22/02/2024 - 10:48

"تشات جي بي تي" يدخل في مرحلة "الهلوسة"

تذكّر الحادثة بأنّ الذكاء الاصطناعيّ، حتّى ولو كان توليديًّا، لا يفهم ما "يقوله"، على عكس الانطباع الّذي يمكن أن يعطيه خلال "المحادثات" مع المستخدمين...

توضيحيّة (Getty)

أعطى "تشات جي بي تي" طوال ساعات من يوم الثلاثاء أجوبة لا معنى لها عن أسئلة المستخدمين، في حادث رأى فيه الخبراء تذكيرًا بأنّ أدوات الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ تبقى برامج كمبيوتر لا تفهم اللغة البشريّة.

وأفادت شركة "أوبن إيه آي" الناشئة على موقعها صباح الأربعاء بأنّ البرنامج بأنّ "تشات جي بي تي" الّذي أطلقته في نهاية عام 2022 عاد يعمل "بشكل طبيعيّ". وفي وقت لاحق من بعد الظهر، ونشرت الشركة بيانًا مقتضبًا يشرح الخلل المعلوماتيّ وراء المشكلة الّتي حصلت بعد عمليّة تحديث.

وردّ "تشات جي بي تي" مثلًا على سؤال لمستخدم يدعى "سكوت.إيسكريدج" scott.eskridge على النحو الآتي غير المفهوم: "المال للبتّ والقائمة هو أحد الغرباء والإنترنت حيث العملة وشخص التكلفة هو أحد الأصدقاء والعملة. في المرّة المقبلة الّتي تنظر فيها إلى النظام والتبادل والواقع، لا تنس أن تعطي"،

وعلى منتدى المطوّرين الّذين يستخدمون أدوات "أوبن إيه آي"، اشتكى هذا المستخدم الثلاثاء من أنّ كلّ محادثاته مع البرنامج "سرعان ما تتحوّل إلى هراء منذ ثلاث ساعات". وأحدثت "أوبن إيه آي" ثورة في مجال الذكاء الاصطناعيّ عند طرحها برنامج "تشات جي بي تي" على الإنترنت أواخر العام 2022.

وأثار النجاح الفوريّ للبرنامج اهتمامًا كبيرًا بهذه التكنولوجيا المتطوّرة القادرة على توليد نصوص وأصوات وصور ومقاطع فيديو، عادة ما تكون ذات جودة مذهلة، بناء على طلب بسيط باللغة اليوميّة. وبعد ظهر الثلاثاء بتوقيت سان فرانسيسكو، حيث تقع الشركة، أعلنت أنّها تحقّق في تقارير عن ردود غير متوقّعة من "تشات جي بي تي".

وبعد دقائق قليلة، أكّدت الشركة أنّها "حدّدت المشكلة" وأنّها "بصدد حلّها". وبادر عدد من المستخدمين إلى تحميل لقطات شاشة تظهر أجوبة غير منتظمة أو غير مفهومة من البرنامج.

وأوضحت "أوبن إيه آي" يوم الأربعاء أنّ "عمليّة تحسين لتجربة المستخدم" أدّت "إلى خطأ في الطريقة الّتي يعالج بها البرنامج اللغة". وشرحت الشركة أنّ "النماذج اللغويّة تولّد استجابات عن طريق أخذ عيّنات عشوائيّة من الكلمات، وتستند جزئيًّا إلى الاحتمالات". وأوردت الشركة لاحقًا المزيد من التفاصيل الفنّيّة، معلنة "حلّ" المشكلة بعد "تثبيت تصحيح".

وتذكّر الحادثة بأنّ الذكاء الاصطناعيّ، حتّى ولو كان توليديًّا، لا يفهم ما "يقوله"، على عكس الانطباع الّذي يمكن أن يعطيه خلال "المحادثات" مع المستخدمين. فعندما ظهرت للمرّة الأولى قبل عام، كانت الواجهات على غرار "تشات جي بي تي" أو البرنامجين المنافسين لها من "غوغل" و"مايكروسوفت" تميل باستمرار إلى "الهلوسة"، أي اختلاق الوقائع أو حتّى محاكاة عواطف.

وأمل خبير الذكاء الاصطناعيّ غاري ماركوس في أن ينظر إلى حادثة الثلاثاء على أنّها "جرس إنذار". وكتب في نشرته الإخباريّة الثلاثاء "لم تكن هذه الأنظمة يومًا مستقرّة، ولم يتمكّن أحد على الإطلاق من بناء ضمانات أمنيّة حولها".

وشدّد على "أهمّيّة" توفير "تقنيّات مختلفة تمامًا تكون أقلّ غموضًا وأكثر قابليّة للتفسير"ويمكن "تصحيحها وصيانتها وتاليًا تشغيلها بسهولة أكبر".

التعليقات