ميتافيرس... كلمة السر التي سترافقنا خلال السنوات القادمة

التقنيات الحديثة للتواصل بدأت بالفعل يؤثر على بيئات العمل المختلفة، إذ بدأ الموظّفون يديرون ظهورهم لأماكن العمل التقليديّة التي تتطلّب الحضور الوجاهيّ

ميتافيرس... كلمة السر التي سترافقنا خلال السنوات القادمة

(Getty)

بعد أشهر من الحديث حول تقنيّة "ميتافيرس" الجديدة، صدرت تقارير صحافيّة تفيد بأنّ مستقبل التقنيّة الذي نتوقّعه "بعيد حتّى الآن" عن أن يصبح واقعًا مُعاشًا، وعاد الحديث مجدّدًا حول هذه التقنيّة، بعد إعلان شركة سوني عن تطويرها لـ"عوالم افتراضيّة" لألعاب بلاي ستيشن ضمن عوالم ميتافيرس.

ونشر موقع "ذا فيرج" المختصّ بالتكنولوجيا، تقريرًا، تتحدّث فيه حول مؤتمر "سي إيه إس 2023"، والعرض الذي أجرته الشركة لعالمها الافتراضيّ لنادي "مانشستر سيتي" عبر الميتافيرس.

وقال مدير المنتجات في "سوني"، إنّ العالم الافتراضيّ سينفرد بتفاعلات فريدة من نوعها، حيث سيتيح للمستخدمين التواصل بطريقة جديدة.

وكانت سوني قد عرضت مقطعًا آخر تظهر فيه عمليّة تصوير اللاعبين، وإعادة تشكيل أجسامهم، وذلك من خلال 7 أجهزة استشعار، لتعيد بذلك إنشاءها رقميًّا في فضاء الميتافيرس، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، تمّ الإعلان عن الشراكة بين سوني ومانشستر سيتي.

يقول خبراء في مجال الميتافيرس، إنّه على الأرجح خلال السنوات المقبلة، لن نستخدم الإنترنت من خلال شاشة، وربّما سوف يبدو هذا الإنترنت الذي نستخدمه اليوم (ثنائي الأبعاد) مثيرًا للسخرية والتندّر، لكنّهم يحذّرون من أنّ هناك مبالغة في الترويج لعوالم ميتافيرس في الوقت الحاليّ، وأنّها غير موجودة بعد.

بين التواصل الاجتماعيّ وعوالم ميتافيرس

Getty

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" في نهاية العام الماضي، قد أفادت بأنّ مجموعة "ميتا"، الشركة الأمّ لفيسبوك وإنستغرام وواتساب، والتي تعمل على تطوير هذه التقنية، تعتزم تسريح آلاف الموظّفين، إذ يعمل في الشركة حوالي 87 ألف موظّف في أنحاء العالم، وذلك حسب الأرقام المنشورة في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي.

وتأثّر آلاف الموظّفين في الشركة من هذا الإجراء، الذي يعتبر الأوّل في تاريخ عملاق مواقع التواصل الاجتماعي، وعوالم ميتافيرس.

وكان رئيس مجموعة ميتا، مارك زوكربرغ، قد أشار إلى أنّ عدد الموظّفين لا ينبغي أن يرتفع مع عام 2023، وإنّما يجب أن ينخفض.

وفي سياق متّصل، كان رئيس شركة تسلا، وأغنى رجل في العالم - سابقًا - إيلون ماسك، قد سرّح تقريبًا نصف موظّفي شركة تويتر عقب الاستحواذ عليها مباشرة، كما جمّدت شركة "أمازون" التوظيف، وهو ما يحدث الآن في كثير من شركات التكنولوجيا القائمة على تطوير تقنيّات تتعلّق بعوالم ميتافيرس.

ويقول خبراء التكنولوجيا، إنّ منصّات التواصل الاجتماعيّ تعاني في هذه الأيّام اقتصاديًّا، إذ يرتكز نموذجها الاقتصاديّ على الإعلانات، وتأتي معاناتها بعد خفض المعلنين إنفاقهم، خاصّة بعد تقارير التضخّم العالميّ وارتفاع معدّلات الفائدة الجنونيّة.

وكانت شركة "ميتا" قد أعلنت عن تراجع أرباحها الصافية إلى 4.4 مليار دولار، أي بانخفاض نحو 52٪ على أساس سنويّ.

أين نحن اليوم من الميتافيرس؟

Getty

لا توجد إجابات واضحة لهذا السؤال حتّى اليوم، مع أنّ النقاشات حول الميتافيرس وماهيّته وطريقة عمله ما زالت تستحوذ على عقول كثير من المستخدمين، إلّا أنّنا في الواقع، بعيدون عن أيّ نموذج حقيقيّ مستخدم لهذه العوالم. إذ ما زالت التقنيّة حتّى الآن محصورة بتقنيّات الواقع الافتراضيّ (AR+VR) ومحاولات المزج ما بينهما.

تقارير كثيرة أيضًا تشير إلى أنّ ذلك بدأ بالفعل يؤثر على بيئات العمل المختلفة، إذ بدأ الموظّفون يديرون ظهورهم لأماكن العمل التقليديّة التي تتطلّب الحضور الوجاهيّ، ويعود هذا إلى أسباب مثل الإغلاقات العالميّة التي تسبّبت بها جائحة كورونا، ومن هنا، بدأ الولع الجديد تجاه الاجتماعات الافتراضيّة.

بالنظر إلى عالم الألعاب، فقد بلغ عدد مستخدمي لعبة "فورتنايت" 350 مليون مستخدم في منتصف عام 2020، ويرجع خبراء هذا الأمر، إلى أنّ الناس على استعداد تامّ للتكيّف مع عوالم ميتافيرس فور إطلاقها، ويتوقّع بيل غيتس، حدوث هذه التغيّرات خلال 3 أعوام. وما زالت العديد من منصّات التكنولوجيا، تقدّم المزيد من التقنيّات التي ترسّخ الميتافيرس كثورة جديدة في عالم التكنولوجيا، والتي ستنسحب إلى المجالات المختلفة، الاقتصاديّة والتكنولوجيّة والاجتماعيّة، وحتّى في طريقة تعاطينا مع المؤسّسات التعليميّة.

التعليقات