31/10/2010 - 11:02

الاستعدادات جارية لاطلاق مسبار صغير لاستكشاف بلوتو

-

الاستعدادات جارية لاطلاق مسبار صغير لاستكشاف بلوتو
أعلن مسؤولون في ادارة الطيران والفضاء الامريكية (ناسا) ان استعدادات بدأت يوم الجمعة لنقل مسبار فضائي الى منصة الاطلاق استعدادا لاطلاقه الشهر المقبل الي كوكب بلوتو .

ويعد المسبار نيو هوريزونس New Horizons محور مهمة تتكلف 650 مليون دولار لاستكشاف اخر الكواكب الاصلية للمجموعة الشمسية المكونة من تسعة كواكب. وقد اكتشف العلماء في الاونة الاخيرة المئات من الاجسام الشبيهة ببلوتو تدور في مدارات تزيد بمقدار 50 مرة عن المسافة التي تفصل بين الشمس والارض.

وقدمت ناسا للمسبار واحدة من أكبر اوجه الدعم التي يمكن ان تنفق في مجال رحلات الفضاء.

وسيحُمل المسبار الصغير الذي يزن نحو 454 كيلوجراما ويبلغ حجمه حجم بيانو كبير الي مداره على متن مركبة شحن مخصصة للحمولات الثقيلة تسمى اطلس Atlas تابعة لشركة لوكهيد مارتن مزودة بخمس دعامات صلبة لاطلاق الصواريخ اضافة الي استخدام صاروخ دفع يعمل بالوقود السائل من طراز (سينتاور) Centaur ي المرحلة العليا ومحرك من طراز ستار 48 بي STAR 48B يعمل بالوقود الصلب في المرحلة الثالثة من الاطلاق وهي معدات يشيع استخدامها بشكل كبير عند اطلاق الاقمار الصناعية الضخمة عنها بالنسبة للمجسات العلمية الصغيرة نسبيا.

وقال جورج ديلر المتحدث باسم مركز كنيدي لابحاث الفضاء "سيبدو المسبار على هيئة غطاء رأس (قلنسوة) على قمة الصاروخ الضخم. نريد اكسابها المزيد من السرعة للوصول الي بلوتو باسرع ما يمكننا."

واضاف ديلر انه لو كانت كبسولات الفضاء ابوللو زودت بنفس حجم الطاقة تلك فان الرحلة الي القمر كان يمكن ان تستغرق تسع ساعات بدلا من ثلاثة ايام.

وسيكون على العلماء الانتظار تسع سنوات ونصف على الاقل لدراسة البيانات العلمية التي سيرسلها المسبار الي الارض وربما لاطول من هذا اذا لم يلحق المسبار ببداية فترة الاطلاق في الحادي عشر من يناير كانون الثاني المقبل.
مازال كوكب بلوتو يثير جدلا بين علماء الفلك برغم احتفالهم هذا الأسبوع بالذكرى الخامسة والسبعين لاكتشافه.

ويبدو أن اكتشاف بلوتو كان منذ البداية محاطا بالأخطاء حيث رصد عالم الفلك الأميركي بيرسيفال لويل عام 1905 عدم انتظام في حركة نبتون واستنتج من ذلك وجود جسم سماوي كبير الحجم يتسبب في عدم الانتظام.

وفي 31 مارس/آذار 1930 شاهد الأميركي كلايد وليام تومبو الكوكب الذي أطلق عليه فيما بعد اسم بلوتو.

وأوضح عالم الفلك في مرصد باريس برونو سيكاردي أن علماء الفلك في تلك الفترة اعتبروا أن "بلوتو يؤثر على حركة نبتون ولذلك سموه كوكبا خصوصا أنهم في البداية قدروا أن كتلته كبيرة".

لكن مع مرور الوقت اكتشف العلماء أن "عدم الانتظام" في حركة نبتون كان ناجما عن أخطاء في الحسابات, و"خلال القرن العشرين, تراجعت كتلة بلوتو شيئا فشيئا" حتى استقرت حاليا عند أقل بأربعمائة مرة من كتلة الأرض.

وبلوتو كوكب مائل إلى الصفرة يبلغ قطره 2500 كم أي 0,17 مرة قطر الأرض ويحيطه غلاف جوي.

وعدا عن صغر حجمه يختلف الكوكب عن الكواكب الثمانية الأخرى لوجوده القريب جدا من قمر شارون الضخم الذي يبلغ قطره 1270 كم، كما يختلف بمداره البيضاوي الممتد لمسافة كبيرة وبكونه لا يدور حول الشمس في المحور الخسوفي نفسه مثل الكواكب الأخرى.

ولذلك ذهبت إحدى النظريات إلى اعتباره قمرا من أقمار نبتون تم نبذه ثم التخلي عنه، ولا يمكن اعتبار بلوتو مذنبا لأن المذنب يصدر غبارا في حين أن غلاف بلوتون الجوي متماسك.

ويعتبره بعض الفلكيين كوكبا مزدوجا مع شارون, مما يعتبر استثنائيا في النظام الشمسي.

وهناك آخرون يريدون أن يتعاملوا مع بلوتو بوصفه نيزكا، أي جسما في مدار نبتون ضمن حزام كويبر.

وتم حتى الآن رصد وجود أكثر من 200 من هذه الأجسام خلف نبتون. وفي حال اعتمد هذا التصنيف سيكون بلوتو الأكبر بينها يتبعه سدنا الذي يبلغ قطره 1200 كم والمصنف نيزكا.

ويوضح عالم الفلك أن "بلوتو اعتبر خلال عقود عدة كوكبا حقيقيا وبقي تاريخيا يصنف على هذا الأساس على الجداول"، كما أنه "لا يوجد فرق واضح" بين الكوكب والنيزك حيث "لا توجد ظاهرة فيزيائية تقول بالانتقال من وضع الكوكب إلى النيزك".

وأشار سيكاردي إلى أن "كل جسم يزيد قطره على ألفي كيلومتر يصنف كوكبا وكل ما هو أصغر من ذلك يعتبر نيزكا, ولكن هذا كله مصطنع".

وبلوتو هو الكوكب الوحيد الذي لم يرسل العلماء إليه سابقا مركبة استكشاف، إلا أنه سيتم إرسال واحدة في يناير/كانون الثاني المقبل لاستكشاف بلوتو وشارون، وستصل إلى مقربة منهما في 2015 في محاولة لإرسال صور ومعلومات أكثر دقة عن صفاتهما وبالتالي منشئهما.

وحتى ذلك الوقت, سيتم التعامل مع بلوتو بوصفه كوكبا طبقا لتسمية الاتحاد الفلكي الدولي الذي أكد في 1999 أنه لم يقدم "أي مقترح لتغيير وضع بلوتو بوصفه الكوكب التاسع في النظام الشمسي".

التعليقات