ما الذي تستطيع الشركات فعله بعناوين البريد الإلكتروني؟

خلال سنوات طويلة، قامت وكالات الإعلان الرقميّة بتجميع ملفّ لكلّ مستخدم، وذلك استنادًا للمواقع التي يزورها على الويب، وهذه المعلومات، يتمّ تجميعها بطرق سريّة، ومن هذه الطرق ملفّات تعريف الارتباط

ما الذي تستطيع الشركات فعله بعناوين البريد الإلكتروني؟

(Getty)

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة، تقريرًا حول التكنولوجيا المستخدمة في معالجة المواقع الإلكترونيّة عناوين البريد الإلكتروني للمستخدمين. وتقول الصحيفة، إنّه حين يشارك المستخدم جزءًا من المعلومات الأساسيّة، مثل عنوان البريد الإلكترونيّ، فإنّه في الحقيقة يشارك أكثر بكثير من مجرّد بريد إلكتروني.

وناقش التقرير السبب الحقيقيّ وراء رغبة الشركات والمواقع في الحصول على عناوين البريد الإلكتروني بالنسبة للزائرين والمستخدمين، فالبريد الإلكتروني ليس مجرد بريد إلكتروني بالنسبة لشركة، وإنّما هو كنز بالنسبة للمعلنين وناشري الويب وصانعي التطبيقات. وهو يشبه فتات الخبز الرقمي الذي يربط هذه الشركات بالمستخدمين، وتقديم إعلانات ذات صلة لهم.

واعتمدت صناعات الإعلانات الرقميّة، لعقود من الزمان، على أدوات التتبع غير المرئيّة المزروعة داخل مواقع الويب والتطبيقات لمتابعة أنشطة مستخدميها، وتقديم الإعلانات ذات الصلة، وخلال السنوات الماضية، حدثت تغييرات شاملة على نظام الإعلانات، ومنها سماح شركة "آبل" للمستخدمين بمنع التطبيقات من استخدام ملفات تعريف الارتباط، والتي تتيح لهذه المواقع تتبع المستخدمين وأنشطتهم، وحاليًّا، يقوم أصحاب التطبيقات والمواقع باستخدام طرق بديلة، مثل طلب عنوان البريد الإلكتروني.

ويمكن لعنوان البريد الإلكتروني الارتباط ببيانات أخرى، بما في ذلك المدرسة التي ذهب إليها المستخدم، أو نوع السيارة التي يقودها، والكثير من المعلومات الأخرى.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة "موديرن إمباكت" للإعلان في مينيابوليس "يمكنني أخذ عنوان البريد الإلكتروني والعثور على البيانات التي ربما لم تدركها، حتّى أنّك منحتها لعلامة تجارية… كميّة البيانات المتوفرة لدينا، صادمة حرفيًّا.

خلال سنوات طويلة، قامت وكالات الإعلان الرقميّة بتجميع ملفّ لكلّ مستخدم، وذلك استنادًا للمواقع التي يزورها على الويب، وهذه المعلومات، يتمّ تجميعها بطرق سريّة، ومن هذه الطرق ملفّات تعريف الارتباط وأجهزة التتبّع غير المرئيّة داخل التطبيقات، وإحدى هذه التقنيات، هي تقنيّة "UID"، والتي طوّرت من قبل "تريد ديسك"، وهي شركة تكنولوجيّة خاصّة بالإعلانات في كاليفورنيا.

وبمجرّد إدخال المستخدمين لبريدهم الإلكترونيّ، تقوم التقنية بتحويله إلى رمز مميّز يتكوّن من سلسلة أرقام وأحرف، وينتقل هذا الرمز عند استخدامه لتسجيل الدخول إلى تطبيق بثّ رياضيّ مثلًا على جهاز تلفزيون يحتوي على هذه التقنية، حيث يتمكّنون من استهداف المستخدمين بإعلاناتهم. وقال كبير مسؤولي التسويق في مكتب التجارة، إيان كولي "الإنترنت ليس مجانيًا".

وتوجد طرق أبسط لمواقع الويب والتطبيقات، من أجل تتبّع نشاط الويب الخاصّ، من خلال عنوان البريد الإلكتروني، حيث يمكن أن يحتوي البريد على الاسم الأوّل والأخير للمستخدم، وهذا نتاج قيام وسطاء البيانات بتجميع ملف تعريف شامل بناءً على اهتمامات المستخدم، من حيث نشاط التصفّح الخاصّ به، وهو ما يجيب عن سؤال كثير من المستخدمين على المنتديات، وآخرها منتدى "ريديت"، حول سبب استمرار المستخدمين في مشاهدة الإعلانات ذات الصلة، على الرغم من مكافحة التتبّع الرقميّ من خلال أدوات الخصوصيّة… إذ إنّ مشاركة البريد الإلكترونيّ، تفي بالغرض، وتضرب بعمل أدوات الخصوصيّة عرض الحائط.

التعليقات