الجسم بشكل كبير وفي المقابل لا يوجد حركة للمساعدة في حرقها.

4. العوامل النفسية للطفل

قد تؤثر العوامل النفسية مثل التوتر والمشاكل الأسرية على احتمالية إصابة الطفل بالسمنة وزيادة وزنه، ذلك لأنها ترفع مستويات الكورتيزول لدى الطفل وتعرضه للاكتئاب، وبالتالي جعله أكثر نهما متناولا الأطعمة المحببة إليه والمزيد من الحلوى بكميات مفرطة نتيجة التوتر، وذلك للتخلص من الملل والاكتئاب ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الأنسولين وبالتالي تخزين الدهون في الجسم.

5. تناول الحلوى بشكل مفرط

قمنا بوضع مشكلة تناول الحلوى في نقطة منفصلة عن ما سبق وذلك لأهميتها وخطورتها، فمن المعروف أن الأطفال يحبون الحلوى بكافة أنواعها والسكريات بشكلٍ عام تُسبب مشاكل صحية كارثية، فعلى الرغم من أنها المسبب الرئيسي للسمنة إلا أنها تؤدي لحدوث مشاكل أخرى أكثر خطرًا، فتقرب الطفل كثيرًا من الإصابة بالسكري وتجعله أكثر عرضة للالتهابات المزمنة والأمراض الخطيرة والسرطانات، فالسكر سُم قاتل لا يجب أن يعتاد طفلك على تناولها، وإلى جانب زيادة وزنه فإن حياته مُهددة بالخطر.

6. مكان الولادة والمنشأ

يتساءل الكثيرون لماذا يتمتع الطفل الريفي بحياة صحية أفضل من غيره؟ والسبب هو أن الطفل الذي يعيش في منطقة ريفية يتمتع بنمط حياة أكثر نشاطًا، في حين أن الذين يعيشون في المدينة لا يمارسون النشاط البدني وذلك بسبب المستوى الاقتصادي للعائلة والذي يدفعهم إلى العمل بأيديهم معظم الوقت، والقيام بالكثير من الأنشطة المنزلية أو غير المنزلية بأيديهم على عكس الحياة البسيطة السهلة في المناطق الحضرية، والتي تكون فيها متطلبات الحياة سهلة ومتاحة معظم الوقت أمام الكثيرين، فلا يحتاجون إلى القيام بأي مجهود منذ الصغر، لذلك فإن مكان نشأة الطفل يؤثر تمامًا على وزنه بشكل كبير.

مخاطر إصابة الأطفال بالسمنة

  • الإصابة بمرض السكري

تؤدي السمنة المفرطة لدى الأطفال إلى إصابة طفلك بداء السكري من النوع الثاني وهو أحد الأمراض المزمنة التي انتشرت في هذا العصر والتي تزيد السمنة من خطورتها وفرص الإصابة بها، ولذلك يجب أن تقوم بعمل كافة التحاليل اللازمة لطفلك وبدء نظام حياة صحي بعيدًا عن كل أسباب الإصابة بهذا المرض وعرضه على طبيب لمتابعة الحالة إذا تأكدت إصابته.

  • ارتفاع مستويات الكوليسترول الضار في الدم

سوء التغذية وإصابة الأشخاص بارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم يؤدي حتمًا إلى ارتفاع ضغط الدم، وعند الأطفال يُعتبر هذا خطرًا كبيرًا عليهم، والذي قد يتسبب لهم في انسداد الشرايين أو التجلطات الدموية، مؤديًا في بعض الأحيان يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى السكتة الدماغية، بالإضافة إلى التعرض إلى النوبات القلبية أو السكتات الدماغية. كل ذلك نتيجة ارتفاع الدهون الضارة في الدم والسمنة المفرطة.

  • التهابات المفاصل وضعف العظام

تؤدي السمنة المفرطة لدى الأطفال إلى ضعف العضلات وزيادة الوزن على العظام الأساسية للجسم، مما يؤدي إلى ضعفها وسهولة كسرها، والضغط على العمود الفقري للطفل، وبالتالي حدوث التهابات في المفاصل نتيجة ثقل الوزن والتحميل على العظام والمفاصل بشكل كبير.

  • مشاكل في التنفس

تتسبب السمنة في مشكلات التنفس بشكل كبير خاصة بين الأطفال، وفي بعض الأحيان تؤدي إلى الإصابة بالربو، والذي يؤدي أيضًا إلى انقطاع التنفس أثناء النوم وهو أمر خطير للغاية قد يعرّض طفلك إلى الوفاة أثناء النوم نتيجة نوبات الربو وانقطاع التنفس وعدم وصول الأكسجين إلى الرئة، لذلك يحتاج الطفل الذي يعاني من السمنة المفرطة إلى متابعة نفسه باستمرار لحين زيارة الطبيب واتباع حمية غذائية تخفض وزنه.

  • الإصابة بالكبد الدهني

يصاب الطفل بهذا المرض نتيجة تراكم ترسبات الدهون داخل الكبد وحدوث تندب داخل الكبد، وبالتالي يلحق الضرر به، إذ تتراكم فيه الدهون ويفقد القدرة على القيام بوظائفه.

ما هي طرق الوقاية من سمنة الأطفال؟

  • اتباع نظام غذائي صحي بعيدًا عن الأطعمة الجاهزة والمعلبات.

  • إدخال النشاط البدني إلى الحياة اليومية وممارسة التمارين الرياضية.
  • البُعد عن الحلوى والسكريات والمياه الغازية.
  • الكشف والمتابعة في حالة وجود عوامل وراثية ملحوظة.
  • مراقبة السعرات الحرارية اليومية التي تدخل في نظام طفلك.
  • تقسيم الوجبات على مدار اليوم ومنع تناول الوجبات الخفيفة بمنتصف النهار.
  • النوم مبكرًا والبُعد عن تناول الطعام قبل النوم مباشرة.
  • تقليل التوتر لدى الطفل وإبعاده عن المشكلات العائلية.

السمنة لدى الأطفال مرض معقد يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات تستمر مدى الحياة، ورؤية طفلك وهو يتعامل مع مشاكل الوزن سيشعرك بالحزن والألم من أجله، ولكن من المهم ألا تُظهر تلك المشاعر السلبية أمامه وأن تدعمه بغض النظر عن وزنه.

ركز على صحته وشجعه من خلال شرح سبب رغبتك في الحفاظ على صحته ووزنه، وتأكد من تواصلك مع الأشخاص المختصين بهذا الأمر، فقد يكون الوزن الزائد طبيعيًا في بعض الأعمار أو الحالات.

التعليقات