رواد العلوم وصناع التاريخ... أحمد زويل مثالًا

إلى جانب جائزة نوبل، منح زويل أكثر من 100 جائزة عالمية من بينها جائزة ألبرت أينشتاين العالمية وجائزة ليوناردو دافنشي ووسام بنجامين فرانكلين، وجائزة الملك فيصل وميدالية "بريستلي"، ومنحته فرنسا وسام جوقة الشرف الوطني برتبة فارس، وأنشأت أيضا جوائز عالمية تحمل اسمه، هذا بالإضافة إلى حصوله على 50 درجة فخرية في مجالات العلوم والطب والآداب الإنسانية والفلسفة والقانون.

رواد العلوم وصناع التاريخ... أحمد زويل مثالًا

جزء من مليون مليار جزء من الثانية”، وحدة زمنية متناهية الصغر، لم يكن العالم يستطيع أن يرصدها قبل أن يستخدم العالم المصري  د.أحمد زويل شعاع الليزر لرصدها، وذلك بعد عقود قضاها في البحث العلمي حتى توصل إلى “زمن جديد”، ليترك إضافة جديدة للبشرية، ويسطر لنفسه صفحة مشرقة كأحد أبرز علماء الكيمياء في العالم.

رحل زويل عن عالمنا مساء الثلاثاء الماضي 2 أغسطس عام 2016، عن عمر يناهز 70 عامًا، قدم خلالها للبشرية إسهامات غير مسبوقة في علوم الكيمياء والذرة وأشعة الليزر، حيث شغل مواقع علمية كثيرة استطاع من خلالها تطوير علوم جديدة وإضافة الكثير الذي استفادت منها مجالات الكيمياء والفيزياء والطب.

وُلد أحمد حسن زويل بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة في 26 فبراير 1946، ودرس بمدرسة “دمنهور الثانوية بنين”، وحصل على بكالوريوس العلوم قسم الكيمياء عام 1967 من جامعة الإسكندرية، ثم شهادة الماجستير من نفس الجامعة، قبل أن يسافر إلى الولايات المتحدة ليستكمل دراسته ويحصل على درجة الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا عام 1974، بعد ذلك حصل على الزمالة من جامعة كاليفورنيا في مدينة بيركلي قبل أن يلتحق بهيئة التدريس في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ويحصل على الجنسية الأمريكية.

أصبح زويل أول عالم عربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء، وذلك بعد اكتشافه زمنا جديدًا لم تكن البشرية تتوقع رصده من قبل، عبر تمكنه من مراقبة حركة الذرات داخل الجزيئات أثناء التفاعل الكيميائي مستعينا بتقنية الليزر السريع، حيث حاز جائزة نوبل عام 1999 لاختراعه ميكروسكوبًا يقوم بتصوير أشعة الليزر في زمن مقداره "فمتوثانية"، وهو جزء من مليون مليار جزء من الثانية.

إلى جانب جائزة نوبل، منح زويل أكثر من 100 جائزة عالمية من بينها جائزة ألبرت أينشتاين العالمية وجائزة ليوناردو دافنشي ووسام بنجامين فرانكلين، وجائزة الملك فيصل وميدالية "بريستلي"، ومنحته فرنسا وسام جوقة الشرف الوطني برتبة فارس، وأنشأت أيضا جوائز عالمية تحمل اسمه، هذا بالإضافة إلى حصوله على 50 درجة فخرية في مجالات العلوم والطب والآداب الإنسانية والفلسفة والقانون.

وفي مصر حاز زويل على تكريم من نوع خاص، حيث حصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى وعلى قلادة النيل العظمى وهي أرفع وسام مصري.

وبحسب موقع مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، شغل زويل عدة مناصب وهي أستاذ كرسي الكيمياء في معهد لينوس بولينج، وأستاذ الفيزياء في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، ومدير مركز البيولوجيا الفيزيائية التابع لذات المعهد، أيضا كان زويل عضوا منتخبا في عدد من الجمعيات والأكاديميات العلمية، ومن بينها جمعية الفلسفة الأميركية، والأكاديمية الوطنية للعلوم، والجمعية الملكية في لندن، والأكاديمية الفرنسية، والأكاديمية الصينية، والأكاديمية السويدية، والأكاديمية الروسية، ونشر العالم المصري أكثر من 350 بحثا علميا في مختلف المجلات العلمية العالمية المرموقة مثل مجلة ساينس ومجلة نيتشر.

في عام 2009 عين الرئيس الأميركي باراك أوباما زويل في المجلس الاستشاري الرئاسي في البيت الأبيض، وفي نوفمبر من نفس العام عين كأول مبعوث علمي للولايات المتحدة إلى دول الشرق الأوسط، كما رشحه بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة لعضوية المجلس الاستشاري العلمي للأمم المتحدة.

ومع بداية عام 2013، كشف زويل عن إصابته بورم سرطاني في النخاع الشوكي، وقال آنذاك إنه تخطى المرحلة الحرجة وإنه في المراحل النهائية للعلاج، بعدها فوجئ العالم برحيل زويل الذي طلب في وصيته أن يوارى الثرى في بلده الأم مصر.

وقد نعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أحمد زويل، قائلا: “ببالغ الحزن وعميق الأسى ننعي العالم الجليل أحمد زويل”، وأضاف في بيان أصدرته رئاسة الجمهورية: “أن مصر فقدت اليوم ابنا بارًا وعالمًا نابغًا بذل جهودًا دؤوبة لرفع اسمها عاليًا في مختلف المحافل العلمية الدولية”، وتابع البيان: :إن زويل كان حريصًا على نقل ثمرة علمه وأبحاثه التي أثرت مجالي الكيمياء والفيزياء إلى أبناء مصر، الذين يتخذون من الفقيد الراحل قدوة علمية عظيمة وقيمة إنسانية راقية”.

ويعد زويل أحد أبرز العلماء المصريين الذين نالوا اهتماما خاصًا من قبل كافة من شغلوا منصب رئيس الجمهورية في مصر، حيث اهتم جميعهم باستقباله للاستفادة من خبراته العلمية، في تطوير الحياة العلمية والتكنولوجية بمصر، حيث التقى زويل الرئيس الأسبق حسني مبارك، في العام 1999 أثناء تكريمه من قبل مؤسسة الرئاسة، عقب حصوله على جائزة نوبل في الكيمياء، وقلد مبارك زويل خلال احتفالية كبرى قلادة النيل العظمى وهي أعلى وسام مصري.

وعقب الإطاحة بالرئيس الأسبق مبارك في ثورة 25 يناير 2011، التقى زويل بالرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو 2013، وبحث معه مشروع مدينة زويل العلمية التي تم افتتاحها في 20 نوفمبر 2012، قائلا: “إن مرسي ذكر له أسماء 10 علماء مصريين يعرف هو شخصيًا أبحاثهم، فالدكتور مرسي قبل أن يكون رئيسا فهو عالم، وعندما يلتقي العلماء يتحدثون في العلم”، بحسب قوله.

وبعد عزل مرسي التقى زويل بالمستشار عدلي منصور، الرئيس المؤقت، تناول خلال اللقاء مستقبل مصر والوضع الحالي للبلاد، وسبل الانتقال بمصر إلى مصاف الدول المتقدمة، وفي ديسمبر من العام 2014، التقى زويل الرئيس عبدالفتاح السيسي، واستعرضا سير العمل الإنشائي لمدينة زويل العلمية، والعمل على نقل التكنولوجيا الحديثة من الخارج بالتوازي مع رعاية البحث العلمي في مصر والاهتمام بالابتكارات المصرية القابلة للتنفيذ والمجدية اقتصاديًا.

ومن جانبه، يقول د. جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة عن زويل: إنه كان عالمًا جليلًا وأستاذًا فاضلًا انتفع العالم بعلمه، حيث كانت له بصمته وإسهاماته العلمية الكبيرة والتي لم تقتصر على مجال الكيمياء، بل استفادت بها مجالات العلوم والطب، موضحًا أن زويل نشر له أكثر من 300 بحث علمي في مختلف المجلات العلمية العالمية المرموقة مثل مجلة ساينس ومجلة نيتشر، كما أنه حاز على الكثير من الدرجات العلمية والجوائز والأوسمة، مما جعله يخلد اسمه كأحد أبرز علماء الكيمياء في العالم.

اقرأ/ي أيضًا| أحمد زويل... وداعًا

وقد أدرج أحمد زويل في قائمة الشرف بالولايات المتحدة التي تضم أهم وأبرز الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية، حيث يأتي اسمه في المرتبة التاسعة بين 29 شخصية بارزة، باعتباره أهم العلماء في الولايات المتحدة، وهذه القائمة تضم ألبرت أينشتاين، وألكسندر جراهام بيل.

 

التعليقات