22/07/2011 - 15:32

مؤتمر روما حول الإيدز: ختان الذكور يقلص بشدّة احتمال الإصابة

ثلاث دراسات عرضت خلال مؤتمر روما حول الإيدز، أشادت بالآثار الايجابية لختان الذكور في حماية الرجال من فيروس الإيدز، إذ أظهرت أنه يقلص بشدة احتمال انتقال العدوى، لكن الدراسات لم تشجع على السلوكيات التي تنطوي على مجازفة.

مؤتمر روما حول الإيدز: ختان الذكور يقلص بشدّة احتمال الإصابة

 

ثلاث دراسات عرضت خلال مؤتمر روما حول الإيدز، أشادت بالآثار الايجابية لختان الذكور في حماية الرجال من فيروس الإيدز، إذ أظهرت أنه يقلص بشدة احتمال انتقال العدوى، لكن الدراسات لم تشجع على السلوكيات التي تنطوي على مجازفة.

وشدد عدد من الباحثين، في هذه المناسبة، على أن وسيلة الوقاية هذه، مثل غيرها، لا تكفي لوحدها، بل يجب اتباعها مع غيرها من الوسائل.

وتحت رعاية الوكالة الفرنسية للبحوث حول الإيدز (إنرس)، أراد عالم الأوبئة في "إينسيرم"، برتران أوفير، وفريقه، أن يثبتوا "في العالم الحقيقي"، ما خلصت إليها دراسات سابقة أجريت في دول عديدة من أفريقيا قبل سنوات، وكانت تلك الدراسات أظهرت انخفاضا بنسبة 60% لخطر الإصابة بالإيدز عند الرجال مغايري الجنس، ولكن ليس عند النساء.

وهكذا تمركزوا قبل ثلاث سنوات في حي فقير في مدن الصفيح، في ضاحية بجوهانسبورغ، تدعى أورانج فارم، حيث معدل الإصابة بالإيدز عال، ويصل إلى 40% عند الرجال المختونين (بين 35 و39 عاما)، و45% عند النساء.

50%  من رجال هذه المدينة، أي 20 ألف شخص، تجاوبوا مع حملة جماعية لصالح الختان الذكوري، فتحدثوا عبر الإذاعات أو عبر مكبرات الصوت، أو روجوا لها من منزل إلى منزل، أو عبر تعليق ملصقات في محطات سيارات الأجرة، أو المراكز الصحية...

في منتصف الدراسة، لاحظوا عدم وجود أي اختلاف في السلوك الجنسي بين الرجال المختونين وغيرهم من غير المختونين: الاستخدام ذاته للواقيات الذكرية (34%)، المعدل ذاته لممارسة الجنس، وعدد الشركاء ذاته.

هذا يؤكد نتائج دراسة أخرى شملت 2200 رجل، تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما، أجريت في إقليم نيانزا في كينيا، حيث لم يبدر عن الرجال المختونين أي سلوك ينطوي على المجازفة أكثر من أترابهم من غير المختونين، بعد ستة أشهر من العملية.

معدل الإصابة تراجع بحوالي 76% عند الرجال المختونين

وتبين لأوفير أن معدل الإصابة تراجع بحوالي 76% عند الرجال المختونين، لافتا إلى أنه لو لم يخضع أي رجل في هذا المجتمع للختان خلال هذه الفترة، لكان عدد الاصابات الجديدة أعلى بنسبة 58%.

وأوضح الباحث أن النساء، وهن غير محميات بشكل مباشر عبر ختان شركائهن، قد يستفدن بشكل غير مباشر من تقلص الخطر.

وقال أوفير وفقا لوكالة فرانس برس: "إنها المرة الأولى التي تثبت فيها دراسة أجريت على المستوى العالمي أن برنامجا للوقاية بين البالغين مغايري الجنس، قد ينفع في الحياة الحقيقية".

وقال إن عملية الختان تجري مرة واحدة في الحياة، وهي غير مكلفة (40 يورو)، وباتت "مقبولة اجتماعيا أكثر فأكثر".

وبحسب دراسة أخرى أعدها باحثون أوغنديون، شملت 300 رجل، فإن الختان يمنح الرجال، بالإضافة إلى الحماية من الإيدز، المزيد من الرضا الجنسي.

وتفيد الفرضية السائدة شعبيا، أن الختان مفيد لأنه يتخلص من القلفة التي تحمل في طبقتها الداخلية خلايا لانغرهانس، التي يسهل إصابتها بفيروس نقص المناعة المكتسب.

ومع ذلك، شدد عدد من الباحثين في روما على وجوب أن يكون الختان "مكملا لوسيلة أخرى للوقاية".

وقالت فرانسواز باري سنوسي، الحائزة جائزة نوبل للطب في 2008: "فلنتوقف عن التفكير بأن وسيلة واحدة للوقاية قد تكفي.. إذا أردنا تقليص احتمالات الاصابة في العالم، فلن يكون الختان السبيل الأوحد لتحقيق ذلك، ولا الواقيات الذكرية وحدها، ولا العلاج الوقائي وحده، إنما هي جميعها جزء من المقاربة للوقاية من المرض".

التعليقات