هناك العديد من الطرق المتنوعة والمختلفة التي يمكن استخدامها للقضاء على الإجهاد العام الذي يصيب أجسامنا من فترة لأخرى، وعلى الرغم من أن المستويات المرتفعة من التوتر والقلق والاكتئاب قد تتطلب إجراء تقييم طبي، إلا أنك قادر على تخفيف التوتر قبل أن يخرج عن نطاق السيطرة بأكثر طريقة آمنة، وهي اختيار الطعام المناسب!
يمكن أن يكون الطعام أحد أكبر حلفائك أو أعدائك، فمع أن القلق لديه طرقا عديدة للتسلل إلى كل جانب من جوانب حياتنا تقريبًا، فإن بعض الأطعمة أيضًا قادرة على مواجهته بكل قوة ولكن فقط إذا اخترت تلك المليئة بالعناصر الغذائية الأساسية.
وقبل أن نخبرك ما هي هذه الأطعمة، يجب أن تفهم أولًا ماذا يفعل الكورتيزول "هرمون التوتر" في جسدك؟ ومدى فعالية الطعام في مواجهته. اقرأ السطور التالية بعناية!
ماذا يفعل الكورتيزول في جسدك؟
الكورتيزول أو ما يُعرف أحيانًا باسم "هرمون التوتر"، لأن الغدة الكظرية تطلقه عندما تكون في موقف مرهق أو عندما يكون جسمك تحت ضغط بدني، هو المفتاح لمساعدة جسمك على إدارة غريزة القتال أو الهروب.
ويلعب الكورتيزول العديد من الأدوار الهامة في الجسم، بما في ذلك:
- تنظيم دورات النوم.
- تقليل الالتهاب.
- زيادة نسبة السكر في الدم.
- إدارة كيفية استخدام الجسم للكربوهيدرات والدهون والبروتينات.
- السيطرة على ضغط الدم.
إذن، ما هي حقيقة استخدام أنواع من الطعام للقضاء على الإجهاد العام؟
هنالك ميل لقبول القلق كجزء لا مفر منه من حياتنا والتعايش معه في عالمنا الحديث المرهِق، ومع ذلك فإن التغييرات الغذائية البسيطة يمكن أن تساعد على تخفيف الاستجابة للضغط النفسي.
في حين أن هناك عدة طرق لعلاج القلق، فقد أظهر البحث الذي أجراه بيتر روي بيرن في عام 2015 أن 50% إلى 60% فقط من الناس يستجيبون للأدوية والعلاج النفسي، وأن ربع المرضى فقط تم شفائهم بالكامل من أعراضهم.
فيما أظهر استطلاع أجرته شركة Express Scripts بعد جائحة كورونا، أن نسبة الزيادة في عدد الوصفات الطبية الجديدة للأدوية المضادة للقلق بحلول منتصف آذار/ مارس 2020 بلغت 37.7%.
وعلى الرغم من أنه هناك حاجة ماسة إلى الأدوية والعلاجات التقليدية للتغلب على التوتر في أوقات الضغط مثل أيام الوباء، فمن المهم التفكير على نطاق أوسع حول كيفية التأثير بشكل أفضل على صحتنا العقلية؛ وإحدى هذه الطرق هي من خلال عاداتنا الغذائية حيث أوضح البحث الذي أجراه أوبي وآخرون في عام 2015 أن خياراتنا الغذائية أصبحت أكثر أهمية من أي وقت مضى.
فكما يقول أستاذ التغذية، كريس إيثرتون "عندما تكون تحت الضغط، قد ترغب في تناول كعكة دونات مغموسة في الشوكولاتة، ولكن على الرغم من أنها مغرية إلا أنها لن تساعد في رفع معنوياتك، بل ربما ستجعلك تشعر بالغضب والإرهاق.. لذا فأنت بحاجة إلى أطعمة مهدئة تخفف التوتر وتحسن مزاجك".
5 أنواع من الطعام ستعيد لك حيويّتك
جسمك يستهلك ما تطعمه... لذا فإن أفضل طريقة للحصول على أكبر قدر من الطاقة من ما تأكله هو التأكد من أنك تقدم لنفسك أفضل طعام ممكن.
فالصحة هي التي تتعرض للخطر عندما يكون لديك أكوام من العمل وأسباب أخرى للتوتر، ولكن مع الأطعمة الخمس التالية التي تساعد على التخلص من التوتر، فإنك ستدعم صحتك العقلية لتبقى دائمًا فائزًا وقادرًا على القضاء على الإجهاد الذي تشعر به!
-
دقيق الشوفان.. مسكّن طبيعي للتوتر
هذا الطعام المريح الذي يدوم لفترة طويلة هو عبارة عن كربوهيدرات معقدة، ويحافظ على استقرار نسبة السكر في الدم ويقلل من مستوى هرمونات التوتر في الدماغ.
كما يساعد الشوفان أيضًا على التخلص من التوتر وذلك عن طريق إطلاق مادة السيروتونين الكيميائية التي تزيد من الاسترخاء والهدوء.
-
البازيلاء.. مهدئة للأعصاب
في الواقع إن البازيلاء وأقاربها كالعدس وفول الصويا والفاصولياء والفول السوداني، غنية بالثيامين المهدئ للأعصاب (فيتامين ب1).
يُطلق على الثيامين أحيانًا اسم فيتامين مضاد الإجهاد لأنه يقوي جهاز المناعة ويعزز قدرة الجسم على تحمل التوتر.
-
المأكولات البحرية.. قنبلة للقضاء على الإجهاد العام
الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، وتحافظ هذه الزيوت على هرمون التوتر الكورتيزول تحت السيطرة بينما تنظم مستويات الأدرينالين، إذ أنه تم العثور على نتائج تؤكد فعالية أحماض أوميغا 3 الدهنية في الحماية من أمراض القلب والسكتات الدماغية والاكتئاب، وقد تساعد في خفض ضغط الدم.
كما أن المحار يُعد أيضًا بمثابة وجبة خفيفة تخفف التوتر ومليئة بفيتامينات ب والمغنيسيوم، حيث تساعد فيتامينات (ب) على استقرار الحالة المزاجية وتخفيف أعراض القلق والاكتئاب.
-
السبانخ.. مزيج من العناصر لمحاربة التوتر
تُعتبر هذه الأوراق الخضراء مصدرًا جيدًا للمغنيسيوم وهو معدن مرتبط بانخفاض مستويات التوتر والقلق، إذ تميل مستويات المغنيسيوم إلى الانخفاض كلما زاد التوتر ما قد يؤدي إلى التعب والصداع، لذا أضف الأطعمة الغنية بالمغنيسيوم إلى نظامك الغذائي لمحاربة التوتر والأمراض المرتبطة بالتوتر مثل النوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم.
بالإضافة إلى ذلك، فإن أوراق السبانخ غنية بفيتامين C الذي لا يستطيع الجسم إنتاجه بمفرده، وقد تم ربط نقص C بزيادة مستويات التوتر. كما تحتوي السبانخ أيضًا مثل الملفوف والبروكلي والقرنبيط على كميات وفيرة من حمض الفوليك المعروف أيضًا باسم فيتامين ب9 الذي يحفّز على إنتاج الدوبامين، وهو مادة كيميائية في الدماغ تساعد خلايا الدماغ على التواصل مع بعضها البعض.
-
القرع الشتوي..
إن جميع أنواع القرع الشتوي بما في ذلك المفضلة في فصل الخريف غنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، والتي تعتبر مهمة لصحة الدماغ وكذلك صحة القلب، إذ تساعد أوميغا 3 وهي جزء من عائلة الدهون المتعددة غير المشبعة على الحماية من الآثار المدمرة للإجهاد المزمن، والتي يمكن أن تلحق الضرر بمنطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة.
كيف توظف الطعام لاستعادة حيويتك والقضاء على الإجهاد العام؟
يمكن للنظام الغذائي المتوازن أن يدعم نظام المناعة الصحي وإصلاح الخلايا التالفة، فهو يوفر الطاقة الإضافية اللازمة للتعامل مع الأحداث العصيبة!
تشير الأبحاث المبكرة إلى أن بعض الأطعمة التي تحتوي على الدهون المتعددة غير المشبعة بما في ذلك دهون أوميغا 3 والخضروات قد تساعد في تنظيم مستويات الكورتيزول.
لذا، إن كنت تعتمد بشكل متكرر على الوجبات السريعة لأنك متعب أو مشغول جدًا على أن تقوم بإعداد وجبات الطعام في المنزل، ففكر في تخطيط الوجبات (طبخ كمية تكفيك لأسبوع كامل) وهي ممارسة يمكن أن تساعد في توفير الوقت على المدى الطويل، وضمان وجبات صحية أكثر توازنا ومنع زيادة الوزن.
كما أن الأكل الواعي إستراتيجية رائعة للقضاء على الإجهاد العام، إذ تعمل ممارسات الأكل الواعي على مكافحة التوتر من خلال تشجيع التنفس العميق واتخاذ خيارات غذائية مدروسة وتركيز الاهتمام على الوجبة وأيضًا مضغ الطعام ببطء وبشكل كامل.
للقضاء على الإجهاد العام.. انتبه لأنواع الطعام التي تختارها!
الحقيقة المؤكدة هي أن ما نأكله لديه القدرة على مساعدتنا أو إيذائنا، فالانتباه لما هو موجود في طبقك يمكن أن يكون وسيلة صحية وفعالة للحفاظ على حيوتك، ومع ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والتغذية الجيدة يمكنك الحفاظ على مستويات صحية من الطاقة أثناء نوبات الاكتئاب والإجهاد العام.
التعليقات