15/08/2023 - 08:30

صحة العقل والجسم: دمج التمارين والتغذية والرفاهية العقلية من أجل الصحة المثلى

يساهم تمرين القرفصاء في تحسين الأداء المعرفي للفرد من خلال تحفيز هرمونات السعادة وتطوير الخلايا الدماغية.

صحة العقل والجسم: دمج التمارين والتغذية والرفاهية العقلية من أجل الصحة المثلى

(توضيحية)

يُعد الحفاظ على صحة الإنسان أمرا هاما للغاية من أجل استمرار الحياة بالشكل السليم، والأمر ليس بالسهل دائمًا وذلك لأنه يحتاج لبذل مجهود كافٍ لتوفير صحة سليمة على جميع المستويات، فالوصول إلى الصحة المثلى يحتاج إلى الاهتمام بالعقل والجسم والنفسية في الوقت ذاته.

ويظن البعض أن ممارسة التمارين الرياضية كافية للحصول على صحة وجسم مثاليين، ولكن هذا غير صحيح إذ يجب الاهتمام أيضا بالتغذية السليمة والرفاهية النفسية والعقلية للوصول إلى صحة مثالية.

وعلى الرغم من قول ذلك، إلا أنه يجب التأكيد على أهمية التمارين الرياضية ودورها الأساسي في تحسين الصحة النفسية بجانب الجسدية والحصول على شكل جسم مثالي، فالرياضة تساهم بشكل كبير في تقليل الاكتئاب لدى الفرد، ومن أجل ذلك يحتاج كل إنسان إلى دمج التمارين في روتين حياته اليومية مع الاهتمام بالتغذية السليمة وتوفير الرفاهية للعقل حتى يحقق معادلة الصحة المثالية.

وفي هذه المقالة سنستعرض أبرز الخطوات اللازمة للوصول إلى الصحة التي نريد عن طريق أفضل التمارين والعناصر المفيدة للجسم مع الخطوات التي يمكن قيام الفرد بها لتحسين صحته النفسية.

  • تمارين مهمة لتوفير صحة مُثلى للفرد:

  • النشاط البدني العام

النشاط البدني العام

لا يجب القيام بأنشطة وتمارين صعبة حتى نحصل على جسم وذهن مستقرين بل يمكن الاكتفاء ببعض النشاط البدني.

والأمثلة على ذلك كثيرة مثل المشي، فهو تمرين بسيط وسهل للغاية وكذلك الرقص أو صعود الدرج فجميعها أنشطة بدنية مهمة، وما يفعله النشاط البدني للجسم هو أنه يساهم في تقليل الإجهاد الذهني وتحسين وظائف المخ فلا يمكن تجاهله.

كما أن ألعاب العقل أيضا تعد من التمارين المهمة لتقوية الذاكرة وزيادة التركيز مثل السودوكو.

  • تمرين القرفصاء

أحد أفضل التمارين لجسم الإنسان وذلك لأنه يزيد القوة ويصفي الذهن ويحسّن من صحة الدماغ.

يساهم تمرين القرفصاء في تحسين الأداء المعرفي للفرد من خلال تحفيز هرمونات السعادة وتطوير الخلايا الدماغية.

ويمكن القيام بتمرين القرفصاء بسهولة، إذ نباعد بين الساقين والركبتين قليلا ثم ننزل للأسفل باستخدام المؤخّرة مع وضع اليدين على جانبي الجسم أو مدهما إلى الأمام، ويجب الحرص على استقامة الظهر أثناء أداء التمرين حتى نصل إلى زاوية قائمة عند النزول بالجسم ثم نبدأ بالصعود من جديد.

  • التمارين الهوائية

يُعتبر ممارسة أحد التمارين الهوائية مثل السباحة والمشي وركوب الدراجات بشكل منتظم أمرا جيدا للغاية لصحة الجسم وذلك لأنها تعمل على تحسين الذاكرة والمزاج وزيادة المناعة، وتقوية الروابط العصبية في الدماغ وإصلاح الأضرار المرتبطة بالتوتر، كما تساهم في إبطاء عملية الشيخوخة.

  • تمارين التنفس:

تمارين التنفس

تُعتبر مهمة جدًا للجسم والعقل وذلك لأنها تحقق حالة من الاسترخاء، كما أنها تزيد من مستويات الأكسجين في الدم وتُحسن تمارين التنفس من أداء عضلات الجسم وتساهم في خفض ضغط الدم والتحكم في معدل ضربات القلب.

وللعلم يجب التدرب على التنفس العميق البطيء وممارسته بشكل منتظم لزيادة التركيز للعقل وتحسين الذاكرة وخفض التوتر.

  • التغذية السليمة لصحة العقل والجسم

لا يجب إغفال أهمية التغذية السليمة في توفير العناصر اللازمة للجسد والعقل، إذ تحتاج الحياة في عصرنا الحالي إلى التخلص من الضغوطات عبر طرق مختلفة من بينها توفير نظام تغذية صحي ومفيد للحفاظ على العقل والجسم.

وفي ما يلي بعض أهم المكونات التي توفّر ما يحتاجه الجسم من فيتامينات ومعادن وألياف وغيرها:

1. الخضروات الورقية والفواكه

تحتوي الخضروات الورقية الخضراء على الكثير من العناصر الغذائية المهمة مثل: الحديد وحمض الفوليك والفيتامينات والمعادن. وقد أظهرت الدراسات أن الاستهلاك المنتظم للخضروات الورقية يرتبط بتحسين الذاكرة والتركيز.

وتتنوع الخضروات الورقية فنجد منها السبانخ والبروكلي والبقدونس والخس والملفوف.

أما بالنسبة للفواكه فنجد أن التوت والعنب البري والفراولة لهم أهمية كبيرة في تحسين الذاكرة وصحة العقل لاحتوائهم على نسبة عالية من مضادات الأكسدة.

2. المكسرات والبذور

أما هذه المجموعة فتحتوي على الفيتامينات وهي مصدر كبير للبروتين والدهون الصحية مثل اللوز وبذور اليقطين والجوز، وتساهم المكسرات والبذور في تحسين صحة القلب والدماغ وتقليل خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

ويفضّل تناول المكسرات إما طازجة أو محمصة على نار خفيفة لتجنب أكسدة الزيوت الجيدة.

3. الأسماك

تعتبر الأسماك مصدرًا ممتازًا لأحماض أوميغا 3 الدهنية والتي تحسّن وظائف المخ وتنظّم عمل الذاكرة، كما تُفيد أحماض أوميغا 3 الدهنية بشكل خاص في الحد من أعراض الاكتئاب وتحسين الحالة المزاجية.

ومن أبرز الأسماك المفيدة: السلمون والتونة والسردين والماكريل.

  • خطوات لتغذية العقل والارتقاء بالصحة النفسية

يجب الاهتمام بتغذية العقل وتحسين الحالة النفسية للحفاظ على صحة الدماغ، وبالتالي تجنب الكثير من المشكلات مثل الاختلال المعرفي وارتفاع مخاطر القلق والاكتئاب وصعوبة التعلم وحل المشاكل ومشكلات ضعف التركيز، وهنا نقدم لكم عدة خطوات مهمة لتفادي هذه الأمور:

أولا؛ ممارسة تمارين اليقظة

يُعد قضاء بعض الوقت مع النفس والجلوس في صمت وممارسة تمارين التنفس العميق أمرا مهما للفرد، إذ تساهم تمارين اليقظة في التخلص من التوتر والقلق والاكتئاب الناتجين عن تراكم الأفكار.

كما تتيح ممارسة اليقظة الحفاظ على حضور الذهن ومراقبة الأفكار دون إصدار أحكام وقرارات متسرعة، كما تساعد هذه التمارين بالإضافة للتنفس على الحفاظ على الشعور بالهدوء والسلام الداخلي.

ثانيا؛ التفاعل الاجتماعي

يُعد التفاعل الاجتماعي وقضاء الوقت مع الأهل والأصدقاء طريقة سهلة في الحماية من اضطرابات الصحة العقلية، إذ يحافظ التفاعل الاجتماعي على الشعور بالدعم والحب والاتصال بالآخرين بما يحافظ على الصحة النفسية التي توفر الدوبامين للجسم، وبالتالي الحفاظ على صحة العقل والدماغ.

ويمكن لعدم وجود علاقات اجتماعية موثوقة أن تؤثر بشكل كبير على الأشخاص ما يؤدي لحدوث العزلة العاطفية والتي ينتج عنها الكثير من المشكلات النفسية.

ثالثا؛ النوم المريح

من أجل تحسين صحة العقل فإنك تحتاج إلى الحصول على قسط كافٍ من النوم المريح ويكون من 7-8 ساعات كل ليلة، إذ تؤدي قلة النوم إلى ضعف التركيز والعصبية ونقص الطاقة طوال اليوم وتدهور الصحة العقلية.

رابعا؛ ممارسة الرعاية الذاتية

  • وتعني توفير سبل مختلفة من اهتمام الفرد بذاته حسب متطلباته واحتياجاته.
  • يمكن ممارسة الرعاية الذاتية عن طريق المشاركة في الأنشطة التي تعزز التعاطف مع الذات والاسترخاء وتجديد الشباب.
  • ممارسة الهوايات أو القراءة أو الخروج للتأمل في الهواء الطلق من طرق الرعاية الذاتية المهمة.
  • تساهم الرعاية الذاتية في تقليل التوتر لدى الفرد وتحسين الحالة الذهنية والنفسية.
  • تعلُّم شيء جديد مثل هواية أو مهارة أمر ضروري لتحقيق الرعاية الذاتية وتحسين صحة العقل.
  • الحصول على فترات راحة على مدار اليوم يساهم في منع الإرهاق وخفض التوتر لدى الفرد.
  • ممارسة الامتنان وهي خطوة هامة لتحقيق الرعاية الذاتية، إذ يكون له تأثير إيجابي على صحة العقل، ويمكن تطبيقه بالتفكير نهاية كل يوم في الجوانب الايجابية التي تحققت والامتنان لها.
  • طلب المساعدة النفسية من متخصص حال الاحتياج، فعندما تشعر بحالة نفسية سيئة لا يجب الانتظار دون اللجوء إلى متخصص للمساعدة في حل المشكلة.

تختلف طرق تطبيق ما سبق بين كل فرد وآخر حسب التزاماته وحياته ومتطلباته، ولكن وفق الدراسات المختلفة يحتاج الإنسان للاهتمام بصحته الجسدية والعقلية والنفسية بشكل متواز للحصول على صحة مثلى.

وقد حاولنا في هذه المقالة رصد أبسط الطرق لتحقيق هذا الأمر من خلال التمارين البسيطة والتغذية السليمة وطرق الحفاظ على العقل والصحة النفسية، الأمر الذي يساهم في تحقيق التوازن للفرد وزيادة قدرته على ممارسة حياته بالشكل الصحيح والتخلص من الضغوطات المختلفة والوصول إلى حياة جيدة وإيجابية ليكون الفرد مفيدًا ومنتجًا في المجتمع.

التعليقات