أضرار الهاتف الذكي

أضرار الهاتف الذكي على الصحة

اضطراب في أنماط النوم

يميل الناس إلى تصفح هواتفهم الذكية مساءً حتى في أيام العمل الطويلة والمرهقة. إلا أن هذا التصرف قد يؤدي إلى اضطراب في عادات وأنماط النوم حيث ينسى الشخص الوقت وهو يتصفح صفحات منصات التواصل الاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك فإن الضوء الأزرق المنبعث من كل أنواع الأجهزة الذكية يؤثر سلبا على إيقاع اليوم للدماغ ويوهمه بأن الوقت لا زال باكرا ما يسبب الأرق على المدى البعيد.

قلة الحركة الجسدية

جعلت التكنولوجيا كل شيء في متناول أيدينا. مما لا شك فيه أن التكنولوجيا قد جعلت الحياة أسهل بكثير إلا أننا لا يمكن أن ننكر تأثيراتها السلبية وتأثيرات الهواتف الذكية السلبية على وجه الخصوص. حيث ازداد اعتمادنا على التكنولوجيا بشكل كبير وبتنا بالكاد نتحرك أو نخرج للاستمتاع بوقتنا بل نكتفي بالجلوس في المنزل والتحديق في شاشاتنا الذكية إلى درجة أننا نطلب الطعام من المطاعم بنفس الطريقة ليصل إلينا جاهزا.

تهديد الصحة العقلية

وفقا للدراسات العلمية الحديثة فالهواتف الذكية يمكن أن تؤثر بالصحة العقلية للمستخدمين. كما يمكن الوصول إلى حالة الإدمان على الإنترنت واستخدام الهاتف الخليوي ما يؤدي إلى الاكتئاب والقلق الاجتماعي. وقد أثبتت بعض الدراسات التي أجريت على طلاب الجامعات أن الاستخدام المفرط للهواتف الذكية قد أثر سلبا على صحتهم العقلية فأصبحوا مأسورين أمام شاشاتها ويلازمون غرفهم ويخشون الاختلاط بالناس في العالم الواقعي.

التأثير على صحة العينين

لطالما سمعنا الآباء والأمهات ينبهون أطفالهم من كثرة التحديق لوقت طويل في شاشات التلفاز أو الاقتراب من الشاشة لأن ذلك قد يؤذي العين ويضعف البصر. يحصل الأمر ذاته عندما نمضي وقتا طويلا أمام شاشة الهاتف الذكي التي يمكن أن تؤثر على صحة العين. تصدر الشاشات الرقمية ما يعرف باسم الضوء الأزرق ذو التأثير السلبي على صحة العين وقوة النظر.

تأثر العمود الفقري

من المعروف أن وضعيات الجلوس الصحية ليست دائما الوضعية التي يتخذها الجميع أثناء الاسترخاء أو الانغماس في أمر ما. المشكلة هنا أن الجلسة غير الصحية يمكن أن تستمر لساعات دون أن يحس الشخص بالانزعاج لأنه مشغول بما يراه ويقرأه على هاتفه الذكي. تتركز التأثيرات السلبية للاستخدام المفرط للهواتف الذكية على الرقبة بسبب الانحناء اللا إرادي أثناء التصفح بالإضافة إلى الضرر الذي قد يصيب باقي الفقرات بسبب التيبس والوضعيات الخاطئة وقلة الحركة والتمرين.

تأثيرات على الأجيال القادمة

يفيد المختصون بعلم التطور بأن الهواتف الذكية لاتساع نطاق استعمالها ستؤثر على جسم الإنسان في الأجيال اللاحقة. بمعنى آخر سيتطور الجسم لملائمة حاجات الجهاز الذكي مثلما تطور في السابق بعدة أشكال. على سبيل المثال كانت أضراس العقل ضرورية في عصور ماضية عندما كان الإنسان يتناول اللحم نيئا ومنذ عرف الإنسان النار والطهي توقفت حاجته إلى أضراس العقل ذات القوة الكبيرة والقدرة على قضم اللحم النيء واليوم نرى أنها قد لا تبزغ أبدا عند البعض نتيجة للتطور. كذلك الأمر بالنسبة لتأثيرات الهواتف الذكية فيعتقد العلماء أن إصبع الإبهام سيصبح أقوى وأكثر قدرة على الحركة والتحكم بالشاشات وأن محور العين سيتغير شكله لملاءمة النظر بالشاشات عن قرب أمام الوجه.

أضرار الهاتف الذكي على الشباب

الجرائم الإلكترونية

من المعروف أن الأطفال والشباب يتم التنمر عليهم وملاحقتهم وابتزازهم وفي بعض الأحيان خطفهم عبر حسابات منصات التواصل الاجتماعي حول العالم. يجعل الهاتف الذكي بخصائصه الجديدة هذه الأغراض أسهل على المجرمين لأن الأطفال والمراهقين يقومون بنشر صورهم ونشاطاتهم والأماكن التي يزورونها بانتظام مشاركتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

التأثير على العلاقات الاجتماعية

من الصحيح أن منصات التواصل الاجتماعي قد أصبحت سهلة الدخول والاستخدام بفضل الهواتف الذكية مما يسهل إقامة علاقات إلكترونية وصداقات مع أشخاص حول العالم، إلا أن ذلك أثر بنفس الوقت على تواصل الشباب فيما بينهم وعلى علاقاتهم الاجتماعية في الحياة الواقعية. ببساطة تستسهل هذه الفئة العمرية التحدث مع الآخرين عبر الشاشة الذكية عوضا عن التحدث مع الآخرين من حولهم.

إدمان التواصل الاجتماعي

أصبح الشباب يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي لمشاركة واطلاع الآخرين على نشاطاتهم وأخبارهم وكل تفاصيل حياتهم من الأكل والملابس وغيرها، وفي المقابل ينتظرون من الآخرين أن يعلقوا ويبدو إعجابهم بما يشاركونه. تكمن المشكلة هنا في حال عدم تلقي الإعجابات والتعليقات التي يرجونها لأن ذلك يمكن أن يجعلهم يشعرون بعدم أهميتهم أو قلة الثقة بالنفس. من الطبيعي أن الاعتماد على عدد الإعجابات والتعليقات لتقرير قيمة الشخص أمر غير صحي أبدا.

FOMO

يرمز هذا الاختصار إلى Fear of Missing Out ويعني الخوف من تفويت المتعة. ينظم أصدقاؤك رحلة سياحية إلى أحد المصايف إلا أنك تضطر إلى عدم الذهاب بسبب الامتحانات أو العمل أو لا تستطيع تحمل تكاليف السفر. وعوضا عن شغل نفسك بأمور مهمة أو ممتعة أخرى تجلس في المنزل وتراقب تحركاتهم ونشاطاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وتتحسر لأنك لست معهم تستمتع بوقتك. هذا هو شعور الـFOMO وهو مزيج بين شعور الحسرة مع الحسد والغضب.

التصورات والتوقعات الخاطئة

إن فئة الشباب على وجه الخصوص منغمسة بمواقع التواصل الاجتماعي لدرجة أن توقعاتهم عن الحياة والواقع أصبحت مشوهة جدا. يعود الفضل بهذا إلى الكثير من ميزات التعديل و"الفلاتر" المتوفرة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تجعل الشخص صورة عن الكمال وترفع مستوى التوقعات لدى الكثيرين حول معايير الجمال. بالإضافة إلى ذلك فكل شخصية معروفة على الإنترنت عادة ما يكون خلفها فريق كامل من اختصاصيي التغذية والرياضة والشعر والمكياج والموضة لتحسين مظهرها وشكلها، فمن غير العادل مقارنة الأشخاص العاديين بهذه الشخصيات.

التأثير السلبي على التحصيل العلمي والطلاب

تشير الدراسات إلى أن التعلم من الكتب المطبوعة أفضل من حيث النتائج من التعلم عن الشاشات الذكية. المشكلة أنه مع التقدم والانفتاح العلمي والتكنولوجي لا يضطر أحد إلى حمل الكتب أو قراءة الجرائد أو البحث في القواميس. تؤدي هذه الأمور إلى تأخر في المستوى اللغوي واعتماد لغة مليئة بالاختصارات كما أنها تؤدي إلى قلة في التركيز.